تحليل الأسواق لليوم عن رانيا جول، محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1.9% وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد خلال شهرين، وانخفض مؤشرا S&P500 وداو جونز بنسبة 1.4% و1.3% على التوالي،ليصلا إلى أدنى مستوياتهما منذ يونيو. حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عاما إلى أكثر من 4.9٪، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2007، في حين تجاوز العائد على سندات العشر سنوات 4.8٪ للمرة الأولى منذ أغسطس 2007. وتم تداول مؤشر الدولار بشكل جانبي وارتفع سعر النفط، في حين انخفضت أسعار العملات المشفرة.
فقد أصبحت المعارك بين المشرعين في واشنطن شرسة بشكل متزايد حتى عندما لم تكن المخاطر عالية. حيث إن المشاحنات بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس لها عواقب قد تؤدي إلى خفض آخر للتصنيف الائتماني، الأمر الذي قد يؤدي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد الأميركي.
حيث كاد الخلاف بين الحزبين أن يؤدي إلى تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها للمرة الأولى منذ تأسيس الدولة قبل ما يقرب من 250 عاما. ثم خلال عطلة نهاية الأسبوع، تجنبت الحكومة بصعوبة الإغلاق بفضل الاتفاق الذي أبرمه النائب الجمهوري كيفن مكارثي مع الديمقراطيين.لكن التحرك للحفاظ على تمويل الحكومة حتى منتصف نوفمبر دفع الجمهوريين المتشددين بقيادة النائب عن فلوريدا مات جايتز إلى الإطاحة بمكارثي من منصب رئيس مجلس النواب في تصويت تاريخي يوم أمس الثلاثاء.
ولا أتوقع أن يمر هذا الأمر دون أن تُلاحظه وكالة موديز لخدمات المستثمرين، وهي الأخيرة من بين ثلاث وكالات تصنيف ائتماني رئيسية تمنح ديون الولايات المتحدة أعلى تصنيف ممكن AAA. فقد كانت المرة الأولى التي تم فيها تخفيض تصنيف ديون الولايات المتحدة من قبل وكالة تصنيف ائتماني كبرى أخرى، وهي ستاندرد آند بورز في عام 2011. وعلى الرغم من أن المشرعين تمكنوا من التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة لتجنب التخلف عن سداد الديون، إلا أن الشكوك في مصداقية الحكومة بما يتعلق بسداد الديون في الوقت المحدد باتت قوية.
وفي ذلك الوقت كان لتحرك وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز تأثيرات كبيرة على السوق، مما أدى إلى انخفاضات حادة في سوق الأسهم وارتفاع عائدات السندات بشكل كبير. كما توصلت وكالة فيتش إلى نفس النتيجة في أغسطس الماضي، حيث خفضت تصنيف ديون الولايات المتحدة من AAA إلى AA+. وتسببت هذه الخطوة في هبوط سوق الأسهم ودفعت عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى ما كان آنذاك أعلى مستوى له منذ نوفمبر. لكن عادت الأسواق لتسترد تلك الخسائر.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت وكالة موديز من أن إغلاق الحكومة قد يدفعها إلى خفض تصنيف الديون الأمريكية. حيث كانت الأسواق تمر بالفعل بتذبذب عالي وعدم استقرار أمس قبل الانتهاء من التصويت لإقالة مكارثي. فارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمن، مما أثار قلق المستثمرين من أن ارتفاع معدلات الفائدة قد يؤدي إلى مزيد من تعثر سوق الإسكان.
وقد يؤدي خفض تصنيف موديز إلى ارتفاع العائدات على سندات الخزانة إلى مستويات أعلى، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة المرتبطة بالاحتفاظ بالديون الأمريكية. وأعتقد أن هذا من شأنه أن يزيد من احتمالات رفع أسعار الفائدة على عوائد السندات الأمريكية. مما سيضغط بشكل سلبي على مؤشرات الأسهم والذهب والعملات والأصول المقومة بالدولار الأمريكي، ومن شأنه أيضاً أن يزيد من الضغوط التي يواجها الاقتصاد الأمريكي، بل ويمكن أن يزيد من احتمالات حدوث الركود الاقتصادي.