اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، في بداية اجتماع اللجنة الوزارية لفيروس كورونا ان “الإقفال كان بهدف منع الانهيار، لاسيما ان عدد الإصابات في العناية الفائقة كان قد وصل إلى أعلى سقف من قدرة القطاع الصحي اللبناني على التعامل معه واحتوائه”، وقال: “أقفلنا البلد لأن الكثير من الناس لم يلتزموا بالحد الأدنى من شروط الحماية الصحية من وباء كورونا”.
وشدد دياب على ان “يوم الأحد ينتهي الإقفال العام ويوم الإثنين لن يكون يوما عاديا، فسوف نستمر بتطبيق إجراءات تمنع العودة إلى ما قبل الإقفال العام”.
وفي كلمته قال الرئيس دياب:
منذ شهر تقريبًا، أقفلنا البلد، بعدما وصلنا إلى حافة الانهيار في القطاع الصحي بسبب انتشار وباء كورونا القاتل.
الإقفال كان بهدف منع الانهيار. عدد الإصابات في العناية الفائقة كان قد وصل إلى أعلى سقف من قدرة القطاع الصحي اللبناني على التعامل معه واحتوائه.
عدد الوفيات كان يزيد يوميًا، والوضع كان قد وصل إلى حدود مخيفة.
أقفلنا البلد، لأن الكثير من الناس لم يلتزموا بالحد الأدنى من شروط الحماية الصحية من وباء كورونا.
التزام الناس بتدابير الحماية، كان يمكن له أن يساعد كثيرًا في منع وصولنا إلى قرار الإقفال.
خلال شهر الإقفال، كانت نتائج المرحلة السابقة تظهر يوميًا. عدد الإصابات ارتفع بشكل كبير. عدد الحالات الحرجة كان يزيد بشكل حاد. عدد الوفيات كان يسجل أرقامًا مرتفعة.
نسبة الفحوصات الإيجابية ارتفعت بشكل ملحوظ إلى حوالي 22 بالمئة، بعدما كانت في آخر يوم من سنة 2020 حوالي 13.5 بالمئة.
عدد الحالات في العناية الفائقة كان في آخر السنة الماضية حوالي 450 شخصًا، بينما اقترب عدد الحالات اليوم من حدود الألف شخص.
عدد الأشخاص على التنفس الإصطناعي كان حوالي 140 شخصًا، بينما صار عدد هذه الحالات اليوم حوالي 350 شخصًا.
عدد الوفيات كان في آخر يوم من السنة الماضية 12 شخصًا، بينما وصل العدد اليوم إلى أكثر من ثمانين شخصًا. كانت نسبة الوفيات حوالي 0.75 بالمئة، مقارنة مع المعدل العالمي الذي يبلغ 2.18 بالمئة، بينما وصل المعدل اليوم في لبنان إلى نسبة الواحد بالمئة.
كل هذه المؤشرات السلبية ناتجة عن المرحلة التي سبقت الإقفال.
ما استطعنا فعله في هذا الإقفال هو وقف الانهيار، ولجم المؤشرات السلبية. وخلال الأيام المقبلة، يُفترض أن نبدأ برؤية التراجع في هذه المؤشرات، خصوصًا أن الإقفال العام نجح في تخفيض معدّل العدوى من 2.7 إلى واحد، وهذا مؤشر إيجابي يبنى عليه.
بالنيابة عن اللبنانيين جميعًا، أتوجه بالشكر إلى الجسم الطبي وكل العاملين في المواجهة مع وباء كورونا، في مختلف مواقعهم، والذين يقومون بجهد كبير في خدمة وطنهم.
وأريد أن أشكر اللبنانيين الذين تحمّلوا فترة الإقفال وصعوباتها الاجتماعية والمعيشية والنفسية.
وأنا أنوّه أن القسم الأكبر من اللبنانيين التزموا هذه المرة طوعًا. كان هناك شعور بالمسؤولية عند الأكثرية، ولذلك احترموا، بإرادتهم، قرار الإقفال العام والتدابير التي وضعناها.
أريد أن أتوجّه بالشكر إلى كل الذين تحمّلوا الإقفال التام في الفترة الماضية وحملوا المسؤولية معنا، لأن المسؤولية الحقيقية بمواجهة كورونا هي مسؤولية فردية أولًا، ومجتمعية ثانيًا، ورسمية ثالثًا.
لكن، لا يجب أن نفترض أننا تجاوزنا الخطر.
لقد اعتمدنا ثلاث خطط في مواجهة الوباء للمرحلة المقبلة:
1 ـ خطة فتح البلد تدريجيًا. إذ لا يمكننا المغامرة بفتح البلد كليًا دفعة واحدة.
2 ـ خطة ما بعد مرحلة الإغلاق، وهي تتضمّن ثلاثة برامج:
ـ برنامج تكثيف فحوصات ال PCR.
ـ برنامج التتبع لمحاصرة الوباء.
ـ برنامج زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات.
2 ـ خطة الطوارئ الصحية التي تتضمن تأمين أجهزة التنفس الإصطناعي إلى المنازل بالتعاون بين الصليب الأحمر اللبناني والبلديات.
3 ـ خطة التلقيح الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة.
نحن في مرحلة دقيقة جدًا. ولذلك نحن مضطرون للاستمرار ببعض التدابير. لا نستطيع التعامل باستخفاف مع هذه المرحلة. المطلوب من اللبنانيين أن يستمروا بتحمل المسؤولية الشخصية والمسؤولية المجتمعية، والالتزام بالتدابير التي تحميهم وتحمي أهاليهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم، في هذه المرحلة الفاصلة عن انطلاق حملة التلقيح الوطنية للحماية من وباء كورونا بحسب خطة وزارة الصحة.
إن شاء الله بعد حوالي عشرة أيام تبدأ هذه الحملة، وسوف تستمر حتى تأمين المناعة للبنانيين من هذا الوباء القاتل.
يوم الأحد ينتهي الإقفال العام، ويوم الإثنين لن يكون يومًا عاديًا. سوف نستمر بتطبيق إجراءات تمنع العودة إلى ما قبل الإقفال العام.
سوف نفتح البلد جزئيًا. سنواصل تطبيق تدابير صارمة. سنكمل بإقفال بعض القطاعات. وسوف نفتح بعض القطاعات جزئيًا. وسوف نسمح لبعض القطاعات بالعمل وفق شروط محددة.
أعرف أنه ستكون هناك اعتراضات على قرار فتح البلد جزئيًا. سيكون هناك من يرفض أن نفتح البلد، وهناك من يرفض الاستمرار بإقفال بعض القطاعات. لكل فئة وجهة نظرها، ونحترمها. لكن لا نستطيع إلا أن نفعل ذلك. حياة الناس أهم من كل الحسابات.
الخوف الذي عاشه المصابون وأهاليهم، أقوى من كل رأي أو حجة أو وجهة نظر. دمعة الأهل على خسارة فرد من العائلة، وجعها أكبر من أي نظرية.
خسرنا حوالي 3 آلاف و500 شخص بسبب هذا الوباء القاتل.
لا يجوز أن نتساهل في هذه المواجهة. همّنا حماية أهلنا وعائلاتنا ومجتمعنا.
هذه المواجهة في مراحلها الأخيرة. اللقاحات سوف تساعدنا على تحدي هذا الوباء والانتصار عليه.
فلنستمر بتدابير الحماية الشخصية والمجتمعية، حتى نستطيع فتح البلد تدريجيًا على مراحل ونمنع الخطر.
نحن بحاجة إلى مزيد من الصبر.. بالصبر سوف نتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتنا.