في محاولة للبحث في التحديات المناخية الملحّة التي يواجهها لبنان، أقامت الجامعة الأميركية في بيروت من خلال مركزها لحماية الطبيعة، بالتعاون مع البنك الدولي، حفلاً مشتركاً بمناسبة اختتام سلسلة حوارات الطاولة المستديرة للجامعة ومركزها لحماية الطبيعة والتي حملت عنوان “تغير المناخ والنشاط البيئي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: التحديات والفرص.” كما شمل الحفل تقديم تقرير البنك الدولي الأول للمناخ والتنمية الخاص بلبنان.
وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت زاهر ضاوي، اختصر في كلمته الافتتاحية روحيّة التزام الجامعة الأميركية في بيروت بالدفاع عن البيئة قائلاً، “في الجامعة الأميركية في بيروت، نكتشف، وننبّه، ونقترح، وننفّذ. وتمتلك جامعتنا مساحة لتبادل النتائج والخبرات ووجهات النظر المتعدّدة التخصّصات والمستويات، ونحن نتابع الأمر مع شركاء لديهم تفكير مماثل إلى أن ينبثق تأثيرٌ إيجابيٌ مستدام.”
وأضاف ضاوي، “اليوم، نحن فخورون بنجاح سلسلة حوارات الطاولة المستديرة هذه، ويسعدنا أن نتشارك مع البنك الدولي اليوم فيما يَرسُم رؤية للتعاون بين الأوساط الأكاديمية والجهات المانحة وصُنّاع القرار حيث يصبحون جميعاً صانعي التغيير الذي تشتد الحاجة إليه.”
هذا وقد تم إثراء مناقشات هذا النشاط برؤى متنوعة، سلّطت الضوء على الدور الحيوي للنهج المتعدّد التخصّصات الذي يشمل المجتمع بأكمله في مواجهة التحديات البيئية.
وكان من بين المتحدّثين والمتحاورين المرموقين لاعبين فاعلين في التحول الأخضر في لبنان. فقد قامت أنا فليشير، مديرة مؤسسة هاينريش بول مكتب بيروت بإدارة الحلقة الأولى، والتي ضمت وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين، والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، ومدير مركز حماية الطبيعة التابع للجامعة الأميركية في بيروت والعميد المؤسس لكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت – مديترانيو الدكتور آلان ضو، والمؤسس في الشراكة والمدير التنفيذي لشبكة الجمعيات العربية للتنمية.
أما الحلقة الثانية فقد قامت بإدارتها جوانا دومار الأستاذة المحاضرة ورئيسة قسم علوم الأرض في الجامعة الأميركية في بيروت. وقد ضمت هذه الحلقة كل من رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي ونائب رئيسة لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنيّة بأمور الحوكمة والإدارة العامة لمياء المبيّض، وأستاذ العلوم البيئية ومدير برنامج الأرض والموارد الطبيعية في جامعة البلمند وخبير تغير المناخ في البنك الدولي علي أحمد.
ولقد شكّل هذا الحدث أيضاً منصة للمدير المشارك لمركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، أنطوان كلاّب بتلخيص مُجريات السلسلة، والتي تناولت بفعالية معالجة القضايا البيئية الملحّة والمتغيّرة عبر الأجيال، والتحدّيات الجيوسياسية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع، مع تسليط الضوء على الأدوار الأساسية لكل من الهيئات الحكومية وغير الحكومية في التخفيف من هذه المخاطر الوازنة.
الدكتور علي أحمد قدّم تقرير البنك الدولي الأول للمناخ والتنمية الخاص بلبنان. وعرض هذا التقرير خارطة طريق استراتيجية لانتقال لبنان نحو مستقبل أكثر استدامة، وحدّد الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ والاستثمارات اللازمة للتحول من الوضع الراهن نحو الانتقال الاخضر المدفوع بالإصلاح.
وقد سلّط عرض البنك الدولي للتقرير الضوء على أهداف لجنة تقرير البنك الدولي للمناخ والتنمية الخاص بلبنان، وشدّد على الحاجة الملحّة إلى إجراءات سياسية واستثمارات في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والمياه والنقل والنفايات الصلبة لمكافحة مخاطر تدهور المناخ وقيادة التعافي الصديق للمناخ في لبنان.
في الختام، دعت الباحثة في السياسات البيئية ومندوبة الشباب اللبناني في مؤتمر الأطراف (COP28) ماريا مزنر،
سليم روحانا، رئيس قسم التنمية المستدامة في البنك الدولي، وأنطوان كلاب، إلى مناقشة حول الدور المركزي للشباب باعتبارهم جهات فاعلة رئيسية في التنمية المستدامة في لبنان.
وكذلك تم تسليط الضوء على مركز حماية الطبيعة التابع للجامعة الأميركية في بيروت، لدوره في تعزيز الإشراف البيئي وتنمية المجتمع والحفاظ على التنوع البيولوجي، مما يُبرز ريادة الجامعة الأميركية في بيروت في دفع الحلول المستدامة ليس فقط للبنان، ولكن للمنطقة والمجتمع العالمي.