نظمت كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس- الكسليك ندوة قدمها مدير عام بنك بيروت ورئيس مجلس إدارته الدكتور سليم صفير بعنوان “من بيروت إلى العالم، قصة نجاح مصرفيّ”، بحضور رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة وحشد من المديرين والمسؤولين في بنك بيروت والجامعة وأساتذة الكلية وطلابها.
سركيس
بدايةً، كانت كلمة تقديم للعميدة المساعدة للدراسات العليا ومديرة النشاطات في الكلية الدكتورة ندى سركيس أشارت فيها إلى أنّ “القطاع المصرفي قد أثبت نفسه، على مدى سنوات عدة من عدم الاستقرار السياسي والاضطراب الإقليمي، كإحدى ركائز الاستقرار الاقتصادي الأساسية في لبنان. فعملت المصارف على الحفاظ على النمو إضافةً إلى تطوير شبكة عالمية واسعة من الفروع والشركات التابعة والشقيقة…”
عساف
ثم تحدث عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية البروفسور إيلي عساف، وقد شدّد، مرة أخرى، على “أهمية هذا النوع من النشاطات بالنسبة إلى الطلاب لأنها تشكل منصة للأكاديميين ورجال الأعمال ومسؤولي الدولة من مختلف القطاعات والاختصاصات لمشاركة وتبادل الأفكار حول كيفية تطبيق أفضل الممارسات في عالم الأعمال والإدارة. ونولي أهمية كبرى، في الكلية، لتعزيز الحوار بين الطلاب وعالم الأعمال وترسيخ ذهنية جديدة لديهم تقضي بعدم الاكتفاء بالحصول على وظيفة إنّما التحلي بإرادة قوية لخلق فرص عمل للآخرين”.
الأب حبيقة
بعدها، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة اعتبر فيها أنّ “الدكتور سليم صفير هو شخصية رائدة في وطننا، ليس في القطاع المصرفي فحسب، بل على المستوى الوطني والكنسي أيضاً. وعندما نستعرض مسيرته المهنية، لا يسعنا إلا أن نلاحظ أن حياته كانت مبنية على منظومة متماسكة من المبادئ، وهي: شغف المغامرة، والصداقة الحميمة مع المخاطر، وفرح الحياة، والخير في المرتبة الأولى”.
وأضاف الأب حبيقة: “الدكتور سليم صفير هو أحد المساهمين الأساسيين في جامعة الروح القدس، وكل ما قدّمه محفور في ذاكرتنا وسيبقى مرجعاً مهماً. وفي نهاية المطاف، أتوجه إلى الطلاب الممتلئين بشغف النجاح متمنياً لهم أن يحذوا حذو الدكتور صفير، ويسيروا وراءه في ركب المغامرات الخلاقة والمبدعة. وأتوج كلمة الترحيب هذه بدعاء حار أرفعه إلى الله لكي يمن على الدكتور سليم صفير بطول الحياة لكي يبقى رمزا ونموذجاً متألقاً ومضيئاً في عشق المغامرات العاقلة والمخاطر المنطقية”.
داغر
ثم قدّم المدير المالي في بنك بيروت روجيه داغر دراسة حول وضع القطاع المصرفي في لبنان وتحدياته ونقاط القوة فيه. وقد تمّ التطرق الى الدور الجوهري للمصارف من أجل إستمرار النمو وتمويل العجز في موازنة الدولة. كما تمّ شرح إنتشار المصارف اللبنانية في أكثر من 32 بلد من حول العالم وأهمية هذا الأمر. وقد تمّ من خلال هذه الدراسة إثبات تمتع القطاع المصرفي اللبناني بالمناعة أمام الصعاب كما بالسيولة العالية، الرسملة المهمة والبيئة التنظيمية الفعالة. وقد ختم السيد داغر مداخلته بشرح التطور الكبير لبنك بيروت منذ إنطلاقته وأهم الإستراتيجيات التي تمّ إتباعها من أجل تحقيق ذلك.
صفير
وختاماً، قدّم مدير عام بنك بيروت ورئيس مجلس إدارته الدكتور سليم صفير مداخلته التي تمحورت حول موقع بنك بيروت اليوم والطريق التي سلكها للوصول إلى ما هو عليه اليوم. كما تطرّق إلى مسيرته المهنية في القطاع المصرفي التي “استمرت لخمسة عقود، فقد كان موظفاً في إحدى المصارف الكندية في بيروت، وبعد 10 سنوات أصبح مديراً عاماً. وقال: “كنت في الخامسة والثلاثين من عمري عندما توليت إدارة مصرف لبناني لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت إلى تأسيس وإدارة مصرف جديد في العام 1993 هو بنك بيروت الذي كان يملك آنذاك 5 فروع فقط. ومنذ اليوم الأول، كنت متحمساً جداً لبناء مصرف ناجح يتعامل مع الشدائد بنفس المرونة التي يشتهر بها اللبنانيون. لم يفارقني الشغف ولا الحماسة ولو للحظة واحدة، فعندما استلمت بنك بيروت في العام 1993 كان يحتل المرتبة 35 في لبنان”.
وتابع بالقول: “يتميّز بنك بيروت بثلاث نشاطات أساسية هي: أولاً، الخدمات المصرفية للأفراد، حيث كنا أول من بدأ بإدخال هذا النوع من الخدمات في النشاط المصرفي في العام 1994. ولهذه الغاية، اتخذنا سلسلة من الإجراءات مثل افتتاح فروع جديدة لنصبح أقرب إلى عملائنا، وتقديم مجموعة من الخدمات مثل القروض السكنية والشخصية وقرض السيارة، وإطالة دوام العمل حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر، كما طورنا نظام تكنولوجيا المعلومات لدينا وكنا أول من عرض إعلانات على شاشة التلفزيون. ثانياً، الخدمات المصرفية التجارية التي تضمن التمويل التجاري للشركات الصغرى والمتوسطة الحجم، والشركات الكبرى، لنموّ أعمالها. ثالثاً، الأسواق المالية، إذ يحتل بنك بيروت الصدارة في هذا المجال في لبنان”.
وشدد على أهمية افتتاح فروع جديدة للمصرف. ومن هذا المنطلق، أخذنا على عاتقنا خلق فروع لنا في المناطق الريفية، مثل بشري، تنورين، فاريا، بسكنتا… وعلى المستوى العالمي، نملك 125 مركزاً للخدمات المصرفية وحوالى 750 مركزاً لـ Western Union”.
وأضاف: “ارتكز نجاحنا على ست ركائز، وهي: فهم حاجات العميل، التوسّع في الخارج بمحاذاة الوجود اللبناني في بلاد الاغتراب، فقد افتتحنا فروعاً لنا في بريطانيا، أستراليا، ألمانيا، سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، قطر وغانا وقبرص…، حسن إدارة المخاطر، الاستثمار في الإنسان من خلال إقامة شراكة مع الجامعات ودعم قطاع التعليم وفتح آفاق جديدة أمام الجيل الجديد وصون قيم المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، النمو التدريجي الذي يشهده مصرفنا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فنحن نملك رؤيا واضحة للعام 2020 حيث نتوقّع أنّ 50% من الأصول والمداخيل ستنتج خارج لبنان، وأخيراً التدفق المترابط للسلع والإيرادات حيث تتوافق الخدمات التي نقدمها مع السوق المحلي الخاص بها. ومما لا شك فيه أنّ أهم المقاييس التي نأخذها في الاعتبار هي نوعية الإيرادات ورأس المال والأشخاص”. وفي النهاية، توجّه إلى الطلاب بالقول: “لعلّ أهم نصيحة أقدمها لكم هي: اختاروا أولاً مهنة تحبوها، وبعد ذلك يأتي النجاح لا محال”.
ثم قدّم الأب حبيقة والبروفسور عساف درعاً تقديرية إلى الدكتور صفير، وبعدها دارت حلقة نقاش مع الطلاب.