تحليل الاسواق اليوم عن وائل حماد، المدير التجاري الدولي لمجموعة إكس أس العالمية
2 أكتوبر 2023
تجنبت الولايات المتحدة إغلاق الحكومة بالكاد، مما خفف من حدة إحدى العوامل السلبية التي كانت متوقعة لتداولات مؤشر الدولار الأمريكي الذي يستقر الآن بالقرب من 106.62 نقطة. وهذا بدوره يحفز ارتفاعات جديدة في أسعار الفائدة الأمريكية ويساعد في دعم قوة الدولار مع بداية الربع الجديد.
كما تحافظ عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات على نسبة أعلى من 4.60% وتقترب من أعلى مستوى سجلته الأسبوع الماضي (4.68%). وشهد العائد على عامين فجوة أعلى ويقترب من 5.10٪ بالقرب من أعلى مستوى منذ 21 سبتمبر. ومن الجدير بالذكر أن الفرنك السويسري هو العملة الوحيدة لمجموعة العشرة التي تحتفظ بقوتها مقابل الدولار اليوم.
ومع عدم توفر الوقت الكافي، تم تمديد تصريح الإنفاق المحدود للحكومة الفيدرالية الأميركية حتى السابع عشر من نوفمبر. ولم توفر هذه التصاريح تمويلاً جديداً لأوكرانيا، كما وعد رئيس مجلس النواب مكارثي بإصدار مشروع قانون منفصل للتفويض بذلك. إلا أن هناك تحركاً يجري داخل الحزب الجمهوري لاستبداله بعد الاعتماد على الحزب الديمقراطي لتمرير مشاريع قوانين التفويض.
ومن ناحية أخرى، لا تزال هناك عوامل أخرى مهمة تواجه الاقتصاد الأمريكي وتضعه تحت الضغط السلبي، أبرزها إضراب UAWالآخذ في التوسع، ويبدو أن السياسة النقدية الفيدرالية مستمرة في التشديد. مما سيؤدي بالتالي إلى الضغط على المستهلك الأمريكي، وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة. تزامناً مع ترقب الأسواق لبيانات هذا الأسبوع والتي تتضمن JOLTS وتقرير الرواتب غير الزراعية.
وأعتقد الآن أن الأسواق تخلت عن فكرة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل. حيث تبلغ احتمالات رفع الفائدة بحلول نهاية العام نحو 40%، مقارنة بنحو 50% قبل ثلاثة أسابيع. كما سيتحدث تسعة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، مع مشاركة الرئيس باول وهاركر في مناقشة الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة اليوم الاثنين. وعلى ما يبدو أن معظم وجهات النظر معروفة جيدًا والبيان العام هو أن أسعار الفائدة قريبة أو في ذروتها وستظل مرتفعة لبعض الوقت. في نفس الوقت ستبيع وزارة الخزانة الأمريكية سندات بقيمة 244 مليار دولار هذا الأسبوع مما قد يُحدث بعض التذبذبات في الأسعار.
ويكمن الخطر الآن في أن التصحيح الهابط للدولار قد انتهى، وقد يتجه مرة أخرى نحو قمم جديدة وسط سيطرة مشاعر العزوف عن المخاطرة المسيطرة على الأسواق، حيث ارتفع الدولار بنسبة 5٪ تقريبًا حتى منتصف الأسبوع الماضي. وتوجد إشارات كثيرة أساسية وفنية لاحتمال ارتفاع مؤشر الدولار إلى قمم جديدة وهذا يضغط سلباً على أسعار الذهب والعملات الأجنبية المقومة بالدولار.