حمدان بن محمد:
تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ضمن قطاع السياحة في دبي تعكس نظرتها المستقبلية وثقة المستثمرين المتنامية فيها، وترسيخ مكانتها كعاصمة للتجارة والاستثمارات العالمية
دبي مستمرة في ترسيخ مكانتها في صدارة المدن العالمية المستقطبة للاستثمارات، بما يكفل استدامة التميز وضمان توفير أفضل الخدمات للمستثمرين
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أن مسيرة دبي الناجحة في كافة المجالات والقطاعات تعكس الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي محوري لاستقطاب الاستثمارات ومحرك رئيسي للاقتصاد العالمي، من خلال توفير أفضل بيئة أعمال استثمارية جاذبة تتمتع بتنافسية عالية وتسهيل مزاولة الأنشطة الاقتصادية في دبي بما يسهم بشكل مباشر في التدفق المستمر للاستثمارات الأجنبية وتعزيز مزايا دبي كوجهة استثمارية فائقة الحداثة، وترسيخ مكانتها كأفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة.
وأضاف سموّه أن حفاظ دبي على تصنيفها الأعلى في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع السياحة لعام 2021 وتبوؤها المرتبة الأولى عالميا في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع في مجال السياحة، يأتي ليكلل التزام دبي المتواصل بتحسين البيئة المحفزة للأعمال والاستثمارات في كافة القطاعات، كما يأتي ذلك بمثابة شهادة دولية لنجاح استراتيجية دبي المتمثلة في مواصلة العمل على تعزيز كفاءة المنظومة التشريعية والتنظيمية في دبي بما يتماشى مع متطلبات القطاعات الاستثمارية وترسيخ مكانتها في صدارة المدن العالمية المستقطبة للاستثمارات، بما يكفل استدامة التميز وضمان توفير أفضل الخدمات للمستثمرين.
وقال سموّه إن تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ضمن قطاع السياحة في دبي تعكس نظرتها المستقبلية وثقة المستثمرين المتنامية فيها، وترسيخ مكانتها كعاصمة للتجارة والاستثمارات العالمية ومركز استراتيجي لاستقطاب الشركات متعددة الجنسيات من كافة أنحاء العالم.
وقد أكد قطاع السياحة في دبي مجدداً إسهامه كمحرك اقتصادي رئيسي وفرصة مثالية للمستثمرين الدوليين مع حفاظ دبي على تصنيفها الأعلى في مجال استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع السياحة خلال العام 2021. ووفقاً لتصنيف أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر (FDiMarkets) التابعة لشركة “فايننشال تايمز المحدودة” والتي تعتمد على تصنيف الوجهات الاستثمارية التي تستقطب 10 مشاريع استثمار أجنبي أو أكثر في العام الواحد، جاءت دبي في المرتبة الأولى عالمياً خلال العام الفائت في استقطاب الاستثمار الاجنبي ضمن قطاع السياحة.
واستأثر قطاع السياحة في دبي بنحو 6.4 مليار درهم (1.7 مليار دولار أمريكي) من الاستثمار الأجنبي المباشر، مع 30 مشروعاً من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، خلال عام 2021، وذلك بحسب بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر والتي نشرتها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.
ويأتي هذا الأداء المميز للاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع السياحي خلال عام 2021 ليكلل عاماً بالغ الأهمية بالنسبة لدبي التي قادت خلاله موجة انتعاش قطاعيّ السياحة والسفر العالميين عقب الجائحة العالمية، واحتفلت فيه باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ورحّبت بالعالم في “إكسبو 2020 دبي”، فيما رسّخت مكانتها أيضاً بين وجهات السفر الأكثر أماناً في العالم.
خمس سنوات في الصدارة
كما توّج عام 2021 مسيرة ناجحة امتدت على مدار خمس سنوات متتالية منذ العام 2017 حافظت خلالها دبي على تقدمها على مدن عالمية مثل لندن وباريس وشنغهاي على صعيد استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القطاع السياحي، بإجمالي 83.5 مليار درهم (22.8 مليار دولار أمريكي) عبر 205 مشروع على مر السنوات الخمس.
واستقبلت دبي 7.28 مليون زائر دولي خلال العام 2021، بنسبة نمو قدرها 32 بالمئة مقارنة مع نتائج العام 2020. وساهم في تعزيز سمعة دبي العالمية استضافة “إكسبو 2020 دبي” الذي استقطب مشاركة دولية واسعة شملت أكثر من 190 دولة وسجل أكثر من 24 مليون زيارة من المواطنين والمقيمين والزوار من شتى أنحاء العالم، إلى جانب المركز الأول الذي حظيت به دبي على قائمة أفضل وجهات العالم للمسافرين للعام 2022 وفقاً لموقع “تريب أفايزر”.
وجهة مفضلة
وتعليقاً على ذلك، قال سعادة هلال سعيد المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: “أسست دبي مشهداً سياحياً فريداً من نوعه يتماشى مع رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لترسيخ مكانة دبي كوجهة مفضلة للزوار الدوليين والمدينة الأمثل للحياة والعمل والزيارة في العالم. وإلى جانب تعزيز مزاياها كوجهة فائقة الحداثة تتمتع ببنية تحتية ومعالم سياحية وأنماط حياة عالمية المستوى، تبذل دبي أيضاً جهوداً كبيرةً في الترويج لإمكانياتها في مجال نمو الأعمال وكوجهة سياحية عالمية مميزة.”.
وأضاف المري: “ساهمت التدابير السريعة والفعالة المتخذة لمواجهة الجائحة إلى حد كبير في ترسيخ مكانة دبي كوجهة مفضلة للمستثمرين العالميين. ويعتبر تدفق الاستثمار الأجنبي إلى قطاعي السياحة والضيافة في دبي وتشجيع تطوير أماكن ووجهات سياحية جديدة، خير دليل على استدامة وجاذبية اقتصاد دبي والثقة التي تواصل بثها بين سكانها وزوارها ومجتمع المستثمرين العالميين. ومن المؤكد أن السياسات والتشريعات الجديدة التي يتم تبنيها حالياً لمواءمة الاقتصاد الإماراتي مع آخر المستجدات العالمية وفرص الإقامة طويلة الأجل التي يتم توفيرها للمستثمرين ورواد الأعمال، ستسهم في المحافظة على زخم الاستثمار الأجنبي المباشر “.
تنامي عوامل الجذب
وقد شهد عام 2021 إطلاق أضخم تعديلات تشريعية في تاريخ دولة الإمارات، حيث تم تحديث وتطوير أكثر من 40 قانوناً في مختلف المجالات، بهدف تعزيز سهولة الأعمال وضمان دخول المستثمرين دون أي تعقيدات أو تحديات. وتم طرح تأشيرة سياحة متعددة الدخول مدتها 5 سنوات تمنح لموظفي الشركات متعددة الجنسيات في عام 2021، بالإضافة إلى المبادرات السابقة مثل مبادرة التأشيرة الذهبية التي تستهدف المستثمرين ورواد الأعمال والمواهب المتخصصة، وبرنامجي العمل الافتراضي والتقاعد في دبي.
كما أن اهتمام المستثمرين القوي بقطاع السياحة في دبي ساهم في تعزيز المكاسب التي حققتها دبي كوجهة استثمارية في عام 2021. وقد تجاوزت قيمة إجمالي تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر إلى جميع قطاعات دبي 26 مليار درهم، عبر 618 مشروعاً تم الإعلان عنها خلال العام 2021، بمعدل نمو قدره 5.5% مقارنة بالعام 2020.
من جانبه قال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار: “يعزز التدفق المستمر للاستثمارات الاجنبية إلى قطاع السياحة الثقة في مكانة دبي كوجهة جاذبة للمواهب ومفضلة للأعمال تضمن نموها في بيئة متنوعة ومتجددة وسط أساليب حياة عصرية وخدمات متطورة تحفّز على الابتكار والتطوير. كما يثبت تصنيف دبي المتميز على صعيد تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع السياحة على فرص العمل، أن بيئة الاستثمار النموذجية التي خلقتها المدينة ستواصل استقطاب رأس المال البشري والمادي والمحافظة عليه”.
وستساهم خطة دبي الحضرية 2040 في ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية للأعمال والاستثمار والسياحة، حيث تهدف الخطة إلى تعزيز المميزات التي تتسم بها الإمارة والارتقاء بنوعية الحياة فيها سواء للمواطنين أو المقيمين وكذلك الزوار، فيما توفر الخطة خارطة طريق شاملة لمواءمة الأولويات الاقتصادية الاستراتيجية للإمارة واحتياجاتها المستقبلية مع مسيرة التنمية المستدامة، حيث ستساهم في ترسيخ مكانة دبي كأفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة”.