استضافت جامعة الروح القدس- الكسليك لمدة أسبوع نشاطاً بعنوان “Sur les ruines de Beyrouth” جمع طلاب برنامج الفنون المسرحية في كلية الموسيقى والفنون المسرحية في الجامعة مع طلاب المدرسة الوطنية العليا للفنون وتقنيات المسرح الفرنسية ENSATT، تحت إشراف السيد بيار كوستل ورئيسة قسم الفنون المسرحية الدكتورة لينا جبران، وذلك بغية انجاز عمل يتمحور حول مفهوم الدمار بمعناه الواسع، الذي طال المباني والأفراد والديمقراطية والقيم الإنسانية… في بيروت، في إطار فكرة لبلورة قصة صوتية تنتج عن هذا اللقاء.
وقد أخذت أحداث انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت حيزاً كبيراً من بحث الطلاب، لما لها من أهمية في تاريخ لبنان المأساوي. فعمدوا إلى تسجيل أصوات وأجواء وتعابير من حي الكرنتينا إلى حي الجميزة، اللذين تأثرا مباشرة من الإنفجار، تُمكنهم من دراسة هذه الفاجعة. ولدى مرورهم بأحياء بيروت، التمسوا نوعاً آخر من المصائب القائمة، تتمثل بالدمار الاقتصادي والنتائج المترتبة على الأزمة الصحية والسياسية التي تجعل من لبنان غير محصّن أكثر من أي وقت مضى، وتزعزع المستقبل في هذا البلد أكثر فأكثر… وكثيراً ما يمكن رواية قصص مؤلمة بابتسامة، للتخفيف من وطأة الدمار. ومن خلال هذه الرحلة في أرجاء بيروت، تشكلت مجموعة الطلاب التي اختبر أعضاؤها تجربة اللقاء والأماكن غير المفهومة كما تجربة الفرح والتعاطف.
ولدى العودة إلى غرفة العمل، استمعت المجموعة إلى الأصوات المسجّلة وبدأت في كتابة نصوص ملائمة، وجمعت القطع المتناثرة التي جمعتها، أكانت نصية أم صوتية، ثم انتقلت إلى بناء قصة. إنها قصة تألفت من محاولات، ومن تجارب فاشلة ومن نظريات متعددة في محاولة لمقاربة هذه الكارثة. إنها قصة مشاركة وتجول في العاصمة اللبنانية. إنها قصة أثر نتركه وراءنا لنتذكره. إنها قصة جيل شاب يواجه آلام الحاضر، لكنها أيضاً قصة صداقة نشأت في لبنان.
إنّ هذا العمل لم يسعَ إلى نقل الرحلة بطريقة خطية، بل جرى اختيار شكل الإنفجار، لاسيما الحطام والأنقاض على أنها دلائل موجودة أبداً على هذه الكارثة. جرى بناء هذه القصة بين الكلمات البشعة والبحث الشعري ضمن ثلاث حركات لتقديم لمحة عن هذا الأسبوع الغني الذي عاشه أفراد المجموعة. وخلال الأشهر المقبلة، سيُعمل على إغناء هذا العمل للانتهاء من تحريره عن بعد ونشره في خريف 2021.