تحليل سوق لليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
٤ يونيو ٢٠٢٤
يكافح سعر الذهب(XAU/USD) للاستفادة من الارتداد الجيد من منطقة 2315 – 2314 دولارًا، ويتداول في نطاق ضيق خلال التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء. ويميل التحيز لصالح الارتفاع وسط توقعات قوية بخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لاحقًا هذا العام، حيث أظهرت البيانات الأمريكية يوم أمس تباطؤًا في نشاط التصنيع والاقتصاد، مما دفع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ شهرين تقريبًا، وهذا يدعم الذهب الذي لا يدر عائدًا.
كما تدعم المخاطر الجيوسياسية المستمرة التوقعات الإيجابية لسعر الذهب على المدى القريب، مما يعزز احتمالات المزيد من الارتفاع. لذا، فإن أي تراجع قد يُعتبر فرصة شراء ومن المرجح أن يظل محدودًا. وقد يفضل المتداولون الانتظار حتى صدور البيانات الأمريكية الهامة هذا الأسبوع، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) يوم الجمعة. كما يمكن أن توفر قرارات البنوك المركزية الرئيسية مثل قرار بنك كندا (BoC) يوم الأربعاء واجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) يوم الخميس بعض الزخم لسعر الذهب وتساعد في تحديد المسار على المدى القريب.
ومن وجهة نظري سيحظى الذهب بالدعم خلال فصل الصيف، حيث يدرس المستثمرون احتمالات تحركات أسعار الفائدة المستقبلية من البنوك المركزية الكبرى ويظل الطلب الآسيوي مرتفعًا، ففي حين انخفض سعر الذهب من أعلى مستوياته على الإطلاق في أبريل بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيؤجل تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة إلى أجل غير مسمى، فقد وجد دعم حيث قام المضاربون بتغطية مراكز بيع على المكشوف بعد سلسلة ضعيفة من البيانات الأمريكية بما في ذلك انخفاض نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية يوم الجمعة. وبالتالي، يتم تغطية السعر ودعمه في كل مرة تسعر فيها الأسواق البيانات الجديدة.
وبالنظر إلى أن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي يُظهر تحركًا ثابتًا نحو الهبوط، فمن المفترض أن يحظى سوق الذهب بدعم جيد خلال فصل الصيف. ولكن بما أن مسؤولي البنوك المركزية الكبرى سوف يحتاجون إلى المزيد من الأدلة على أن نماذجهم الاقتصادية تعكس الواقع وأن أسعار الفائدة مقيدة بالفعل بالقدر الكافي للسيطرة على التضخم، فمن غير المتوقع حدوث ارتفاع كبير في الوقت الحالي. ومن رأيي فإن تحركات الذهب ومراكز المستثمرين ستعتمد إلى حد كبير على البيانات.
ويحظى الذهب بدعم إضافي من عمليات الشراء الآسيوية كوسيلة للتحوط ضد انخفاض قيمة العملة. كما أن عمليات الشراء الصينية في الآونة الأخيرة باعتبارها ثقلًا موازنًا لانخفاض قيمة الرنمينبي.
كما جاء تقرير التضخم الأمريكي متماشيًا مع التقديرات وعزز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة هذا العام، مما يقوض الدولار الأمريكي ويعمل بمثابة داعم لسعر الذهب. وتطابق مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، مع التوقعات، وارتفع بنسبة 2.8٪ على أساس سنوي، في حين نما الدخل الشخصي والإنفاق الشخصي بنسبة 0.3٪ و 0.2٪ على التوالي.
ومن الواضح أن البيانات ترفع التوقعات على خفض وشيك لسعر الفائدة الفيدرالي هذا العام وتؤدي إلى مزيد من الانخفاض في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يبقي ثيران الدولار الأمريكي في موقف دفاعي ويقدم الدعم للمعدن الأصفر عديم العائد.
إضافة إلى ذلك، أعتقد أن التوترات المحيطة بالشرق الأوسط هي عامل آخر يحد من الاتجاه الهبوطي لسعر الذهب، وهو ملاذ آمن، على الرغم من أن النغمة الإيجابية بشكل عام حول أسواق الأسهم يجب أن تحد من الاتجاه الصعودي في المدى المتوسط.
وفي نفس الوقت ارتفع مؤشرCaixin S&P العالمي لمديري المشتريات في قطاع التصنيع الصيني إلى 51.7 في مايو من 51.4 سابقًا، وأشار إلى علامات الاستقرار في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما عزز ثقة المستثمرين في الأسواق.
كما إن التفاؤل الأخير بشأن خطة وقف إطلاق النار الجديدة في غزة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن يمنع المتداولين من وضع رهانات صعودية قوية حول سعر الذهب في المدى القصير، وسط ترقب البيانات الاقتصادية المهمة هذا الأسبوع بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية ومخاطر الأحداث الرئيسية للبنوك المركزية – قرار سياسة بنك كندا يوم الأربعاء، يليه اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس. لذا سيبقى السعر مرهون بأرقام البيانات الاقتصادية بالدرجة الأولى.