تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢١ يونيو ٢٠٢٤
تتراجع أسعار النفط اليوم عبر كلا الخامين الرئيسين بنسبة 0.3% و0.4% لكل من غرب تكساس الوسيط (WTI) وبرنت على التوالي.
تأتي هذه التراجعات بعد سلسلة الأرقام الضعيفة لأداء القطاع الخاص في منطقة اليورو في يونيو الجاري واستمرار الانكماش في أنشطة التصنيع على نحو أسرع من المتوقع.
حيث نمت أنشطة الخدمات بشكل أبطء من المتوقع وتقلص أنشطة المصانع بأسرع وتيرة منذ بداية العام عبر الإقليم وسجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لمنطقة اليورو قراءة عند 45.6 والخدمي عند 52.6، وفق التقارير الأولية من HCOB / S&P Global.
كما أشارت تقرير مديري المشتريات المختلفة اليوم إلى حالة من تراجع المعنويات في يونيو في الإقليم واقتصاداته الكبرى على الرغم من أنها لا تزال في النطاق المتفائل.
حيث تراجعت مستويات ثقة الأعمال منذ فبراير الفائت في منطقة اليورو وفي ألمانيا فقد انحسرت تلك المعنويات التي شهدناها في مايو الفائت عندما بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين وكان هذا الضغط قد أتى بشكل أساسي من قطاع الخدمات. في فرنسا أيضاً فقد تراجعت معنويات الأعمال إلى أدنى مستوياتها هذا العام وذلك مع حالة عدم اليقين تجاه الانتخابات القادمة والمخاطر الجيوسياسية كما أشار المسح.
تأتي هذه المعنويات المتراجعة على الرغم من الخفض الأخير لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. إلا أن النبرة المتشددة التي أظهرها نتيجة توقعاته باستمرار التضخم الأعلى من المستهدف قد يحول دون إمكانية استعادة النمو المنشود قريباً، وهذا ما نراه في الواقع وبطبيعة الحال هذا ما قد يلقي بظلاله على مستقبل الطلب على النفط.
في أقصى الشرق أيضاً فقد شهدنا أداءً ضعيفاً لأنشطة التصنيع والخدمات وتباطؤاً في نمو عموم القطاع الخاص في اليابان وفق تقرير مديري المشتريات من au Jibun Bank / S&P Global. حيث عادت أنشطة الخدمات إلى الانكماش وبقيت أنشطة المصانع ثابتة مع أداء أضعف من المتوقع. كما سجلت الطلبيات الجديدة سواء المحلية أم الخارجية تراجعاً إضافة إلى أن التوقعات المستقبلية قد سجلت انحساراً للمعنويات الإيجابية.
هذا يأتي مع ترقب المزيد من النهج المتشدد من بنك اليابان عبر الرفع المحتمل لسعر الفائدة للمرة الثانية خصوصاً بعد تسارع التضخم الأساسي الذي بلغ 2.5% في مايو على أساس سنوي.
قد تتجاهل أسواق الطاقة ميل البنك المركزي نحو التشديد النقدي فيما لو أن الأنشطة الاقتصادية قد تابعت تعافيها وسارت نحو النمو بما يدعم المزيد من الطلب على الخام، إلى أن تقارير اليوم لا تخدم هذه الفرضية.
جملة الأرقام هذه تأتي مع اقتراب أسعار النفط من ملامسة مناطق مقاومة مهمة، تمتد ما بين مستويات 82.5-84 دولاراً للبرميل لخام WTI و85-87.5 لبرنت على الإطار الزمني اليومي. فيما أعتقد أن بلوغ مناطق المقاومة تلك بالتزامن مع استمرار تدفق البيانات الضعيفة سيعطي دافعاً أكبر للبائعين لاستعادة السيطرة ودفع الأسعار للتراجع.
في المقابل، ما يحفظ للنفط علاوته الحالية هي المخاوف المتفاقمة حول إمكانية تفج الصراع في الشرق الأوسط إلى خارج حدوده الحالية المتمثلة في قطاع غزة وانضمام البنان إليه. هذا ما تحذر منه التقارير المختلفة بأنه قد يكون وشيكاً ولا مفر منه خصوصاً مع الجمود في مسار التفاوض حول إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.