لمناسبة اليوم العالم للمرأة 2021، تتناول رئيس ومؤسس المنتدى العربي الدولي للمرأة هيفاء فاهوم الكيلاني، عقدين من قيادة المنتدى العربي الدولي للمرأة والتزامها بتعزيز التنمية المستدامة، حيث تشكل النساء والشابات جزءاً أساسياً وفي صلب هذه المسيرة المتميزة.
كما في كل عام، أشعر بالفخر بالانضمام إلى مجتمعات الأعمال والتنمية والمنظمات غير الحكومية العالمية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتكتسب هذه المناسبة هذا العام أهمية خاصة بالنسبة لي، حيث نحتفل بالذكرى السنوية العشرين على تأسيس المنتدى العربي الدولي للمرأة AIWF. وانطلاقاً من موقعي كرئيس ومؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، فأنا فخورة بالوفاء وتحقيق شعار اليوم العالي للمرأة لهذا العام “اختاري التحدي”، حيث أعرب عن دعمي الكامل للدعوة العالمية للعمل من أجل مواجهة التحيّز القائم على أساس نوع الجنس وعدم المساواة.
وتشكل المساواة بين المرأة والرجل والإدماج الاقتصادي، مجالات العمل الرئيسية التي لطالما كانت مهمة للغاية بالنسبة لي، على الصعيد الشخصي وكمؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة. فلقد أطلقت المنتدى في العام 2001 في لندن، كمنظمة تنموية غير ربحية وغير حكومية وغير سياسية للنساء والشابات القياديات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، وكان ذلك في ظل أوقات عصيبة للغاية بالنسبة للعالم والمنطقة العربية بشكل خاص. إن رؤيتي المتمثلة بتأسيس منتدى دولي تشتد الحاجة إليه، منتدى يربط نساء الأعمال العرب وقادة المجتمع المدني ببعضهم البعض والأهم مع نظرائهم في المجتمع الدولي لتبادل المعرفة والتجربة وتطوير أعمالهم وتعاونهم، كانت قائمة على سنوات من الخدمة في عدد من الأدوار التطوعية في مجالس الإدارة لدعم العديد من المنظمات الخيرية المميزة في المملكة المتحدة والمنطقة العربية، كل ذلك ترافق مع تركيزٍ قوي على تمكين المرأة في جميع القطاعات والمجالات.
وفي الوقت الذي أطلقت فيه المنتدى العربي الدولي للمرأة في العام 2001، كانت تسود العديد من المفاهيم الخاطئة حول دور المرأة في المنطقة العربية. وكنت أتطلع إلى توفير برنامج عمل ومنبر يمكن من خلاله ايصال صوت النساء، ومعالجة التحديات بشكلٍ مباشر والاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة للنساء والشابات. لذلك تأسس المنتدى على مبدأين توجيهيين: الأول، انطلاقاً من إيماني الراسخ أنه لا يمكن تحقيق التنمية والتطوير في أي مجتمع، على الصعيد الساسي والاجتماعي والاقتصادي من دون تمكين المرأة. والمبدأ الثاني، إن العالم العربي يشكل جزءاً من المجتمع العالمي، وأن النساء في المنطقة بحاجة إلى التواصل معاً في المنطقة، ولكن الأهم من ذلك مع نظرائهن على المستوى الدولي لتبادل الخبرات والمعرفة والقيام بأعمال تجارية وكسر الصورة النمطية.
ومنذ العام 2001، وفي ظل قيادتي، ومن خلال العمل بدعمٍ وتعاونٍ كاملين من أعضاء مجلس إدارة المنتدى، وهم جميعاً القادة البارزين في الأعمال التجارية والخيرية والمجتمع المدني، الذين يساهمون على أساسٍ تطوعي في توفير مساهمة غنية بالخبرة للمنتدى. وقد سعى المنتدى العربي الدولي للمرأة بجد داخل العالم العربي وعلى المستوى العالمي إلى احترام هذه المبادىء ولدفع أجندة تمكين المرأة إلى الأمام، لمعالجة قضايا التنمية الهامة التي تؤثر بشكلٍ مباشر على الإدماج الاقتصادي للنساء والشابات وللدعوة إلى التغيير التشريعي والسياسة العامة وإزالة الحواجز أمام مشاركة المرأة في الأنظمة السياسية العربية وفي المجتمع بشكلٍ عام. ولقد وضعنا معياراً لنهج من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى في عملنا، حيث نعمل مباشرةً من القواعد الشعبية إلى أعلى المستويات الحكومية. ونحن نتميز بالفرادة في شبكتنا من حيث نهج أصحاب المصلحة المتعددين لإحداث التغيير والتأثير على مستوى تحولات السياسات العامة التي من شأنها تمكين النساء والشابات.
ومنذ أيامه الأولى، أعطى المنتدى العربي الدولي للمرأة، الأولوية للتعليم والاستدامة وريادة الأعمال والمساواة بين الجنسين وإتاحة فرص العمل والنمو الاقتصادي والتقدم والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها مجالات عملنا ذات الأولوية القصوى. لقد عالجنا باستمرار أزمة إيجاد فرص عمل في منطقة، تُعرف بأنها الأسوأ لناحية معدلات بطالة الشباب في العالم. ولقد عملنا على سد فجوات الشمول الاقتصادي والمالي والمهارات المجتمعية والرقمية والفجوة المتعلقة بالمساواة بين الجنسين التي تسود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من المناطق الأخرى. ولقد أصبحنا منظمة عالمية حقاً، ذات قاعدة عربية وبريطانية وأوروبية وأميركية وآسيوية قوية تضم الأعضاء اللذين شاركوا في مسيرة المنتدى في كل هذه الاعوام والتحالفات المؤسسية.
ومنذ اللحظة الأولى، كنت أدرك أنه لا يمكننا النجاح إلا من خلال العمل مع الآخرين. وأنا بغاية الفخر، لجهة تحقيق العديد من التحالفات الموسعة الناجحة من الشركاء، خلال مسيرة المنتدى والتي شملت حكومات ومؤسسات عالمية والمنظمات الرائدة متعددة الجنسيات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجامعات والأهم من ذلك النساء والشابات أنفسهن.
ومنذ البداية، شكلت مشاركة الشابات دلالة على روح المنتدى، وهي المبدأ الرئيسي الذي اعتمدته في مسيرتي القيادية في المنتدى العربي الدولي للمرأة. فعندما أطلقنا المبادرة المحددة الأهداف “القيادات النسائية العربية الشابة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” في العام 2011، جاء ذلك كاستجابة مباشرة للربيع العربي، بعد أن أدركنا الحاجة إلى معالجة التمثيل المنقوص للشباب في المشاركة المدنية والأزمة المستمرة لتوفير فرص العمل ومعالجة بطالة الشباب، والمشكلة المستمرة المتمثلة في “هجرة الأدمغة” والهجرة الاقتصادية التي كلفت المنطقة شبابها الموهوب والطموح وذوي التعليم العالي والشباب المندفع.
وأنا فخورة جداً بتأسيس المنتدى العربي الدولي للمرأة، ويشرفني أن أشغل منصب رئيس مجلس الإدارة لما يقرب من 20 عاماً. و ما زلت عضو مجلس إدارة المنتدى وأحمل لقب رئيس ومؤسس المنتدى. وأعتقد اعتقاداً راسخاً بأن العام 2021، لا سيما وأنه يصادف الذكرى السنوية العشرين لتأسيس المنتدى، يشكل الوقت المناسب لتسليم هذا الدور إلى الخلف الصالح، التي يمكنها قيادة المنتدى في الفصل الثاني من مسيرته خلال العشرين عاماً المقبلة. ويسعدني أن الدكتورة أفنان الشعيبي، وافقت على تولي منصب رئيس مجلس إدارة AIWF، هي التي تُعرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كقائدة نسوية قوية ومؤثرة.
وأود هنا أن أكرر عميق تقديري وامتناني، لكلٍ من مجلس الإدارة المؤسس والمجلس الحالي لتفانيهما الثابت على مر السنين لمهمة المنتدى العربي الدولي للمرأة. لقد حققنا النجاح من خلال العمل معاً، في بناء مؤسسة قوية ومستدامة تركز على المستقبل، وهذا ما أصبح عليه اليوم المنتدى العربي الدولي للمرأة. وخلال العقدين الماضيين، شهدنا على مسيرة مميزة من الخدمات، لتبادل المعرفة والمشاركة والعمل مع الآخرين طوال الوقت، رحلة بدأت بقدرٍ كبير من الإيمان ولكن الأهم من ذلك بالعزم على المثابرة والنجاح. وأنا أؤمن بشكلٍ كامل بمهمة ورؤية المنتدى العربي الدولي للمرأة، ولقد كنت دائماً مدفوعة لإنجاز هذه المهمة من خلال الدعم الكامل والتعاون من مجلس الإدارة النموذجي ومع الشركاء.
وأنا أنضم إلى مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة في التطلع قدماً إلى البرنامج السنوي المقبل للمنتدى للعام 2021، والاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لتأسيس المنتدى التي تصادف هذا العام، حيث سنستمر خلالها في تسليط الضوء على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي الوقت الذي نعمل جميعاً على مواجهة وتخطي ما عشناه خلال جائحة كوفيد-19 وذلك في السنوات المرتقبة المقبلة. بصفتي الشخصية وكرئيس ومؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن أحر الأمنيات والتمنيات لجميع شركاء المنتدى والأعضاء والأصدقاء والمدافعين عن حقوق المرأة ونصيرات المرأة والمنظمات الإجتماعية الواسعة الإنتشار في كافة أرجاء العالم الذين يعملون بلا كلل، للوفاء وممارسة شعار يوم المرأة العالمي هذا العام وفي كل يوم.