أقام رئيس تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم RDCL World الدكتور فؤاد زمكحل حفل غداء حوار مع السفيرة الأميركية في لبنان السيدة إليزابيث ريتشارد في حضور اعضاء مجلس الادارة والفريق الاقتصادي في السفارة. تخلل اللقاء مناقشة المستجدات الراهنة ولا سيما على الصعيد الاقتصادي في لبنان والمنطقة.
زمكحل
بدءا تحدث رئيس التجمع الدكتور فؤاد زمكحل فاشار الى “أن التوترات السياسية وتجميد مؤسساتنا وخصوصا السلطة التشريعية والتنفيذية والدستورية لدينا خلال 3 سنوات طويلة، شكلت ثقلاً كبيراً على بلدنا، وعلى اقتصادنا وأعمالنا …”
أضاف زمكحل “ان خطر الجماعات الإرهابية الموجودة داخل المخيمات الفلسطينية يخيفنا ويدفع المستثمرين الأكثر شجاعة بالهروب والتوجه الى بلدان أخرى مع استثماراتهم”.
وقال: “لقد أعطى انتخاب رئيس الجمهورية، كذلك تعيين ريئس الوزراء الوزراء في حكومة اتحاد وطني، زخماً جديداً من التفاؤل وبريق أمل. لكن ياللأسف لم يترجم بعد هذا التفاؤل، نتائج ملموسة وحلا واضحا، إذ لا تزال الأرقام الاقتصادية لدينا في دائرة الخطر. لذا من المستحيل اعادة بناء في غضون بضعة أشهر أو أسابيع ما تمّ تدميره على مدى سنوات”، مشيرا الى “ان الأزمات والثورات في العالم العربي التي يطلق عليها اسم “الربيع العربي” وأيضا الحروب الأربع المجاورة التي لا تزال تدور في سوريا والعراق واليمن وليبيا … لديها تداعيات مباشرة وغير مباشرة على بلدنا واقتصادنا”.
ورأى زمكحل “ان الحرب في سوريا، والتي لا تزال مستمرة، تتعقّد يوما بعد يوم، مما يجعلنا نعتقد أن الحل ليس قريبا، وان حمائم السلام لا تزال في سبات ممدّد الأجل. حتى أننا ياللأسف نشعر بتشاؤم أكبر في ما يتعلق باقتراب نهاية الحرب وحتى إعادة الإعمار في المستقبل، كما أنه يجب قبل كل شيء اعادة بناء العقول والذهنيات والثقافات، ويجب بلسمة الجروح الناتجة عن هذه الحرب الدامية بين الأخوة، وعن هذا الصراع المحلي والإقليمي وحتى الدولي”، متحدثا عن التجربة العراقية غير المشجعة على الصعد السياسية، الامنية والاقتصادية”.
واكد زمكحل “أن مشكلة اللاجئين في لبنان لا تزال تشكل عبئا ثقيلا على بلدنا على جميع المستويات: الاجتماعي والاقتصادي والأمني ….إذ ليس في استطاعة البنية التحتية لدينا التي كانت قبلا ضعيفة جداً وفي حالة تدهور مستمر، أن تلبي احتياجات السكان اللبنانيين الذي يصل عددهم الى 4 ملايين شخص، … فكيف لها الآن أن تخدم سكان بلدين على أرض ضعيفة الخصوبة؟”.
وخلص زمكحل الى القول: “ان الولايات المتحدة التي تمثلونها بكل فخر هي أكبر قوة وسلطة دولية في العالم. نحن نعيش الأيام المئة الأولى للادارة الجديدة التي تولّت زمام الحكم. لا نعرف بعد ما هي أولوياتكم، ورؤيتكم والاستراتيجية بالنسبة الى لبنان وبوجه خاص بالنسبة الى المنطقة، ونتساءل ماذا ستكون سياستكم الجديدة الخاصة بإيران، ونسأل عن مؤتمر جنيف حول التسوية في سوريا”.
وختم الدكتور زمكحل قائلا “يمكن أن يكون لتوترات بلدكم الجديدة مع روسيا، والصين، المكسيك، وأوروبا تداعيات على اقتصادنا وعلى وبلدنا. لكن من الجوهري أن نطلب منكم الحفاظ على استقرار لبنان وجعل اليد الخفية تحميه من حدوث أي نزاع أمني. لقد سبق للبنان واللبنانيين أن دفعوا غالياً ثمن صراعات الآخرين على أرضهم … نحن بالتأكيد لا نريد أن نعيش مجدداً هذا الاختبار مع جيلنا الجديد. ومن الضروري مساعدتنا في إعادة بناء النمو لدينا واعادة تقديره، وجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل وقبل كل شيء استكشاف مواردنا الطبيعية التي تشكّل أملنا الوحيد لسد الدين العام لدينا”.
أخيرا قال الدكتور فؤاد زمكحل “كونوا على يقين أن سيدات ورجال الأعمال اللبنانيين في لبنان سيظلون أوفياء لسمعتهم الدولية الحسنة، ولن يستسلموا أبداً. سوف يستمرون بالمثابرة رغم كل الصعاب، من أجل البقاء والتطور والنمو، محليا ودوليا، مهما كانت التحديات والمخاطر والعواقب”.
السفيرة ريتشارد
من جهتها تحدثت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد فاشادت بالاستقرار السياسي والامني الذي ينعم به لبنان، لكنها قالت “إن هذا الاستقرار ينبغي الا يغطي المشكلة الاساسية التي يعانيها هذا البلد وهي الازمة الاقتصادية، باعتبار انها تشكل اولوية ضرورية لحلها، كي ننطلق الى حل بقية المشكلات الاخرى”.
وقالت: “علينا ان نتنبه في لبنان لضرورة تنمية الاعمال الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات في هذا البلد، وخصوصا ان محيطه ملتهب، مما يدعو المسؤولين اللبنانيين الى الانتهاء من اعداد قانون الانتخابات النيابية كي ينطلقوا الى معالجة الازمات الاقتصادية في هذا البلد الذي يواجه تحديات جمة”.
وتحدثت السفيرة ريتشارد “أن لبنان يعيش في “جزيرة امان” وهو مستقر بخلاف ما هو حاصل في اليمن على سبيل المثال”، مشيرة الى “ان الادارة الاميركية لا تزال تدرس خياراتها حيال تعيين المقررين في المراكز الاساسية في شؤون الشرق الاوسط، ولا سيما في ما يتعلق بالشؤون التجارية، المالية والامنية”.
وخلصت السفيرة الاميركية حول السياسة الخارجية الاميركية، الى “ان الادارة الاميركية ستكون حاسمة حيال سياستها تجاه دول عدة، ومعالجة السلبيات الموجودة في ايران، العراق، اليمن وغيرها”.