المملكة تستهدف إنتاج 52 بالمئة من الكهرباء من مصادر متجددة كالشمس والرياح والماء بحلول 2030
من المقرّر أن يصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي وفد مغربي رسمي رفيع المستوى للمشاركة في فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي ستُعقد بين 16 و19 يناير الجاري، في وقت وضعت الحكومة المغربية نصب أعينها هدف الوصول إلى توليد كامل احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وكانت المغرب، التي استضافت في نوفمبر الماضي الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر قمة المناخ، إحدى الدول الثماني والأربعين التي شاركت في “منتدى هشاشة المناخ” للإعراب عن التزامها بالوصول في أسرع وقت ممكن إلى هدف إنتاج كامل احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. ووقّعت المملكة، إلى جانب 48 دولة من أنحاء العالم، بينها دول عربية هي تونس والسودان وفلسطين ولبنان واليمن، على تعهّد بالتزام هذه الدول تجاه الوصول بنسبة الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجددة إلى مئة بالمئة.
وتسعى المغرب لتحقيق مجموعة أهداف يتمثل أولها الذي وُضع في العام 2009 بتوليد 42 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول العام 2020. وحدّدت المغرب لاحقاً نسبة قدرها 52 بالمئة للعام 2030. وتُحرز البلاد تقدّماً ملحوظاً على طريق الوصول إلى هذه الأهداف، لا سيما بعد أن تمكّنت في العام الماضي 2016 من تحقيق نسبة 35 بالمئة للكهرباء المنتجة من مصادر متجددة.
وكانت حكيمة الحيطي، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية، قالت في تصريحات عشية انعقاد الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف بشأن التغيّر المناخي، إن بلادها استطاعت في العام 2008 “وضع سياسة شهيرة في الطاقة بدأت تؤتي ثمارها بتركيب أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم”، مشيرة إلى أن المغرب أدرجت التنمية المستدامة في دستورها خلال العام 2011، وبات فيها اليوم قانون للتنمية المستدامة وخطة استثمارية خضراء.
ولعبت القمة العالمية لطاقة المستقبل منذ انعقادها الأول في العام 2008 دوراً مهماً في بناء سوق الطاقة المتجددة العالمية. وتتواصل الاستعدادات لإقامة الدورة العاشرة من القمة، التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، والتي يُرتقب أن تكون الكبرى في تاريخها، ويُتوقع أن يحضر في القمة 38,000 مشارك من 175 بلداً، أي ثلاثة أضعاف عدد المشاركين في الدورة الأولى، و880 جهة عارضة من 40 بلداً. وتتضمن أعمال القمة إقامة معرض للطاقة الشمسية، إلى جانب فعاليات مصاحبة أخرى خاصة بأمن المياه وإدارة النفايات وكفاءة استخدام الطاقة.
ويستضيف حدث القمّة العالمية، الذي يستمر أربعة أيام، وفوداً رسمية من أسواق رئيسية في قطاع الطاقة المتجددة بينها الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر والهند علاوة على دولة الإمارات العربية المتحدة، البلد المستضيف، وجميعها دول لديها مشاريع قيد الإنشاء في الطاقة المتجددة يتجاوز إجمالي قدرتها الإنتاجية من الكهرباء 200 غيغاواط.
وأكّدت الوزيرة المغربية أن بناء القدرات، ونقل التقنيات، هما دعامتان أساسيتان لنجاح جهود المملكة في مكافحة تغيّر المناخ. وأبدت الحيطي ثقتها بأن التعاون الدولي “سوف يُثبت أن تغير المناخ يمكن أن يتحول من أحد أكبر الأخطار التي تواجه البشرية إلى واحد من أبرز التحديات الواعدة بمستقبل مشرق”.
وتعتزم المغرب إكمال العمل في مشاريع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية تبلغ قدرتها حوالي 2,000 ميغاواط بحلول العام 2020، بينها وحدات شمسية (كهروضوئية) قدرتها نحو 400 ميغاواط، فضلاً عن الإمكانات الكبيرة المتاحة لاستغلال طاقة الرياح والطاقة المائية. وباتت المملكة منذ العام الماضي تولّد كهرباء بقدرة تبلغ حوالي 480 ميغاواط من طاقة الرياح، فيما توشك على إكمال مشاريع أخرى بقدرة 300 ميغاواط، وتستعدّ لإطلاق العمل في مشروع آخر بقدرة 150 ميغاواط. ولا تزال الطاقة المائية مورد الطاقة المتجددة الأكثر استخداماً، إذ تولّد المشاريع المائية في البلاد كهرباء تبلغ قدرتها حوالي 1,700 ميغاواط، في حين يُتوقع الانتهاء خلال العامين 2017 و2018 من مشاريع أخرى بقدرة 525 ميغاواط. وتشمل الخطط مشاريع لتوليد الكهرباء بضخّ المخزون المائي قدرتها 464 ميغاواط، تستطيع تخزين الطاقة الزائدة الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة الأخرى وحفظها حتى تحين الحاجة إليها عند نقص الإنتاج، علاوة على مشاريع مائية صغيرة تبلغ قدرتها حوالي 75 ميغاواط.
ويشتهر مشروع نور للطاقة الشمسية، الواقع على تخوم الصحراء الكبرى في المغرب، بكونه أصبح أكبر مجمّع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بمجرّد افتتاح مرحلته الأولى “نور ورزازات 1” البالغة قدرتها الإنتاجية 160 ميغاواط في فبراير 2016. ومن المقرّر أن تصل القدرة الإنتاجية لكل من المرحلتين الثانية والثالثة “نور ورزازات 2 و3” إلى 200 و150 ميغاواط على التوالي، عندما يبدأ تشغيلهما في 2018. وعلاوة على المراحل الثلاث، يُنتظر أن يتم تطوير مجموعة من المشاريع الكهروضوئية تبدأ بمرحلة “نور ورزازات 4” وتشتمل على ثلاثة مرافق تبلغ قدرتها الإجمالية 170 ميغاواط.
جدير بالذكر أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تهدف لجعل قطاع الطاقة المتجددة أحد القضايا التجارية الرابحة، ومن المقرّر أن تنعقد القمة المرتقبة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.