- أدى فيروس كورونا إلى تسريع التحول في سلوك المستهلك ، مما يتطلب من الشركات تغيير نماذج أعمالها للاستفادة من النمو في المحتوى حسب الطلب
- من المتوقع أن تزيد إيرادات الترفيه والإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 3٪ حتى عام 2024 مقارنة بعام 2019
كان لجائحة كورونا تأثيرًا جذري على عائدات الترفيه والإعلام وأنماط الاستهلاك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمامًا كما هو الحال على مستوى بقية الدول وفقاً “لتقرير بي دبليو سي حول الترفيه والإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2020-2024”.
يسلط التقرير الضوء على التحول إلى الترفيه الرقمي والمحتوى المدفوع ونماذج الأعمال الجديدة والبنية التحتية المطلوبة لدعم هذا التغيير وما يمكن للحكومات والهيئات التنظيمية القيام به لدعم تطور الصناعة.
يوضح التقرير مدى تضرر مبيعات شباك التذاكر والحفلات الموسيقية والمناسبات والمؤتمرات، حيث شمل ذلك تقلص الميزانيات المخصصة للصحف والمجلات، ومن المتوقع أيضًا أن تنخفض الإيرادات بنسبة 8.3٪ لتصل إلى 19.7 مليار دولار، وأن يعود الإنفاق تدريجياً إلى مستويات عام 2019 وذلك يعتمد اعتمادًا تامًا على مدى توفر لقاح فيروس كورونا على نطاق أوسع في المنطقة والاستمرار في النمو بدءًا من عام 2022.من المتوقع أن تزيد إيرادات الترفيه والإعلام بشكل عام بنسبة 3٪ في المنطقة بين عامي 2019 و2024 لتتجاوز الزيادة المتوقعة بنسبة 2٪ على مستوى العالم.
وبدوره قال فادي قماطي، الشريك الاستشاري في قطاع التكنولوجيا في بي دبليو سي الشرق الأوسط: ” ساهمت الجائحة وآثارها اللاحقة في الدفع نحو المستقبل بوتيرة أسرع، حيث سمحت للمستهلكين في المنطقة اختيار أنماط المحتوى على الوسائل الإعلامية في ظل خيارات متزايدة من المحطات والمحتويات المختلفة. حيث أن هذا لم يكن ممكناً لولا التبني المتسارع لتقنية الجيل الخامس 5Gفي بعض الأسواق، الأمر الذي دفع الحكومات إلى توسيع البنية التحتية الرقمية مثل الوصول إلى إنترنت عالي السرعة لتمكين عرض المحتوى وسهولة استهلاكه والوصول إليه في المنزل وفي أي مكان . بالإضافة إلى أن ظهور تقنيات الجيل الخامس أنشأ فرصاً لتعزيز شفافية الحكومة وطرقاً مبتكرة وأكثر شمولاً للتفاعل مع الجمهور”.
أدت الجائحة إلى إقبال كبير على الموسيقى وعرض محتوى الفيديو من خلال خدمة الانترنت فائق السرعة (فيديو OTT) في المنطقة، كما ارتفعت شعبية الألعاب الإلكترونية بشكل كبير وملحوظ خلال هذه الفترة. حيث زاد ما يقارب 50% من المشتركين في فيديو OTTمقدار الوقت الذي يقضونه في المشاهدة خلال فترة الحظر، كما عملت الشركات التي تعتمد رسوم الاشتراك مثل NetflixوShahid (المملوكة لـ MBC) وStarzplay Arabiaومقرها دبي، على إضافة المزيد من المحتوى المحلي بالتزامن مع زيادة عدد المستخدمين وساعات المشاهدة بين عامي 2019 و2020.
ازدادت شعبية الألعاب الإلكترونية بشكل هائل في المنطقة، وخاصة أن الذين تبلغ أعمارهم 24 عامًا أو أقل -وهم يشكلون ما يقرب نصف عدد السكان. وقد أدت فترة الحظر إلى ارتفاع كبير في اللجوء إلى الألعاب الإلكترونية، حيث أمضى اللاعبون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقتًا أطول في اللعب في العام 2020 بزيادة ما يقارب 24٪ مقارنة بعام 2019 مقارنة مع زيادة قدرها 11٪ على مستوى العالم. واستفادت أيضًا مواقع وتطبيقات بث الموسيقى من هذا الزخم بسبب الحظر وشملت المحتوى الموسيقي ومواقع البودكاست، ففي عام 2020 سجلت أنغامي (Anghami) زيادة بنسبة 25٪ في مستمعي الموسيقى مقارنة بعام 2019.
نتيجة لذلك، من المتوقع أن تشكل الإيرادات الرقمية 46٪ من إجمالي إيرادات الترفيه والإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2024، أي ما يقارب ارتفاعًا بنسبة 37٪ مقارنة مع العام 2019.
قال كريم سركيس، الشريك في ستراتيجي آند، وهي جزء من شبكة بي دبليو سي ، والمسؤول عن قطاع الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط: “ان هذا التحول المتسارع في قطاع الترفيه والإعلام لصالح المحتوى الرقمي هو فرصة لشركات الإعلام في المنطقة لإعادة ابتكار علاقتهم مع جمهورهم والعمل على تطوير قدرات فرقهم وتقليل اعتمادهم على الإنفاق الإعلاني في الأسواق حيث يكون المستهلكون مستعدين للدفع مقابل المحتوى. هذا ليس مسارًا اختياريًا لشركات الإعلام في المنطقة ، ولكنه ضرورة إستراتيجية ستحدد مستقبلها”.
وفقًا لتقرير بي دبليو سي، سيكون لأصحاب المصلحة دوراً رئيسياً في التحول إلى الحلول الرقمية لوسائل الإعلام والترفيه:
- شركات الإعلام الإقليمية: تطوير نماذج الأعمال الرقمية والاستفادة من الفرصة لبناء علاقات مباشرة مع المستهلك من أجل تحديد الكفاءات الرقمية التي يحتاجونها وتطويرها وتقييم الطرق المثلى لتوسيع نطاقها من خلال عمليات الاستحواذ أو الشراكات وتمييز أنفسهم من خلال المحتوى المحلي والرؤى التي تتطلب كفاءات قوية في بيانات المستهلك والتحليلات.
- شركات الإعلام متعددة الجنسيات: إعطاء الأولوية للأسواق وفقاً لإمكاناتها وسهولة دخولها ونظام إنتاج المحتوى، والعمل مع المنظمين لفهم التزاماتهم.
- مقدمو خدمة الاتصالات: تنمية وجودهم في القطاع من خلال عمليات الاستحواذ والشراكات مع شركات الإعلام.
- الحكومة والجهات التنظيمية: نشر البنية التحتية الرقمية المناسبة للسماح للجمهور بالوصول إلى القنوات والأشكال الجديدة من المحتوى ودعم الابتكار وإنشاء محتوى محلي وضمان حماية بيانات العملاء والتسعير العادل والتنافسي، والتأكد أن المحتوى مناسب ولا يتجاوز المعايير المجتمعية.
وللمضي قدماً، تحتاج شركات الإعلام والترفيه على الصعيدين المحلي والدولي إلى تحويل نماذج أعمالها لمواكبة توقعات الجمهور الجديدة والنظر في تطوير مزيج مثالي من الإيرادات الممولة من الإعلانات والمستهلكين، كما يتطلب مواكبة المشهد الإعلامي المتغير أيضًا دعمًا حكوميًا وتنظيميًا لتوسيع البنية التحتية الرقمية الضرورية