أسبوع المناخ المقام بالرياض يناقش أهمية مؤتمر التعدين الدولي ودوره في بناء سلاسل إمداد مستدامة وموثوقة للمعادن الاستراتيجية
ناقشت الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الثاني لأسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المقام بمدينة الرياض، أهمية الدور الذي يلعبه مؤتمر التعدين الدولي في تشكيل مستقبل المعادن وتحول الطاقة. وشارك في هذه الجلسة، التي أدارها السيد ألدو بنيني، مدير الاستراتيجية والمحتوى لمؤتمر التعدين الدولي، كل من الأستاذ عبد الرحمن البلوشي، الوكيل المساعد للتمكين التعديني بوزارة الصناعة والثروة المعدنية، والمهندس سعود المنديل، نائب رئيس شركة معادن للتقنية والبحث والتطوير، والدكتور ثامر الدعجاني، مدير عام أبحاث التعدين والهيدروكربونات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والأستاذ علي المطيري، المشرف العام على مؤتمر التعدين الدولي، والدكتور عبد الله النبهان المدير الأعلى لمركز المسح والتنقيب بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والبروفيسور جيم سكي، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وفي مستهل الجلسة، قال الأستاذ عبد الرحمن البلوشي، إن المعادن تمثل ركيزة مهمة في تفعيل العديد من القطاعات والمشاريع الرائدة، ولفت إلى ضرورة أن تتم كافة عملياتها بشكل مستدام مع تقليل آثارها البيئية وضمان الاستفادة منها على مستوى المجتمعات محليا ودوليا، مشيرًا إلى أن المملكة تمثّل مصدراً رئيساً لتزايد الطلب المستقبلي على المعادن وسلاسل القيمة لها، نظراً لدخولها في مجال الصناعات الواعدة مثل الصناعات العسكرية الحديثة، وصناعات الأجهزة الإلكترونية، وصناعة السيارات الكهربائية، وكذلك بناء المدن الذكية والمستدامة مثل نيوم، والبحر الأحمر، وغيرها من المشاريع الكبرى.
ومن جانبه أكد سعود المنديل، أن شركة معادن ملتزمة باستدامة أعمالها في قطاع التعدين عبر تقليل الأثر البيئي لتلك العمليات وتقنين استخدام الموارد الطبيعية، تماشيا مع التزام المملكة باتفاقية باريس للمناخ، مؤكداً على أن الشركة تعمل على أن تكون مورّدا للمعادن الاستراتيجية التي تمثل أهمية في عملية تحول الطاقة؛ ذلك التحول الذي لا يمكن أن يتم دون توفر تلك المعادن.
وفيما يتعلق بدور منظومة البحث والتطوير في هذا المجال، أكد الدكتور ثامر الدعجاني على أهمية دورها في معرفة الأثر الاقتصادي والبيئي للموارد المعدنية ومعالجتها بالإضافة إلى تعزيز سلاسل الامداد المعدنية، موضحا أن التحدي الذي يواجه قطاع التعدين يتمثل في حجم المعادن المطلوب استخراجها مع العناية بالبيئة المحيطة؛ ما يعزز أهمية منظومة البحث والتطوير في إيجاد حلول تسهم في معالجة التحديات المصاحبة لاستكشاف واستخراج الثروات المعدنية.
ومن ناحية أخرى قال الأستاذ على المطيري، إن المؤتمر يهدف إلى تشكيل مستقبل المعادن من خلال نقاشات بين ذوي العلاقة على المستوى الدولي يكون من شأنها الإسهام في توفير سلاسل إمداد مستدامة وموثوقة للمعادن الاستراتيجية، حيث يعد المؤتمر منصة دولية شاملة، تُتيح الفرصة للمستثمرين وشركات التعدين والأطراف المعنية بقطاع التعدين، للالتقاء والاطلاع
على كل ما يهمهم حول إمكانات وفرص قطاع التعدين في منطقة التعدين الكبرى، بالإضافة إلى ما يدور من مناقشات وأفكار مهمة حول القدرة على بناء صناعة تعدينٍ مستدامة، والاطلاع على الإمكانات الجيولوجية الهائلة للمناطق المُستهدفة، باعتبار أن المملكة تساهم الآن في قيادة تطوير المنطقة التعدينية المتميزة التي تمتد من إفريقيا إلى وسط وغرب آسيا.
وفي حديث عن منطقتي الدرع العربي والغطاء الرسوبي بالمملكة العربية السعودية أكد الدكتور عبد الله النبهان، أن المنطقتين تحتويان على العديد من الثروات المعدنية المطلوبة في مجال الطاقة الخضراء، بينما أوضح البروفيسور جيم سكي خلال الجلسة، أن الهيئة تعمل على إصدار أوراق بحث علمية تُعنى بتغير المناخ مع حث الدول على المشاركة، وتعزيز استخدام أفضل العلوم من خلال نقاشات دورية تتم دورياً بين أبرز المختصين.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الثالثة من مؤتمر التعدين الدولي ستنعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، خلال الفترة من 9 إلى 11 يناير 2024، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الرياض، وستتناول من جملة موضوعاتها ما يتعلق بالاستدامة البيئية والمجتمعية في التعدين وصناعة المعادن على مستوى العالم.