تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
4 ديسمبر 2023
تراجع اليورو قليلاً بنسبة 0.5% مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) عند حوالي الساعة 9:50 صباحاً بتوقيت غرينتش وذلك بعد أن انتعش قليلاً من أدنى مستوياته خلال الجلسة عند 1.08501 وهو ما يقع بالقريب قليلاً من أدنى المستويات منذ حوالي أسبوعين. أما أمام الجنيه الإسترليني، فقد تمكن اليورو (EUR/GBP) من التعافي قليلاً بعد أن وصل إلى أدنى المستويات منذ حوالي شهرين عند 0.85574 وذلك خلال الدقائق الأولى من جلسة تداول الأسواق الآسيوية اليوم.
فيما يأتي الأداء المتباين لليورو اليوم مع الأرقام المختلطة لاقتصاديات المنطقة والاقليم ككل إضافة إلى استمرار التراجع في عوائد السندات الأوروبية والتي شكلت بدورها المزيد من الضغط.
حيث شهدنا تحسناً أفضل من المتوقع للميزان التجاري في ألمانيا في مقابل تراجع أكبر من المتوقع للصادرات والواردات. إضافة إلى ذلك، فقد شهدنا علامات أفضل من المتوقع لسوق العمل الاسباني. أخيراً، قدمت منطقة اليورو بعض علامات التحسن على مستوى ثقة المستمرين باقتصاد المنطقة.
سجل الميزان التجاري فائضاً أكبر من المتوقع خلال أكتوبر الفائت وذلك عند 17.8 مليار يورو. إلا أن ذلك قد ترافق مع تراجع أكبر من المتوقع للصادرات بنسبة 0.2% والواردات بنسبة 1.2% وذلك توقعات بنمو عند 1.1% و 0.8% على التوالي. على أساس سنوي، فقد تراجع الصادرات والواردات بنسبة 8.1% و 16.3% على التوالي.
جاء الضغط على التجارة الخارجية لألمانيا من جراء تراجع التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو التي تراجعت على نحو ملحوظ خلال أكتوبر. على أساس شهري، فقد تراجعت التجارية الخارجية بنسبة 2.7% و2.8% للصادرات والواردات ما بين ألمانيا والاتحاد الأوروبي. أما مع دول منطقة اليورو فقد تراجعت الصادرات والواردات بنسبة 1.9% للصادرات والواردات أيضاً.
ليس من المفاجئ هذا الضعف في النشاط التجاري داخل منطقة اليورو وذلك مع استمرار الانكماش في الأنشطة الاقتصادية والتي إن كانت تُظهر بعض علامات التحسن البطيء خلال الشهرين الفائتين.
إلا أن التجارة مع الدول من خارج الاتحاد الأوروبي هي من قدمت الدعم للميزان التجاري الألماني. حيث ارتفعت الصادرات والواردات ما بين ألمانيا والدول خارج الاتحاد الأوروبي بنسبة 2.9% و0.8% على التوالي. فيما كان النمو الأبرز هو في التبادل التجاري مع الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وذلك مع نمو بنسبة 5.7% و 1.5% و 5.6% لكل منهم.
داخل منطقة اليورو أيضاً، فقد قدم سوق العمل الاسباني بعض علامات التحسن. حيث انخفض عدد العاطلين عن العمل على نحو أكبر من المتوقع بمقدار 25 ألفاً خلال نوفمبر الفائت وذلك مقابل التوقعات بزيادة في عدد العاطلين عن العمل بمقدار 28 ألفاً. بذلك يكون قد وصل عدد العاطلين عن العمل إلى حوالي 2.734 مليوناً وهو ما يمثل أدنى المستويات منذ العام 2007.
أما في عموم منطقة اليورو، فقد شهدنا المزيد من الإشارات حول الثقة باقتصاد منطقة اليورو. حيث انخفض تشاؤم المستثمرين إلى أدنى مستوى منذ مايو الفائت وذلك مع القراءة الأخيرة لمؤشر Sentixلثقة المستثمر في منطقة اليورو والتي كانت عند -16.8%، في حين أن تلك القراءة كانت أضعف من المتوقع عند -15.
يأتي تراجع التشاؤم اليوم بعد سلسلة سابقة من البيانات التي شهدناها طيلة الشهرين الفائتين والتي عكست أيضاً تراجعاً تدريجياً للتشاؤم حول قدرة اقتصاد المنطقة على التعافي والعودة إلى النمو، سواء كان ذلك من جانب المستهلك أم المستثمر.
القراءات السابقة لمؤشر ZEWللمعنويات الاقتصادية لألمانيا ومنطقة اليورو ومؤشر GfKلمناخ المستهلك في ألمانيا كانت قد أشارت إلى هذا الانحسار في التشاؤم أيضاً. في المقابل وفي ذات الوقت، لا نجد هذا التفاؤل بقرب عودة اقتصاد المنطقة إلى النمو في الأفق القريب وذلك مع استمرار تقلص الأنشطة الاقتصادية واستمرار المخاوف الصعودية للتضخم.
على الرغم من العودة التدريجية إلى المعنويات إلى منطقة اليورو إلى أن تراجع عوائد السندات الأوروبية وعودة الفجوة ما بينها وبين السندات الأمريكية إلى الارتفاع قد يشكل المزيد من الضغط على العملة الموحدة.
حيث بلغ العائد على السندات الحكومية الأوروبية مستوى 2.366% اليوم وهو ما يقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات منذ يوليو الفائت. في حين أن عائد سندات الخزانة الأمريكية لذات الأجل يقع بالقرب من أدنى مستوى له من ثلاثة أشهر أيضاً، إلى أن الفجوة ما بينها وبين مقابلتها الأوروبية مستمرة في الارتفاع وصولاً إلى 1.877% اليوم وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ أسبوعين.