رغم الجائحة.. مشروع للطاقة الشمسية يرى النور في القاع اللبنانية

في خمسينيات القرن الماضي، كانت القاع قرية صغيرة تتكون من عدد قليل من المنازل وبعد فترة وجيزة بدأت في التوسع مستفيدةً من المياه المتدفقة من ينابيع اللبوة لري الأراضي الزراعية. وخلال الحرب الأهلية وبعدها، تقلصت المياه المتدفقة من ينابيع اللبوة إلى حدٍ كبير، واضطرت جميع الأراضي الزراعية إلى الاعتماد على مياه الآبار العميقة للبقاء على قيد الحياة.

على بعد خمس دقائق من وسط القرية، فيما يسمى “مشاريع القاع”، تقع مزرعة “جرين هيل” حيث ينمو العنب جنباً إلى جنب مع الدراق والنكتارين على مساحة إجمالية مزروعة تتخطى 2.5 مليون متر مربع. يتم تغطية احتياجات الري من خلال 15 بئراً عميقة تعمل بمولدات الديزل لأن شبكة الكهرباء الوطنية لا تغطي هذا الجزء من لبنان.

تُمثل تكلفة الديزل حوالي 35٪ من إجمالي تكلفة إنتاج المحاصيل، مما شكل عبئاً ثقيلاً على كاهل أصحاب المشروع الذين كانوا يعانون في الأصل من عواقب فقدان الأسواق في سوريا والعراق في أعقاب الحرب الأهلية السورية.

بالإضافة إلى ذلك، أدى نقص الوقود في لبنان خلال العامين الماضيين إلى قيام المالكين بالبحث عن حل بديل مستدام لتغطية احتياجاتهم من الطاقة والمياه. لذا كان ضخ المياه باستخدام الطاقة الشمسية بمثابة الإجابة المنطقية الوحيدة لجميع هذه المشكلات وتم اختيار شركة “إبيكس انيرجي” لصاحبها المهندس سعيد الرياشي لإجراء دراسة وتقديم حل.

تمت دراسة الآبار العشرة الرئيسية في المزرعة بدقة من منظور توافر المياه واحتياجات المياه على مدار العام وتم اتخاذ قرار بناء أنظمة شمسية لتغطية الاحتياجات خلال النهار من الطاقة الشمسية.

ونظراً لأن اختيار المواد يُعد عاملاً بالغ الأهمية في نجاح أو فشل أي مشروع هندسي، فلابد من استخدام مكونات عالية الجودة ولهذا وقع اختيارنا على “جينكو سولار” الشركة الموردة للألواح الشمسية و “إيتون اليكتريك” الشركة الموردة للقطع الكهربائية المستخدمة في هذا المشروع.

تتربع جينكو سولار للألواح الشمسية على رأس القائمة في جميع أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بالسمعة والجودة والثقة اما إيتون فهي أحد أكبر موردي المكونات الكهربائية في العالم.

حيث تم تركيب ما مجموعه حوالي 20 ألف متر مربع من الألواح الشمسية لتوليد 3.7 ميجاوات من الطاقة الكهربائية في الذروة، وتشغيل 10 مضخات غاطسة لمدة 9 ساعات يومياً والتي تعمل بكامل طاقتها خلال أيام الصيف الحارة. وعند غياب الشمس، يمكن أن يعمل نظامنا في وضع الإمداد بالديزل فقط أو الهجين باستخدام أي طاقة يمكن أن توفرها الشمس واكمالها بطاقة الديزل. حيث يتم التحكم تلقائياً في جميع أوضاع التشغيل وجميع السيناريوهات بواسطة وحدة تحكم صناعية.

في بلد مثل لبنان، مع كل حالات النقص في الطاقة والوقود التي يواجهها على مدار السنة، إذا قمت بتشغيل مصنع بلاستيك على سبيل المثال وفقدت مصدر الكهرباء، يمكنك ببساطة إيقاف المصنع حتى عودة الكهرباء ولكن إذا قمت بتشغيل مشروع زراعي، يجب أن تستمر المياه في التدفق وإلا فإنك تخاطر بفقدان بضع سنوات من جهود العمل في أيام قليلة. لذلك في حالة “غرين هيل”، بطريقةٍ ما، كانت مسألة حياة أو موت وليس مجرد مسألة توفير.

هناك ناحية إيجابية أُخرى لتطبيق حلول الطاقة الشمسية وهي تقليل التلوث: فقد تم تقليل الضوضاء الصادرة من المولدات والدخان الخارج من العوادم إلى الحد الأدنى مما يجعل من المشي بين الأشجار في يوم ربيعي تجربة ممتعة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المنظمة العالمية للمناطق الحرة تعلن استضافة الصين مؤتمرها الدولي العام المقبل

أعلنت المنظمة العالمية للمناطق الحرة، عن استضافة الصين فعاليات الدورة الحادية عشرة من المؤتمر الدولي ...

أسواق الأسهم في الشرق الأوسط تواجه عدم اليقين

تحليل الأسواق اليوم عن جورج بافل، مدير عام Naga.com منطقة الشرق الاوسط ٥ نوفمبر ٢٠٢٤ شهد سوق الأسهم السعودي ...

مستقبل مؤشر الدولار (DXY) بين التقلبات الانتخابية وقرارات الفيدرالي: هل يصمد أمام التحديات السياسية والاقتصادية؟

كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com يشهد مؤشر الدولار الأمريكي حالة من ...