برنامج الغذاء العالمي يكشف عن أخر التطوّرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقيّة في العام 2022

أصدر برنامج الغذاء العالمي بتاريخ 10 آب 2023 تقريراً عن آخر التطوّرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقيّة في العام 2022. بالتفاصيل، فقد كشف التقرير أنّ أكثر من 52 مليون شخص من أصل 514 مليون فرداً في المنطقة قد عانوا من مشاكل في أمنهم الغذائي خلال العام 2022، أيّ ما يمثّل زيادة بنسبة 50% عند مقارنة هذه الأرقام مع تلك التي سُجِّلت قبل إنتشار وباء الكورونا في العام 2020. وقد أضاف التقرير أنّ المجتمعات المهمّشة في بلدان المنطقة المعتمدة على الإستيراد قد تأثرت من الجائحة، كما وأنّ تداعيات الحرب في أوكرانيا قد أدّت إلى تفاقم مشاكل تلك الدول. وقد أشار برنامج الغذاء العالمي أنّ متوسّط سعر سلّة الغذاء قد شهد إرتفاعاً ملحوظاً خلال العام 2022 في عدّة بلدان في المنطقة كلبنان (زيادة بنسبة 1،750%) وسوريا (إرتفاع بنسبة 920%) واليمن (زيادة بنسبة 140%) وتركيّا (إرتفاع بنسبة 108%)، ما أدّى إلى زيادة كلفة المعيشة بشكلٍ بارز، الأمر الذي خفّف من قدرة الأسر الشرائيّة. وقد أشار التقرير أيضاً أنّ البرنامج قد عزّز إستجابته في المنطقة حيث ساعد 36.9 مليون شخصاً، أيّ ما يوازي 99% من الأفراد الذين كان يهدف البرنامج مساعدتهم. وقد تمّ تقسيم المساعدات على الشكل التالي: 33 مليون مستفيد من خلال نقل غير مشروط للموارد، 3.9 مليون مستفيد على شكل مساعدات مدرسيّة، 2.3 مليون مستفيد لتجنّب سوء التغذية، 1.5 مليون مستفيد لمعالجة حالات سوء التغذية، و0.6 مليون مستفيد لإنشاء أصول وسبل العيش. في الإطار نفسه، فإنّ المستفيدين من مساعدات برنامج الغذاء العالمي يتوزّعون بين 22 مليون مقيم/غير لاجئ، 11.6 مليون نازح داخلي (Internally Displaced)، 2.3 مليون لاجئ، و0.9 مليون عائد. المساعدات التي قدّمها البرنامج تقسّم بين 1.13 مليار د.أ. على شكل تحاويل نقديّة (Cash Transfers)، و1.48 مليون طن متريّ (Metric Ton) من الطعام، و50.3 مليون د.أ. على شكل قسائم سلع (Commodity Vouchers). من منظارٍ آخر، فقد أشار التقرير أنّ برنامج الغذاء العالمي يقسّم مساعداته على خمسة أولويّات إستراتيجيّة. الأولويّة الأولى والتي تُعنى بتقديم المساعدات في الحالات الطارئة قد سمحت للبرنامج بمساعدة 35.6 مليون فرداً في 15 بلداً في المنطقة إضافةً إلى تقديم تحاويل نقديّة بقيمة 1.18 مليون د.أ. و1.48 مليون طن متريّ من الطعام. وبحسب البرنامج، فإنّ الأسباب الرئيسيّة لإنعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقيّة هي النزاع المسلّح، وحالة عدم اليقيب الإقتصادي، والمخاطر الطبيعيّة، ومستويات عالية للتضخّم، وتدهور قيمة العملات المحليّة. أمّا بالنسبة للبنان، فقد أشار التقرير أنّ حوالي 1.98 مليون مقيم ولاجئ قد واجهوا أزمة غذائيّة حادّة أو أسوأ (IPC المرحلة 3 أو أعلى). وقد ثابر البرنامج في تقديمه المساعدات الطارئة للاجئين السوريّين واللبنانيّين المقيمين الذين عانوا من الأزمة الإقتصاديّة. الأولويّة الثانية والتي تهدف إلى تحسين إستجابة نظام الحماية الإجتماعيّة ضدّ الصدمات قد منحت البرنامج القدرة على مساندة 9 حكومات في المنطقة من خلال خمسة برامج مشتركة وبمساعدة أكثر من 20 شريك ومانح. وبحسب أرقام برنامج الغذاء العالمي، فإنّ حوالي 60% من الأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يتمتّعون بحماية إجتماعيّة، مع العلم أنّ هذه النسبة أعلى من المتوسّط العالمي البالغ 53%. في الإطار نفسه، فقد أشار التقرير أنّ بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينفقون حوالي 6.2% من الناتج المحلّي الإجمالي على الحماية الإجتماعيّة، مقارنةً بمتوسّط عالمي عند 12.9% من الناتج المحلّي الإجمالي. وقد كشف التقرير أنّ المجهود الذي وضعه البرنامج في لبنان قد ساهم بزيادة الحماية الإجتماعيّة في البلاد بأربعة أضعاف حيث أصبحت تغطّي مليون لبناني بحالة فقر مدقع. بالتفاصيل، فقد تلقّى حوالي ال400،000 شخص تحاويل نقديّة من خلال البرنامج الوطني لمحاربة الفقر (National Poverty Targeting Programme) وحوالي ال702،000 شخص تحاويل نقديّة من خلال برنامج شبكات الأمان الإجتماعي في حالات الطوارئ (Emergency Social Safety Nets Program). أمّا بالنسبة لثالث أولويّة والتي هي تعنى بالتغذية في المدارس، فهي تُعتَبر شبكة أمان مهمّة لضمان التعليم والغذاء المناسب للأطفال. بالتفاصيل، فإنّ حوالي 33% من الأطفال المسجّلين في المدارس الإبتدائيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبّا الشرقيّة قد إستفادوا من برامج تعليميّة في المدارس. بالأرقام، فقد كشف التقرير أنّ 14 حكومة في المنطقة قد تلقّت مساعدات تغذية في المدارس وحوالي ال11،000 مدرسة قد تلقّت مساعدات. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حوالي 4 مليون طفل قد تلقّوا مساعدات غذائيّة في المدارس في العام 2022، مقارنةً ب3 مليون طفل في العام 2021. أمّا بالنسبة للبنان، فقد أشار التقرير أنّ برنامج التغذية في المدارس التابعة لبرنامج الغذاء العالمي قد ساعد 71،000 طفلاً في 115 مدرسة إبتدائيّة عامّة خلال العام 2022. وقد ذكر التقرير أنّ برنامج الغذاء العالمي سيساعد وزير التربية والتعليم العالي في تحضير إستراتيجيّة تغذية في المدارس كشبكة أمان مستدامة لتمكين التلامذة من التعلّم وفي الوقت عينه لحصولهم على حاجاتهم الغذائيّة. وتتمحور رابع أولويّة حول إستجابة المنطقة لللاجئين والتي تبرز من خلالها جهود برنامج الغذاء العالمي في 12 عمليّة في بلدان المنطقة التي تعاني من أوضاع إجتماعيّة-إقتصاديّة وبيئيّة وسياسيّة صعبة. وقد أشار التقرير أنّ 2.3 مليون لاجئ في حالة حرجة في المنطقة قد تلقّوا مساعدات من البرنامج أكانت مساعدات غذائيّة عينيّة (In-Kind Food) أو نقديّة أو مساعدات من نوع آخر. أمّا في يخصّ لبنان، فقد ذكر التقرير أنّه يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري، ما يشكّل أكبر عدد لاجئين للفرد الواحد وبالكيلومتر المربّع في العالم. وقد أضاف التقرير أنّ برنامج الغذاء العالمي قد قدّم مساعدات لحوالي 1.2 مليون لاجئ سوري وحوالي 7،000 لاجئ من جنسيّة أخرى من خلال تحاويل نقديّة. أمّا خامس وآخر أولويّة إستراتيجيّة فهي تعنى بتوسيع نطاق العمل المناخي وأنظمة الغذاء المتينة. وقد أظهر التقرير أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبّا الشرقيّة تعاني بشدّة من التغيّر المناخي ومن أزمة الغذاء العالمي. فإنّ تقلّبات التغيّر المناخي تهدّد الأمن الغذائي في المنطقة، الأمر الذي يحدّ من قدرة الأفراد الأكثر فقراً وهشاشة على تلبية إحتياجاتهم الأساسيّة من الطعام والغذاء. بالإضافة إلى ذلك، فقد علّق التقرير أنّ المنطقة قد تأثّرت من أزمة تفشّي الكورونا ومن الحرب في أوكرانيا أكثر من المناطق الأخرى بسبب التقلّبات الإقتصاديّة فيها وإعتمادها الكبير على الإستيراد. وقد زاد برنامج الغذاء العالمي نطاق مساعداته حيث أصبح يساعد 108،000 مزارع، وأعاد تأهيل 35،400 هكتار من الأراضي، وساند 40،600 فرداً للحصول على منتجات طاقة، للذكر لا للحصر. أمّا في لبنان، فإنّ مشروع قسائم برنامج الغذاء العالمي ومنظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة (الفاو) قد منح 3،800 مزارع قسائم تساوي 300 دولار أميركي كلٌّ منها لشراء الأسمدة والشتلات ومواد للريّ لضمان إستمرار الإنتاج الزراعي لديهم. يجدر الإشارة أنّ 63% من قنوات الريّ والطرق الزراعيّة التي بناها برنامج الغذاء العالمي قد نتج عنها أوضاع أفضل للخضروات وللتربة. وقد أشار التقرير في هذا الإطار أنّ البرنامج قد ساعد المزارعون اللبنانيّون على زراعة أكثر من مليون شجرة في مختلف أنحاء البلاد وعلى حماية 6 محميّات طبيعيّة و600 شجرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد كشف التقرير أنّ برنامج الغذاء العالمي قد ساهم في تحسين أنظمة الإنذار المبكر (Early Warning Systems) بعدما درس أثر حرائق الغابات والفيضانات والكوارث الطبيعيّة الأخرى، ناهيك عن تدريب وتجهيز المستجيبين الأوائل بالمعدّات المناسبة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسواق الإمارات تحت ضغط التوترات الجيوسياسية

تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار، محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA اختتمت أسواق الأسهم الإماراتية ...

أسعار النفط تستأنف التراجع وسط المعنويات الضعيفة في أوروبا مع المخاوف حول الحروب التجارية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تعود أسعار النفط إلى التراجع اليوم وتنخفض ...

توقعات الداوجونز US30: أسواق الأسهم تتجاهل التحديات الاقتصادية وتستعيد الزخم

كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com شهد مؤشر داو جونز (US30) أمس ...