تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٢٩ يوليو ٢٠٢٤
تمكنت أسعار النفط الخام من الانتعاش اليوم بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر. حيث ارتفع كلا من الخامين الرئيسين، برنت وغرب تكساس الوسيط، بأكثر من 1%.
تأتي المكاسب مع حالة التوتر الجيوسياسي غير المسبوق في الشرق الأوسط مع الترقب لاتساع رقعة الحرب الدائرة. كما يأتي انتعاش النفط اليوم عكساً للتراجع الحاد من يوم الجمعة بعد المعنويات المختلطة للأسواق.
في الشرق الأوسط، تصب الأسواق تركيزها على جبهة جنوب البنان مع بلوغ مخاوف الحرب الإقليمية الواسع أعلى مستوياتها هناك، وهذا التصعيد قد يتبعه تصعيد أكبر فأكبر وهو الذي بدوره قد يشكل عائقاً أمام امدادات الطاقة العالمية.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حصل على تفويض مجلس الحرب لتحديد “الطريقة والتوقيت” للرد على حزب الله بعد الهجوم الذي وقع على مجدل شمس السبت الفائت، فيما قد نفى الحزب ضلوعه فيه.
فيما كان وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، قد تحدث عن اقتراب لحظة الحرب الشاملة مع حزب الله. كما قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، أن الجيش الإسرائيلي بات جاهزية تامة، وفق The Wall Street Journal.
في حين أن اشتعال جبهة جنوب لبنان قد تؤدي إلى اشعال جبهات أخرى انطلاقاً من سورية والعراق واليمن وفق CNN نقلاً عن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله أبو حبيب. هذا التصعيد الواسع النطاق هو ما قد حذرت منه الإدارة الأمريكية الإسرائيليين أيضاً وفق Axios.
فلا ننسى أن حجم ترسانة حزب الله من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة لا تقارن بما كانت عليه في حرب عام 2006 – أقوى بكثير من قدرات حماس أيضاً. فالترسانة المتنوعة، التي تضم تلك الموجهة بدقة عالية، قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي في البر والبحر وحتى في الجو بما يرهق الدفاعات الجوية، وفق تقرير لصحيفة The Washington Post نشر سابقاً في يوليو.
في المقابل، تحدث أبو حبيب أيضاً عن تأكيدات من دول أطراف ثالثة حول أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية في البنان قد تكون محدودة – أي ليس حرب شاملة. هذا ما يعتقده أيضاً مسؤولي حزب الله، وفق The Journal. كما قد تم استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار (العالقة) في غزة الأمس في روما وهي التي يتم التعويل عليها لنزع فتيل الحرب الإقليمية، وفق أيضاً وفق The Journal.
عليه، فإننا أمام جميع الاحتمالات الممكنة سواء الحرب الشاملة أم تصعيد محدود قد لا يؤدي إلى اشعال الإقليم بأكمله في النهاية.
بالانتقال إلى أمريكية اللاتينية، فقد تم إعلان تجديد ولاية الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. تجديد ولاية مادورو قد يكون عائقاً أمام استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها ورفع العقوبات وهذا ما قد يعرقل بدوره إعادة تدفع النفط الفنزويلي إلى الأسواق، وهذا بدوره سيكون داعماً للأسعار في ظل تخمة المعروض العالمي.
بعيداً عن السياسة، وعلى جانب العوامل الاقتصادية، يستمر تفاؤل الأسواق حول إمكانية خفض الفيدرالي لسعر الفائدة هذا العام بعد الطمأنينة التي بثتها قراءة مؤشر أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي (core PCE) لشهر يونيو. فيما تبلغ احتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض المعدلات بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر قرابة 90% و60% لخفض أخر بنفس القدر في نوفمبر إضافة إلى احتمالية بنفس القدر لنفس الخفض لمرة ثالثة في ديسمبر، وفق CME FedWatch Tool.
هذه المعنويات المرتفعة حول خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة تقابلت مع المخاوف حول مستقبل الطلب على الخام من الصين حتى بعد خفض بنك الصين الشعبي لسعر الفائدة على نحو غير متوقع، وهذا ما يبرر التراجعات الحادة لأسعار النفط الأسبوع الفائت.