تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٥ سبتمبر ٢٠٢٤
شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني هبوطاً حاداً أمس ليبدا تعاملات اليوم الخميس عند 143.87، بعد ان تراجع إلى ما دون مستوى 144.00 لأول مرة منذ الأسبوع الماضي، مسجلاً مستوى 143.77 بخسارة تفوق 1%. وهذا الانخفاض جاء برأيي نتيجة ضغوط عدة، أبرزها البيانات الأمريكية المخيبة للآمال بشأن فرص العمل لشهر يوليو(JOLTS) التي رفعت التوقعات حول احتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعه القادم. وبينما كان هناك توافق عام على خفض الفائدة، تبقى الشكوك حول حجم الخفض هي العامل المحوري في هذه المرحلة.
كما تأثرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات سلباً بانخفاض التوقعات، حيث سجلت تراجعاً إلى 3.757% بخسائر تقترب من 2%. وهذا التراجع الحاد في العوائد من وجهة نظري ينعكس مباشرة على زوج الدولار/الين، إذ إن العلاقة الوثيقة بين تحركات العائدات وأداء هذا الزوج تظهر بوضوح فأي انخفاض في عوائد السندات يؤدي إلى ضعف الدولار مقابل الين. ومع عودة الأسواق من عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة، كانت الأصول الخطرة هي الأكثر تضرراً في ظل المزاج الحذر الذي خيم على الأسواق.
لذا رأينا تعزيزاً لمشاعر العزوف عن المخاطرة في سوق العملات الأجنبية. حيث أن العملات الآمنة، مثل الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأمريكي، اكتسبت زخماً، في حين تراجعت العملات ذات الحساسية المرتفعة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكرونة النرويجية. ذلك لأن المخاوف المتزايدة بشأن النمو العالمي والبيانات الاقتصادية المقبلة تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، مما يزيد من احتمالية استمرار الضغوط على زوج الدولار/الين في المدى القريب.
فمن وجهة نظري، المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي آخذة في التصاعد، وهو ما نتوقع أن يؤدي إلى تمديد أشكال الأداء السلبية في سوق العملات والأسهم ضمن مجموعة العشرة، على الأقل حتى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 18 سبتمبر. حيث أن ضعف تقرير التصنيع الصادر عن معهد إدارة التوريدات أضاف إلى حالة عدم الاستقرار، مما أدى إلى موجة هبوطية في أسواق الأسهم الأمريكية، حيث كانت أسهم التكنولوجيا في مقدمة التراجع.
وفي اليابان، يبقى بنك اليابان ملتزماً بسياسته النقدية المتساهلة، لكنه أشار إلى إمكانية إجراء تعديلات إذا جاءت التوقعات الاقتصادية متماشية مع البيانات الفعلية. كما أن هناك حديث عن إمكانية رفع أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يعكس موقف البنك الحذر في ظل التطورات الاقتصادية العالمية.
كما أن التحسن الطفيف في البيانات اليابانية، مثل ارتفاع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 49.8 من 49.5، يشير إلى استقرار محتمل في قطاع التصنيع. وهذا التطور قد يؤثر على توقعات زوج الدولار/الين مع اعادة تسعير السوق لتأثير السياسة النقدية والنمو الاقتصادي في اليابان.
وبناءً على هذه المعطيات أرى، أنه من المرجح أن يؤدي ضييق الفوارق بين عائدات سندات الخزانة الأمريكية وسندات الحكومة اليابانية إلى تعزيز الاتجاه الهبوطي لزوج الدولار/الين. ومع استمرار حالة العزوف عن المخاطرة التي تؤثر على أسواق الأسهم والأصول الأخرى، يبدو أن الضغط على الدولار سيستمر، مما يعزز من قوة الين الياباني في المدى القريب.
وفي النهاية، ستبقى التطورات المستقبلية مرتبطة بشكل وثيق بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان، مما سيؤثر بشدة في تحركات محتملة لهذا الزوج في المستقبل القريب، خاصة مع صدور بيانات التوظيف الأمريكية وأي بيانات قد تشكل مفاجأة للأسواق قبل اجتماع الفيدرالي المقبل.
التحليل الفني لـ أسعار الدولار/ الين (USD/JPY):
الرسم البياني لأسعار الدولار/ الين (USD/JPY) MT4– XS.com
ويشير الرسم البيانيلأربع ساعاتإلى تحرك في موجة هبوطية وصلت إلى الدعم عند 143.18 وقد تحدث حركة تصحيحية إلى 145.66، لاختباره من الأسفل. ومن الممكن حدوث المزيد من الانخفاض بعد ذلك إلى 141.80 ثم إلى 137.77. ويدعم مؤشرMACD هذه التوقعات الهبوطية، حيث يقع خط الإشارة فوق الصفر ولكنه يتجه نحو الانخفاض بشكل حاد.
أما على الرسم البياني للساعة، هبط زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بقوة من مستويات 145.66 ومنذ ذلك الحين كان يتماسك حول 143.60 – 143.11. ويمكن توقع إعادة اختبار 145.66 في تصحيح صاعد قبل استئناف الهبوط، ويتماشى هذا السيناريو الهبوطي مع قراءات المذبذب العشوائي، حيث يقع خط الإشارة فوق 50 بقليل ولكنه يشير إلى حركة هبوطية في المدى القريب.
مستويات الدعم: 142.68 – 142.03 – 140.96
مستويات المقاومة: 143.98 – 144.63 – 145.66