ألقى مؤسّس معهد القيادة الفاضلة العالمي والكاتب ألكسندر هافارد محاضرة عن “القيادة الفاضلة: أجندة، للتميّز الشخصي”، بدعوة من مكتب شؤون الطلاب في جامعة الروح القدس – الكسليك، وبالتعاون مع معهد القيادة الفاضلة في لبنان Virtuous Leadership Institute of Lebanon، في حضور الرئيس الفخري للجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طوني عيد، نائبة رئيس الجامعة المفوّضة لشؤون الطلاب الدكتورة سيلين بعقليني، المديرة التنفيذية لمعهد القيادة الفاضلة في لبنان أدلين خوري وعدد من الطلاب والمهتمين.
بداية، كانت كلمة ترحيبية لرامي عيدموني من مكتب شؤون الطلاب، ثم عرّفت خوري عن المعهد لافتة إلى أنه يقوم بتقديم التدريبات في ميادين عدّة. وقالت: “ننشر رؤية حول القيادة تتماشى مع أسمى متطلبات الطبيعة البشرية وأنبل تطلّعات قلب الإنسان. تعتبر القيادة الفاضلة أول نهج منهجي وشامل للقيادة من وجهة نظر علم الأرتولوجيا، وهو علم الفضائل الذي طوره الإغريق القدماء”.
وأضافت: “للمعهد 16 فرعًا حول العالم، وفي لبنان تم إنشاء فرعًا له في العام 2019، بهدف تنشئة جيل جديد من القادة الفاضلين والوصول إلى دولة خالية من الرذائل لاستعادة السلام والازدهار والثقة”، مشدّدة على “أنه في مواجهة أزمة القيادة التي نمرّ بها في لبنان، تكمن مهمتنا في تنشئة جيل جديد من القادة الفاضلين القادرين على تغيير الحياة والأسرة والأعمال والسياسة والثقافة. فالقيادة الفاضلة فرصة لإعادة بناء لبنان فاضل”.
ثم استهل هافارد محاضرته بالتعريف عن مفهوم القيادة الفاضلة، مشاركًا الحضور خبرته حول أهميتها ودورها في بناء الأوطان. واعتبر “أن القيادة الفاضلة تدور حول تحقيق العظمة من خلال إبراز العظمة في الآخرين وتكمن في مساعدة الأشخاص على النمو، في حين تدور الإدارة حول إنجاز الأشياء. إنّ العظمة الحقيقية لا تتعلق بقهر امبراطورية، بل بالنمو البشري والروحي. تنتج العظمة من ممارسة فضيلة الشهامة، أما الخدمة فتنتج من ممارسة فضيلة التواضع. وتشكل القيادة طريقة للوجود، والتي يمكن أن يعيشها الجميع، بغض النظر عن مكانه في المجتمع. ولا تتعلق القيادة بالرتبة أو المنصب ولا تقتصر على النخبة، بل هي دعوة للكثيرين وليس للقلة”.
وتطرّق هافارد إلى النظام الهرمي “الذي يشمل الفضائل الأساسية الأربعة للقيادة وهي: الحكمة التي تشمل اتخاذ القرار الصحيح والقدرة على التمييز؛ العدالة لمنح كل شخص حقّه، لأننا نعيش في شركة مع الآخرين؛ إتقان الذات وهو كيفية توجيه شغفنا لخدمة الآخر والشجاعة التي تدور حول المخاطرة والمثابرة في الصعوبات”.
ثم انتقل إلى الفضيلتين اللتين يجب أن يتمتع بهما الشخص ليصبح قائدًا وهما الشهامة والتواضع الأخوي، أي أن تتركز حياتنا حول تحقيق الأحلام الكبيرة والأهداف السامية، وكل ذلك بهدف خدمة الآخرين. كما أعطى مثالًا على ذلك حالة إدوارد ميشلان الذي نجح في عالم الأعمال من خلال القيادة بحسب الفضائل.
وختم هافارد محاضرته بالحديث عن هرم التواضع، مشدّدًا على “أنه يتعيّن على كل فرد أن يعي أهمية المواهب والقدرات التي يمتلكها، إلى جانب الكرامة الموهوبة من الله ونعم أخرى، دون أن يغفل الخطيئة الأصلية. فعليه أن يتمتع بالتواضع دائمًا وأن يضع كل مواهبه وقدراته في خدمة الأمم”.
وفي الختام، وقّع هافارد كتابه “القيادة الفاضلة” للحضور. ويركّز الكتاب على “أن القيادة ليست حكرًا على نخبة معيّنة من الناس، إنما هي دعوة مفتوحة للجموع. إنها ليست مسألة تقنية، بل تتعلّق بالنمو الشخصي، إنها ليست مسألة مزاج، بل تتعلّق بشخصية الفرد. إن الجهد المبذول لبناء شخصيتنا هو بالفعل عمل قيادي. وتكمن قوّة هذا الكتاب في الانسجام بين العمق الفلسفي وبساطة الخطاب، وبين تنظيم الأفكار والأمثلة الحيّة”.
إشارة إلى أن ألكسندر هافارد، ولد ونشأ في باريس، وتخرّج من جامعة باريس ديكارت التي تضم إحدى كليات الحقوق الرائدة في فرنسا. عمل كمحامٍ في أوروبا لسنوات عدّة قبل أن يكتشف رسالته لصقل القلوب بالعظمة والعمل على تنشئة جيل جديد من القادة الفاضلين. تُرجمت كتبه لنحو 20 لغة وشارك في تأسيس العديد من معاهد القيادة الفاضلة حول العالم.