كرمت جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 (لبنان – الاردن – فلسطين) صحافيين من وسائل اعلامية مختلفة، باحتفال في “بيت العطاء” الليونزي – قاعة “ملفن جونز” – سن الفيل، برعاية وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد.
حضر الحفل المدير الدولي السابق لأندية الليونز الدولية سليم موسان، الرئيسة السابقة لفريق LCIF الحكمة مرسال سلامة، منسق فريق القيادة في الشرق الاوسط الحاكم السابق نبيل الروس، الحاكم السابق المباشر نبيل نصور، النائب الأول المنتخب لحاكم المنطقة بطرس عون، الحكام السابقون، أمين سر مجلس المنطقة سليم عقل، أمين مال مجلس المنطقة جوني غزال، رئيسة برنامج تكريم الصحافة اللبنانية لينا دياب، الصحافيون المكرمون وعدد من الليونز والليو.
دياب
بداية، النشيد الوطني، السلام الملكي الاردني، النشيد الفلسطيني، ثم كلمة الإفتتاحية لرئيسة برنامج التكريم لينا دياب حيت فيها أهل الاعلام والصحافة، وقالت: “قد ملأتم الأمكنة شهداء وشهادات روت قصص لبنان واصقاع العالم قاطبة. تحية لكم يا شهود الماضي والحاضر والمستقبل ومرآة التاريخ والجغرافيا. أرادت جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 هذه المناسبة ليس تكريما للاعلاميين والاعلاميات وحسب، وانما عربون تقدير ووفاء لمن ينقلون الوقائع كما هي بالصوت والصورة، ليسطروا بعرقهم اسمى حقوق الانسان، الا وهو حق المعرفة”.
أضافت: “كل المهن تعرضت لتشوهات وانحرافات، الا مهنة الحقيقة، رغم متاعب زمننا المحاصر بوسائل الخداع البصرية والمسموعة، فاستحقت عن جدارة لقب مهنة المتاعب. رب قائل في زمن السوشل ميديا ان كل مواطن اصبح صحافيا، وهذا صحيح، ولكن ثمة فارق كبير بين الاثنين: الأول اي المواطن، يصادف حدثا معينا في طريقه الى العمل او صورة فيلتقطها ويسارع لنقلها عبر حسابه على تويتر او فايس بوك او غيرهما. اما الصحافي فيبحث عن الحقيقة اينما كانت، يتعقب الخبر والصورة، ليطاردهما ولينقلهما على الفور الى وسيلته الاعلامية ومنها الى العالم. لذلك اكتسبت هذه المهنة صفة الرسالة منذ ان وجدت. ولهذا السبب استحق اهل المهنة التكريم، بمناسبة او من دون مناسبة، لانهم هم المناسبة، ولأن لا معنى لأي مناسبة من دونهم”.
وختمت: “التكريم لا يفيكم حقكم وقد اقتحمتم بأجسادكم وكاميراتكم كل الخطوط الحمر، من الأحداث الأمنية مرورا بالازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصولا الى جائحة كورونا الخطر الأكبر في هذا الكوكب”.
التكريم
بعد ذلك، عرض تقرير عن واقع الصحافة اللبنانية بين الأمس واليوم، ثم تكريم الصحافيين بحسب الترتيب الأبجدي، مع عرض نبذة عن السيرة الذاتية لكل منهم، وهم: الصحافية في جريدة “النهار” سابين عويس عن فئة الصحافة المكتوبة، رئيس تحرير موقع “سفير الشمال” غسان ريفي عن فئة الصحافة الالكترونية، ماجدة داغر عن فئة الصحافة الاذاعية، مسؤول قسم التصوير في جريدة “النهار” نبيل اسماعيل عن الصحافة المصورة والاستاذ الجامعي الاعلامي يزبك وهبة عن فئة الصحافة التلفزيونية.
وتلى التكريم تقرير عن التغطية الإعلامية لجمعية أندية الليونز 351 في هذه السنة الليونزية لا سيما حملة “راجعين عا البيت” التي أطلقتها الجمعية بعد انفجار الرابع من آب الماضي، بغية ترميم عدد كبير من الأبنية المتضررة في بيروت والضواحي.
سعادة
ثم قال حاكم الجمعية الدكتور جان كلود سعادة: “نلتقي اليوم وأنتم الخبر اليقين. نلتقي لنخبر الناس عنكم، وأنتم لا تتعبون الحديث وإخبار الناس يوميا، صعب الوقوف والكلام أمام أسياد الكلام. وكأنني أقف في امتحان أعرف أن كل كلمة ستقاس، بحركاتها ومعناها وهدفها. غير أنني أشد على نفسي حين أتكلم عن الصحافيين في يوم تكريمهم ابطال الإعلام والصحافة أنتم، وأنتم الأحرار في الجهار علنية بأنكم للجرأة عنوان، غير آبهين بالضغوط والمصاعب”.
أضاف: “ترفعون القلم رغم الألم، تبعثون الأمل رغم القهر، ترفعون الخطاب رغم الصعاب. إنه الإيمان بحرية الإنسان، إنه الإيمان بلبنان. تعلون بكلماتكم منبر الحرية والديمقراطية في التعبير، وترسلون بيارق الإعلام الحر الى كل بقاع الارض، لتؤكدوا أن هذا الوطن الرسالة كالسراج يعلو ولا يعلى عليه”.
وتابع: “أنتم المرآة الحقيقية، مرآة نرى أنفسنا عبرها بأجمل صورة، مرآة تعكس الحقيقة على صورتها. أما اليوم، فنحن في المرآة نراكم على حقيقتكم بتجرد ووضوح. لطالما كنا نراكم تكبحون أحاسيسكم من أجل الشفافية. رأيناكم تمسحون العرق والدموع كي لا تبينوا مشاعركم بحالتيها الحلوة والمرة”.
وخاطب وزيرة الإعلام قائلا: “نتشرف برعايتكم وحضوركم الكريم. نعلم أنكم الأمينون والساهرون على ضمان حرية التعبير في لبنان. نعلم الظروف التي تعملون بها، من جراء كل المشاكل الوطنية، حيث يعاني الإعلام من الإقفال القسري القاسي للمؤسسات الإعلامية والى إجبار الإعلاميين على ترك عملهم، أو العمل بمردود مادي بسيط. حماستكم في الدفاع عن الصحافة نيشان ترتفعون به شهادة حية. وعسى أن تنفرج هذه الازمة وأن يعود هذا الصرح منارة كما كان لكل المحيط العربي والعالم”.
وشكر بصفته حاكما للجمعية لهذه السنة الليونزية، “الصحافيين كافة وكل وسائل الإعلام الذين غطوا هذه أنشطة الجمعية ونشروا الأخبار عبر الوسائل الإعلامية”، وقال: “نقلتم أخبارنا لسنوات طوال، ولا سيما في هذه السنة الليونزية القاسية، التي تعمدت بانفجار المرفأ، ووجدنا من خلال عدسات المصورين، وكلمات الصحافيين والصحافيات عبر الجرائد وصفحات التواصل الإجتماعي، وغصة صوت المذيعين والمذيعات عبر أثير الإذاعات، ووجع وقوف المراسلين والمراسلات بالصوت والصورة، وجدنا أن الواجب ينادينا، وأن الدمار هو على منازلنا جميعا. زرناهم ومن تحت الركام قلنا لهم لا تخافوا الليونز معكم، وبإذن الله “راجعين عا البيت”.
أضاف: “هز الإنفجار ضمائر اللبنانيين، وهز معه حاجز الخوف. وأنتم من صرختم كفى، كفى فسادا، كفى قهرا، كفى ظلما، كفى تدهورا، كفى عذابا للبنانيين في صحتهم من كورونا، وفي جيوبهم من تبخر مدخراتهم، وفي عيشهم من خلال تشريدهم من منازلهم بسبب ألف سبب وسبب”.
وعن حرية الإعلام، قال سعادة: “صرختنا اليوم صرخة صادقة ومن القلب، تعلو فوق كل المناكفات التي نشهدها. لم يبق لنا في لبنان الامجاد السابقة واللاحقة الا هذه الروح التي تعشق الحرية. نعم لحرية الصحافة ولكف يد البطش بالاحرار والتنكيل بهم والنيل من مستحقاتهم وحقهم في التعبير الحر، من دون أن نمسكهم “بالإيد اللي بتوجعهن”. سنبقى نطالب بأبسط الحقوق للصحافيين ولكل اللبنانيين بحرية التعبير التي تجسد أسس وركائز الوطن الذي نحلم به”.
أضاف: “تكريمكم تكريم لنا، تكريم لحرية الإعلام والإعلاميين. نحن نتنفس الحرية يا سادة. غنتها جوليا بطرس “أنا بتنفس حرية لا تقطع عني الهوا ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا”. نعم، على الرغم من كل شيء، لبنان سيبقى بلد الحريات وبلد حرية التعبير بكل الساحات”.
وختم: “شكرا لجهودكم الدائمة، الحالمة، والمبذولة بتفان من أجل إعلام الناس، كل الناس. شكرا لأنكم تنقلون الخبر بأمانة، شكرا لأنكم تعملون في ظرف عصيب ما مر قبله حتى في الحرب الاهلية المدمرة، شكرا لأكم تؤمنون بلبنان وترفعون سقف الحرية في هذا الوطن الجريح، شكرا لأنكم هذا الجندي المجهول الذي يعمل في الكواليس سندا قويا، شكرا لأنكم تقبلون هذه التحية منا، وشكرا لحضوركم ليس لتغطية الحدث بل لأن تكونوا أنتم الحدث اليقين. هنا تقف جمعيتنا بصدق النوايا لنضعكم نيشانا على صدرها بأمانة رسالتكم. تعودنا التعامل مع الخيرين وأنتم الخير المضاف لكل خدمة قدمناها من قلوبنا وبمحبة. أمامكم اليوم ننحني كلنا، لأنكم رسل الكلمة الحرة والأمينة والهادفة، لأنكم ضمير الوطن الذي لا ولم ولن يموت. ننحني امامكم رهبة بأرواح الذين فدوا حريتنا في التعبير الحر. ننحني أمامكم لأنكم بحق وشجاعة، رسل الإعلام، رسل السلام ورسل الكلام”.
عبد الصمد
بدورها تحدثت عبد الصمد فقالت :”نشعر بالفخر عندما نرى اشخاصا مكرمين بهذا المستوى من الاعلاميين الموضوعيين، الحياديين ، الايجابيين بتعاطيهم مع الازمات بالرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها، وليسوا هم فقط المميزين في البلد، على امل ان ينهض لبنان ونتمكن كدولة لبنانية ان نكرم الطاقات والقدرات والتي استطاعت من خلال نجاحاتها ان تصل الى مراتب التكريم واثبتت نفسها في هذا القطاع”.
اضافت :” صحيح ان لبنان تراجع في مرتبة الحرية، حيث كنا في السنة الماضية في المرتبة 102 واصبحنا هذه السنة في المرتبة 107، ولكن يجب الا نقارن على المدى القريب بل على المدى الطويل. واذا عدنا الى التقرير الاول لمؤسسة “مراسلون بلا حدود” عام 2002 الذي صنف لبنان بانه يحتل المرتبة الاولى بين الدول العربية وفي المرتبة 56، في حين اننا اليوم في المرتبة 107 من اصل 180″.
ورأت عبد الصمد “اننا في وضع مأزوم وسيىء ولكن يمكننا الخروج منه في ظل وجود اعلاميين متميزين، ويجب ان نعمل يدا بيد سواء اكان مع المؤسسات الاعلامية او مع الاعلاميين او مع المجتمع المدني، كي نعمل على تحسين صورة لبنان من ناحية حرية الرأي والتعبير ونحسن مرتبتنا للعام المقبل، لانه يجب الا يكون المؤشر تنازليا تباعا كما يحصل، ويحب الا نستمر على هذا النهج”.
وتابعت:” هناك تجربة في دولة عربية كانت مرتبتها مثلنا 107، واليوم اصبحت في المرتبة 176 اي في ادنى المراتب، ما يؤكد اننا اذا استمررنا بهذا النمط التنازلي سنصطدم بواقع مرير بما يتعلق بالحريات”.
واشارت عبدالصمد الى ان “وزارة الاعلام تمكنت في خلال 6 اشهر من وضع تعديلات جوهرية على قانون الاعلام، وبعد 11 سنة انهينا المسودة النهائية لقانون الاعلام، ونشكر لجنة الادارة والعدل وقبلها لجنة الاعلام والاتصالات التي ساعدت ان يصل قانون الاعلام بشكله النهائي الى الهيئة العامة في مجلس النواب، ولا ننكر هنا دور الاستاذ غسان مخيبر و”مؤسسة مهارات” وجميع الاعلاميين. وكذلك عقدنا في وزارة الاعلام لقاءات حوارية تشاورية تتعلق بقانون الاعلام، لذلك نشكر المؤسسات الاعلامية والإعلاميين والمجتمع المدني والاختصاصيين والنقابات التي ساعدت في وضع الملاحظات والتوصيات النهائية لقانون الاعلام”.
ولفتت الى ان “اقتراح القانون هذا ارتكز على ثلاثة مبادئ اساسية، واكدنا في المبدأ الاول على ان يكون القانون جامعا شاملا وموحدا، ولا يمكن فصل الاعلام الالكتروني عن سائر انواع الاعلام، لان القطاع هو قطاع اعلام، وان اختلفت الوسيلة بين المرئي والمسموع او المكتوب او الرقمي. واكدنا في المبدأ الثاني على احترام المواثيق الدولية بما فيها حرية الرأي التعبير، لذلك يجب ان نجتمع كلنا لتحسين صورة حرية الرأي والتعبير، وكذلك ارتكزنا على الحرية المسؤولة، وقد اتفقنا امس في مجلس النواب ان الاهم ان تكون الحرية مسؤولة ونطلب هذه الحرية في وقت نشهد فيه تشرذما وفوضى اجتماعية وسياسية واقتصادية، وللأسف فان الازمة السياسية هي التي سببت الازمة الاقتصادية وتدهور الوضع ، لذلك نحن بحاجة الى الكلمة الحرة المسؤولة الايجابية التي يمكنها ان تسلط الضوء على الحلول لهذه المشاكل”.
واكدت عبد الصمد ان “الحل ليس بيد من هم في الحكم، بل من هم خارجه، والبلد ينهار امامنا، قطاع تلو القطاع، لذلك نطلق صرخة لكل الاشخاص المعنيين بالحل للتحرك اليوم قبل الغد، لان كل يوم تأخير يكلفنا سنة خراب ودمار، ومن الصعب ان نخرج منه”.
وشكرت عبد الصمد “اندية الليونز على المبادرة القيمة”، وهنأت “المكرمين الذين هم اهل لهذا التكريم، وتربطني بهم معرفة شخصية، على امل ان نبقى منارة للاعلام الحر وان ننبض بالحياة رغم الموت، الذي للاسف، وصلنا اليه”.
درع
وفي نهاية الإحتفال، قدم سعادة درعا تكريمية الى عبد الصمد تقديرا لجهودها وعطائها الكريم وهي في سدة المسؤولية.