أبرز استطلاع شامل أجرته شركة تولونا، وهي شركة عالمية رائدة في مجال استشارات أبحاث السوق والتكنولوجيا، امكانية أن يؤدي التحول الملحوظ بين المستهلكين في المملكة العربية السعودية نحو السيارات الصديقة للبيئة، إلى إعادة تشكيل سوق السيارات؛ ففي الوقت الذي تضع فيه المملكة نفسها عالميا في طليعة اتجاهات السيارات المستدامة والصديقة للبيئة، كجزء من رؤيتها الاستراتيجية 2030، أشار 68٪ من المستطلعين إلى تفضيلهم للسيارات الكهربائية و60٪ للمحركات الهجينة لخياراتهم المستقبلية من السيارات.
التفضيلات الحالية والاتجاهات المستقبلية
على الرغم من أن ملكية المركبات الحالية تعمل بالبنزين بشكل كبير (80٪)، مع حصص أقل للديزل (15٪)، وللسيارات الهجينة (8٪)، والكهرباء (9٪)، والوقود الحيوي (8٪)، والمركبات ذات الوقود المرن (9٪) ، فهناك تغيير في الأفق مستقبلا، حيث أظهر الاستطلاع اهتماما متزايدا بالسيارات الكهربائية (68٪) ، والسيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن (61٪) ، والدفع الأكثر استدامة مثل السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود (50٪) وسيارات الوقود الحيوي (38٪).
رؤى حول ميزات السيارة والإجراءات البيئية
عند سؤالهم عن العوامل الأكثر أهمية عند اتخاذ قرار بشأن شراء سيارة، يولي المستهلكون أهمية كبيرة لسعر السيارة (69٪)، وتجهيزاتها الخاصة بالسلامة (68٪)، والعلامة التجارية (59٪). بالإضافة إلى ذلك، هناك دعوة كبيرة لاتخاذ إجراءات بيئية من الشركات المصنعة، حيث حث 41٪ من المشاركين على زيادة كفاءة استهلاك الوقود، و17٪ يدعون إلى مجموعات نقل الحركة الهجينة / الكهربائية.
الاتجاهات الناشئة ومواقف المستهلكين تجاه السيارات الكهربائية
ينظر 51٪ من المشاركين إلى السيارات الكهربائية بشكل إيجابي للغاية، حيث وافق 83٪ على أن السيارات الكهربائية تمثل المستقبل. ويعزز هذا الشعور لدى 38٪ من المجيبين الذين يفكرون في شراء سيارة لسيارتهم القادمة.
الآثار الاستراتيجية لصناعة السيارات
كما يسلط الاستطلاع الضوء على أن المستهلكين يركزون على التكنولوجيا المتقدمة عند شراء السيارة (47٪)، وتحسين كفاءة استهلاك الوقود (42٪)، وتعزيز ميزات السلامة (52٪). ومن المتوقع أن تؤثر هذه التفضيلات على قرارات المستهلكين بشكل كبير في المستقبل القريب، حيث يخطط 38٪ لشراء سيارتهم التالية في غضون عام.
صنع القرار لدى المستهلك: مزيج من الاستقلالية وتأثير الأسرة
وكشف الاستطلاع أن 71٪ من المقيمين في المملكة العربية السعودية يتخذون قرارات شراء سياراتهم بشكل مستقل، على الرغم من أن تأثير الأسرة كبير، حيث 56٪ تتخذ القرار بالمشاركة مع أزواجهم و40٪ مع الوالدين. يشير هذا إلى مزيج من الاستقلالية والمشورة العائلية التي تشكل مشهد شراء السيارات في المملكة العربية السعودية.
اتجاهات التملك والتمويل في الأسر السعودية
وتختلف نسبة ملكية السيارات، حيث تمتلك 45٪ من الأسر سيارتين، و12٪ تمتلك ثلاث سيارات. وتتم غالبية مشتريات السيارات (68٪) بتمويل ذاتي، مما يسلط الضوء على تفضيل الشراء المباشر على خيارات التمويل مثل القروض من الوكلاء (12٪) والقروض الإسلامية (9٪) أو القروض المصرفية غير الإسلامية (6٪).
الرفاهية مقابل الاستدامة: ديناميكية معقدة
وفي حين يمتلك 28٪ من المشاركين حاليا سيارات فاخرة و14٪ يمتلكون سيارات خارقة، إلا أن هناك اهتماما كبيرا بهذه القطاعات، حيث يهتم 56٪ بشراء سيارات فاخرة في المستقبل و60٪ يفكرون في السيارات الخارقة. ويسلط ذلك الضوء على الاتجاه الذي تتشابك فيه الفخامة بشكل متزايد مع الاستدامة، كما يتضح من 45٪ من المشاركين استعدادهم لدفع المزيد مقابل السيارات ذات ميزات الاستدامة المحسنة.
وماذا عن العلامات التجارية؟
عندما سئل المستهلكون في المملكة عن العلامة التجارية الأكثر ابتكارا من حيث الاستدامة، أظهروا تفضيلا واضحا لبعض شركات صناعة السيارات، حيث برزت العلامة التجارية “تسلا” كشركة رائدة، اذ وصفها 23٪ من المشاركين على أنها العلامة التجارية المستدامة الأكثر ابتكارا. وتلتها تويوتا بنسبة 19٪، مما يشير إلى تصور قوي لجهود الشركة المصنعة اليابانية الصديقة للبيئة. كما تترك العلامات التجارية الأوروبية الفاخرة انطباعا لدى المستهلكين، حيث تحتل مرسيدس-بنز (16٪) وبي إم دبليو (14٪) المراكز الأربعة الأولى. ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من استثماراتهم الكبيرة في السيارات الكهربائية، كان ينظر إلى الوافدين الجدد من شركات المصنعة للسيارات، مثل هيونداي وفوردـ، على أنها الأكثر ابتكارا من قبل 6٪ فقط من المشاركين في كل منهما. وتشير هذه النتائج إلى أنه في حين نجحت تسلا في ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجال الاستدامة في السوق السعودية، فإن شركات صناعة السيارات التقليدية التي تتمتع بشهرة قوية للعلامة التجارية، وخاصة تويوتا والعلامات التجارية الألمانية الفاخرة، تحظى أيضا بتقدير كبير لابتكاراتها في مجال الاستدامة.
وفي معرض تعليقه على هذه النتائج، قال جورج عكاوي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في “تولونا”: “إن التحول القوي نحو السيارات الكهربائية والهجينة في المملكة ليس مجرد اتجاه بل هو تحول أساسي في صميم قيم المستهلك”. وأضاف: “تعكس هذه الخطوة الحاسمة نحو الاستدامة التزاما أعمق بين المستهلكين السعوديين للحد من التلوث البيئي مع تبني أحدث تقنيات السيارات. وهذا الامر مؤشر يرسل واضح حول الاتجاهات المستقبلية في سوق السيارات في المملكة العربية السعودية الذي سيكون مدفوعا بالابتكار والخيارات الواعية بالبيئة “.
يقدم هذا الاستطلاع الشامل الذي أجرته شركة تولونا، رؤى قيمة حول التفضيلات المتطورة للمستهلكين السعوديين، ويقدم خارطة طريق لأصحاب المصلحة في الصناعة لتتماشى مع الاتجاهات الناشئة للاستدامة والتقدم التكنولوجي في قطاع السيارات.