تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٤ يوليو ٢٠٢٤
يتداول الجنيه الإسترليني على ثبات اليوم تقريباً مقابل الدولار الأمريكي بالقرب من مستوى 1.27550 وذلك بعد يومين من المكاسب الملحوظة. كذلك الأمر بالنسبة لليورو باوند الذي يثبت بالقرب من مستوى 0.84693.
تأتي التحركات الهادئة للجنيه اليوم مع ترقب نتائج الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة التي تجري اليوم بالتزامن مع انخفاض السيولة مع عطلة الأسواق الأمريكية وترقب بيانات سوق العمل الحاسمة هناك ليوم غد.
فيما كان التباطؤ الأسرع من المتوقع لنمو الأنشطة الانشائية إلى إعاقة تقدم الجنيه الذي كان يحاول الاستفادة من ارتفاع عوائد السندات البريطانية مع استغلال خمول سوق السندات الأمريكية.
فيما يستعد حزب العمال المعارض لتسجيل نصر تاريخي على حزب المحافظين الذي سيفقد السيطرة بعد 14 عاماً متتالية من الاستحواذ عليها. هذه الهزيمة التاريخية المرتقبة للمحافظين، التي ستعلن صباح الغد، تأتي بعد سنوات من الأزمات التي حلت بالاقتصاد البريطاني سواء من الحروب المشتعلة حول العالم وتبعات البريكست وتفشي الوباء وهي ما انعكست في النهاية عبر اشتعال التضخم وتراجع القوة الشرائية للأفراد.
في حين كان قد دعا رئيس الوزراء ريشي سوناك في مايو لإجراء الانتخابات العامة مبكراً مستغلاً التحسن الاقتصادي الملموس على مختلف الجوانب ومنها انحسار التضخم والذي وصل مؤخراً إلى 2% – المستوى الذي يحتاج للتماسك عنده لتحقيق مستهدف بنك إنكلترا.
هذا التحول المرتقب للمشهد الحزبي في المملكة المتحدة كان قد ترك بعض من الأثر في القطاع العقاري والاسكاني مع عدم اليقين الذي رافقه. حيث شهدنا اليوم تقرير مديري المشتريات الانشائي الصادر عن S&P Global لشهر يونيو والذي تراجعت فيه وتيرة نمو الأنشطة، بأسوء من المتوقع، دون تلك التي كانت عليه في الشهرين الفائتين وذلك على ضوء التراجع في نشاط سوق الإسكان في مقابل نمو الأنشطة التجارية التي أبقت المؤشر في النطاق الايجابي.
فيما أشار التقرير إلى أن عدم اليقين تجاه نتائج الانتخابات كانت قد تسببت إلى حد ما في تباطؤ نمو الطلبيات والأعمال الجديدة. في المقابل من هذا، فإن الشركات قد وسعت تعاقداتها وأنشطة الشراء في يونيو وذلك مع استمرار التفاؤل حول إمكانية تحصيل المزيد من التعاقدات خلال الـ 12 شهراً المقبلة وذلك بدعم من التوقعات بإمكانية خفض سعر الفائدة أيضاً.
في سوق الإسكان أيضاً، ننتظر غدا قراءة مؤشر Halifax لأسعار المنازل لشهر يونيو مع التوقعات نمو أسعار المساكن بنسبة 0.2% على أساس شهري.
بعيداً عن المملكة المتحدة، فإن عطلة الأسواق الأمريكية اليوم بمناسبة الرابع من يوليو ستتسبب باستجابة محدودة من الأسواق مع انخفاض السيولة. كما أن الأسواق تترقب بيانات الوظائف غير الزراعية من مكتب احصائيات العمل غداً والتي ستساعد على تعزيز أو تعديل التوقعات حول الخطوات المرتقبة للاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة.
فيما ساعدت الأرقام الاسوء من المتوقع للوظائف غير الزراعية من ADP وارتفاع اعانات البطالة والصادمة من مؤشر مديري المشتريات الخدمي من ISM على تعزيز الأمل بإمكانية خفض سعر الفائدة في سبتمبر أو نوفمبر المقبلين. وذلك مع الإشارات حول برود سوق العمل وتراجع النشاط الاقتصاد.
الأرقام الضعيفة من الاقتصاد الأمريكية ساعدت على دفع عوائد سندات الخزانة للانخفاض الأمس في حين تحاول عوائد السندات البريطانية اليوم الاحتفاظ بمكاسبها التي سجلتها عند الافتتاح بما يساعد على تقليص الفجوة العائد وما ما يقدم بعضاً من الدعم للجنيه أيضاً.
فيما أعتقد أن الجنيه قد يتعرض للمزيد من الضغط على ضوء ما نشهده من تطورات في مسار السباق الرئاسي في الولايات المتحدة والذي تشير الاستطلاعات هناك إلى تقدم ملحوظ للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ذلك أن ترامب قد وعد بتخفيضات ضريبية وهي ما قد أثارت الجدل لكونها ستساهم في زيادة العجز واشعال التضخم وتزيد بذلك الحاجة لطروحات السندات وهذا ما سيرفع المعروض منها بما يدفع العوائد للارتفاع. هذا بدوره قد يوسع فجوة العائد ما بين السندات الأمريكية وباقي سندات الاقتصادات المتقدمة بما قد يعزز من قوة الدولار.
لا ننسى حالة عدم اليقين الذي قد يخلقها ترامب في حال فوزه وذلك مع الخطوات غير المتوقعة تجاه العديد من الملفات بالغة الأهمية على المستوى الاقتصادي والسياسة الخارجية.