تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
١٨ ديسمبر ٢٠٢٣
يحاول اليورو اليوم التماسك مجدداً أمام الدولار الأمريكي (EUR/USD) بعد الخسائر الأخيرة ويرتفع بنسبة 0.25% صباح اليوم ويوقع بالقرب من مستوى 1.09191.
يحاول اليورو استئناف مكاسبه صباح اليوم على الرغم من الضغط الهبوطي القصير الذي جاء من الانحسار الأشد من المتوقع للمعنويات الإيجابية في ألمانيا إضافة إلى استمرار التراجع الحاد لعوائد السندات.
إلا أن استمرار ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة قد ساهما في تقديم الدعم لليورو على الرغم من العوامل السلبية المحيطة به.
عادت الثقة في الاقتصاد الألماني للتراجع بعد الانتعاش خلال الأشهر الثلاثة السابقة. حيث سجل مؤشر مناخ الأعمال الصادر عن Ifo قراءة عند 86.4 وهي الأدنى من سبتمبر الفائت وهي كانت ما دون التوقعات عند 87.8 أيضاً.
أما في المؤشرات الفرعية، فقد سجل مؤشر التقييمات الحالية أدنى قراءة منذ أغسطس من العام 2020 عند 88.5 وهو ما كان أيضاً دون التوقعات عند 89.5. كما قطع مؤشر توقعات الأعمال سلسلة الارتفاعات الممتدة لأربعة أشهر وتراجع إلى 84.3 وهو ما كان دون التوقعات عند 85.8.
بالحديث عن قطاعات الأعمال، فقد أشار Ifo في تقرير إلى أن جميع القطاعات، باستثناء الخدمات، قد سجلت المزيد من التراجع في التقييمات الحالية وباتت أكثر تشاؤماً حول النصف الأول من العام القادم. فيما كان الملحوظ هو تراجع مؤشر مناخ الأعمال لقطاع الانشاء إلى أدنى مستوى منذ العام 2005.
يبدو أن المخاوف من عودة ارتفاع التضخم وما قد يتبعه من استمرار التشديد النقدي والأزمة السياسة في ألمانيا إضافة إلى المخاوف الجيوسياسية وتفاقم الصراع الدائر في الشرق الأوسط لا تزال تضغط على معنويات أصحاب الأعمال وتجعل التوقعات باستعادة النمو بعيدة حالياً، وهذا ما أشارت إليه العديد من التقارير والمسوحات أيضاً طيلة الشهرين الفائتين على الرغم من التحسن في المعنويات آنذاك.
في أسواق السندات، فلا تزال العوائد المستمرة في الهبوط في منع اليورو من الاحتفاظ بمكاسبه مطولاً. حيث تقترب عوائد السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام من تسجيل أدنى إغلاق هذا العام ومحو كافة مكاسبه وذلك مع بلوغها مستوى 2.002% اليوم وهو أدنى المستويات التي لم نشهدها منذ مارس ويناير الفائتين.
إلا أن المزيد من هبوط عوائد السندات الأمريكية قد يساهم في تعديل ذلك الأثر، وذلك مع بلوغ عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام المزيد من أدنى المستويات منذ يوليو الفائت عند 3.894%.