سعر النفط الخام عند 74 دولار ومخاوف انقطاع الامدادات تعود للأسواق من جديد

تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com

٧ اغسطس ٢٠٢٤

أنهى النفط الخام(WTI) سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام، ليتداول اليوم الأربعاء عند حوالي 72.50 دولار للبرميل. حيث تتلقى أسعار النفط الدعم من المخاوف المتزايدة بشأن شح المعروض وانقطاع الامدادات بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط.

خاصة وأن حماس أعلنت أمس الثلاثاء عن تعيين يحيى السنوار زعيما جديدا لها في غزة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق إسماعيل هنية. وهناك مخاوف من تصعيد محتمل في المنطقة، حيث تعهدت إيران وحلفاؤها بالانتقام من إسرائيل والولايات المتحدة لمقتل هنية. وهو ما قد يوفر دعم محدود قصير الأجل لأسعار النفط من الناحية الأساسية.

ومن وجهة نظري قد تكون احتمالات انتعاش أسعار النفط محدودة بسبب معنويات الطلب السلبية. خاصة وأنه قد أظهرت بيانات التجارة الصينية أن واردات النفط الخام اليومية في يوليو انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2022، مما أثر على أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.

كما أفاد معهد البترول الأمريكي(API) بزيادة قدرها 0.18 مليون برميل في مخزون النفط الخام الأسبوعي للأسبوع المنتهي في 2 أغسطس، وهو ما يقل عن التوقعات البالغة 0.85 مليون برميل. ويأتي هذا بعد انخفاض سابق بلغ 4.495 مليون برميل. ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها عن تغير مخزونات النفط الخام في وقت لاحق اليوم.تزامناً مع تقديرات انخفاض مخزونات النفط العالمية بنحو 400 ألف برميل يوميا في النصف الأول من عام 2024. مع توقعات انخفاض المخزونات بنحو 800 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من العام.وهذا برأيي قد يجعل أسعار النفط مستقرة في المستويات بين 85 و 70 دولار في المدى الطويل والمتوسط.

خاصة وأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، بما في ذلك روسيا (أوبك+)، يتمسكون بخطتهم لإنهاء تخفيضات الإنتاج الطوعية تدريجيا بدءا من أكتوبر المقبل. مع أن إنتاج أوبك النفطي زاد في يوليو فعلياً، حتى مع سريان تخفيضات الإنتاج التي تنفذها المجموعة. وهو ما يخفف من وجهة نظري من مخاوف انقطاع الامدادات المحتمل في الأسواق.

ومن المهم أن نذكر تحركات مؤشر الدولار الذي يتلقى ضربة تلو الأخرى. في تحركات العزوف عن المخاطرة الطبيعية، ومع أن الدولار الأمريكي يُعتبر ملاذًا آمنًا ونظرًا لأن نفس البيانات الأمريكية هي التي أشعلت مشاعر العزوف عن المخاطرة في الأسواق، فليس من المنطقي من وجهة نظري أن يتمسك المستثمرون بالدولار بعد الآن وهذا بطبيعة الحال يوجه الاستثمارات إلى السندات الآمنة، ومع التوقعات بأن هذه العائدات المرتفعة ستنتهي قريبًا بعد أن ألمح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول لامكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

والسؤال لهذا الأسبوع برايي هو ما إذا كانت الأسواق تبالغ في رد فعلها على هذا، وهل هذه لحظة مثالية للشراء عند الانخفاض على جميع الأصول. ومن وجهة نظري نعم بالغت الأسواق في ردود افعالها نوعاً ما ، لأننا عندما ننظر الى الأسعار على الرسوم البيانية نجدها في مستويات تصحيح صحية جداً للارتفاعات الأخيرة المبالغ فيها أيضاً.

من ناحية أخرى بالرغم من انخفاض أسعار النفط مؤخراً، فإن المملكة العربية السعودية مقتنعة بأن آسيا ستستمر في النمو والطلب، وترفع أسعارها لتلك المنطقة لأول مرة في ثلاثة أشهر. كما بدأت ليبيا في خفض إنتاج حقل الشرارة النفطي بما لا يقل عن 50 ألف برميل يوميا إلى 210 آلاف برميل فقط، ومع تطور الأحداث، ظهرت عناوين رئيسية تفيد بأن الحقل توقف عن الإنتاج نهائياً.

كما تظهر بيانات فورتيكسا أن كمية النفط العائمة في الناقلات انخفضت بنسبة 31% عن الأسبوع الماضي، وهو ما قد يشير إلى انتعاش الطلب مؤخراً من وجهة نظري. وبشكل عام، تتبع السلع الأساسية موجة البيع العالمية، على الرغم من أن الخسائر تبدو محدودة إلى حد ما في مجال السلع الأساسية مقارنة بالخسائر الأكبر في أسواق الأسهم.

وتكشف بيانات العقود الآجلة في السوق أن العديد من صناديق التحوط قد تخلصت من أجزاء كبيرة من مراكزها في النفط الخام، وهو ما قد يعني أن سوقًا هبوطية قد تكون قريبة بعد التصحيح الصاعد الحالي، مع ضرورة عودة سوق الأسهم إلى وضعها الطبيعي بعد الانخفاضات الاخيرة وأعتقد أن هذا هو حجر الدومينو الأخير لعودة استقرار الأسواق أو الدخول في ركود.

التحليل الفني لـ أسعار النفط الخام (WTI):

أسعار النفط على الرسم البياني اليومي تُظهر تكون شموع حمراء عميقة منذ الأسبوع الماضي ويبدو أنها ستستمر في هذا الاتجاه حتى مع ارتفاع الأسعار في التصحيح الحالي الذي قد يصل إلى 78.25 و79.00 مرة أخرى.

وهنا من المفيد أن نتراجع خطوة إلى الوراء وننظر إلى الصورة بشكل أوسع، حيث لا تزال هناك العديد من الأحداث المتتالية على الجبهة الجيوسياسية التي يمكن أن تعكس بسهولة الانخفاض الحالي في أسعار النفط بناء على مخاوف قطع الامدادات المحتملة. وبالتالي، من المفيد أن نتعامل مع هذه التحركات بحذر، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العطلات الصيفية وارتفاع الطلب كما هو الحال في الفترة العادية من كل عام، حيث يزيد من التوتر الناتج عن رؤية معروض نفطي أقل ويؤثر في ردود فعل السوق على المدى القريب. وبناء عليه يمكننا القول أن هناك سيناريوهين لتوقعات مستقبل حركة النفط الخام من الناحية الفنية.

usoils-d1-xs-fintech-ltd-oil-7-8-2024 (1)

الرسم البياني لأسعارالنفط الخام(WTI)MT4XS.com

في سناريو صاعد، هناك انتعاش كبير يمكن تحقيقه لأسعار النفط الخام، وقد يأتي ذلك بسرعة مع خروج خط الاشارة لمؤشر القوة النسبية(RSI)  من منطقة ذروة البيع المبالغ فيها مؤخراً، ويمكن أن يكون المستوى الأول للمقاومة والذي يمكن ان يرتد منه هو أدنى مستوى في 30 يوليو عند 74.60 دولار. وبمجرد الاختراق فوق ذلك المستوى، سيكون مستوى 76.30دولار المقاومة التالية كمستوى محوري قبل العودة لاختبار مستوى المتوسط ​​المتحرك البسيط(SMA) لمدة 200 يوم عند 78.25 دولار.

أما السناريو السلبي، نتوقع أن تكون تحركات هذا الأسبوع في مراحلها الأخيرة، حيث خرج مؤشر القوة النسبية من ذروة البيع. مع احتمالات العودة لاختبار الدعم حول 70.00 دولار في أي وقت كرقم مهم للأسواق. حيث ستنتظر الأسواق تحقيق مستويات ما دون هذا المستوى لتحقيق منطقة طلب قوية وشراء الانخفاض. وسيكون المستوى المحوري الفاصل عند مستوى 67.18 دولار في هذه الحالة، لأنه يتزامن مع تشكيل نموذج القاع الثلاثي فنياً منذ يونيو 2023 كدعم قوي لارتداد الأسعار.

مستويات الدعم: 72.050– 71.60– 70.00

مستويات المقاومة: 74.60 – 76.30 – 78.25

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب تحت المزيد من الضغط مع الأمل الضعيف بخفض أسعار الفائدة العام المقبل

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com عمق الذهب خسائره اليوم وبلغ المزيد أدنى ...

أسواق دول مجلس التعاون الخليجي تظهر أداءً متبايناً وسط ضغوط قطاعية

تحليل للأسواق عن هاني أبوعاقلة، كبير محللي الأسواق في XTB MENA واصل السوق السعودي انخفاضه للجلسة السادسة على التوالي، حيث قادت قطاعات الاتصالات والبنوك والخدمات ...

النفط يتراجع متأثرا بقوة الدولار وارتفاع معدلات الإنتاج وانخفاض الطلب

تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار، محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ...