تحليل سوق اليوم عن محمد إبراهيم الرئيس التنفيذي لمجموعة إكس أس العالمية
22 نوفمبر 2023
تستمر الأسواق في البحث عن المزيد من الإشارات التي قد تعزز التوقعات بقرب انتهاء مسار التشديد النقدي الذي يتبعه الفيدرالي. اليوم أيضاً حصلنا على المزيد من الإشارات وإن كانت متناقضة في محصلتها.
فمن ناحية أظهر سوق العمل في الولايات المتحدة بعضاً من القوة اليوم وذلك مع الانخفاض الأكبر من المتوقع لإعانات البطالة الأولية الأسبوعية إلى 209 ألف مطالبة والتي جاءت أقل على نحو ملحوظ من القراءة المتوقعة والمعدلة السابقة وأقل من متوسط الأربع الأسابيع السابقة.
كان سوق العمل قد طالعنا بسلسلة من البيانات السابقة التي أشارت إلى عودة الضعف والذي عزز بدوره الفرضية القائلة بعدم اتجاه الفيدرالي لرفع سعر الفائدة مجدداً وذلك على ضوء تراجع التوظيف.
ارقام اعانات البطالة اليوم كانت ضد تلك الفرضية وهو ما دفع عوائد سندات الخزانة للارتداد من أدنى المستويات منذ شهرين، والتي كانت بدورها قد تراجعت بضغط أرقام التضخم الضعيفة أيضاً.
في المقابل، فقد تعيد بيانات طلبيات السلع المعمرة الصادرة اليوم بعض المعنويات السلبية حول مستقبل الاقتصاد الأمريكية وقدرته على التماسك في وجه بيئة الائتمان الصعبة، حيث تراجعت الطلبيات الجديدة بنسبة 5.4% خلال الشهر الفائت مقارنة مع سبتمبر من نفس العام. لكن مع استبعاد بنود النقل المتقلبة كانت القراءة الجديدة ثابتة بدون تغيير على أساس شهري.
فيما أن الضغط الأكبر كان جراء التراجع الحاد لطلبيات السلع الرأس مالية غير الدفاعية التي تراجعت بأكثر من 15%. هذا التراجع يبدوا مهماً بعض الشيء، وأعتقد أنه يعكس استمرار مخاوف أصحاب الأعمال حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وذلك على الرغم من سيل الأرقام الإيجابية التي كنا قد شهدناها في الأشهر الأخيرة الفائتة إلى جانب نتائج الشركات الإيجابية في معظمها وعلى الرغم من التوقعات بتحقيق الهبوط الناعم للتضخم بدون دفع الاقتصاد نحو الركود والذي بات مستبعداً إلى حدا بعيد.