تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٩ سبتمبر ٢٠٢٤
شهدت عملة البيتكوين(BTC) انخفاضًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة وبدأت تعاملات اليوم الاثنين عند 54788 دولار، حيث انخفضت إلى ما دون مستوى 55 ألف دولار يوم الجمعة بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس. والذي أظهر انخفاض معدل البطالة إلى 4.2% كما كان متوقعًا، وقد سلط الضوء على التوترات التي تواجهها الأسواق المالية العالمية. وأعتقد أنه مع اقتراب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من الشهر، ربما ستستمر هذه الضغوط في التأثير على الأصول الخطرة مثل البيتكوين.
كما شهدت سوق العملات المشفرة هبوطًا حادًا حيث انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى ما دون المستوى القياسي البالغ 2 تريليون دولار، وهو مستوى هام يشكل دعماً قوياً منذ مايو. في ظل هذه الضغوط، أرى أن هناك مخاطر بتحول النمط التصحيحي الأفقي إلى اتجاه هبوطي إذا ما استمر السوق في الانخفاض نحو مستوى 1.85 تريليون دولار، وهي نقطة الارتكاز التي تعتبر حاسمة لتحديد الاتجاه المستقبلي للأسواق.
ومن وجهة نظري هذا يشير إلى أن البيتكوين تأثرت بالضغوط الخارجية من الأسواق المالية التقليدية، حيث أن الانخفاض في مؤشرات رئيسية مثل تقرير الوظائف يضعف الثقة في الأصول الخطرة. ومع استمرار هذه العوامل، قد نرى مزيدًا من الانخفاضات في السوق ما لم يحدث تغيير جوهري في السياسات المالية أو الاقتصادية.
وعلى الرغم من الضغوط التي تعرضت لها البيتكوين طوال الأسبوع، لا يزال هناك دعم فني قوي عند مستوى 54000 دولار. ومع ذلك، قد يؤدي ارتفاع التقلبات إلى كسر هذا الدعم، مما يدفع السعر إلى الانخفاض إلى ما دون 53000 دولار. وعليه أتوقع أن الأسواق قد تشهد تصحيحاً أكثر عمقاً إذا استمر هذا السيناريو، لا سيما في ظل الترقب لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأعتقد أن التراجع الأخير يُظهر أن البيتكوين قد تحتاج إلى محفزات إيجابية، مثل انخفاض معدلات الفائدة أو تحسن الأوضاع الاقتصادية، للحفاظ على مستوياتها الحالية. وإلا، فإن أي زيادة في التقلبات أو ضغوط إضافية قد تدفع الأسعار إلى مستويات أقل.
حيث تشير بياناتCryptoQuant إلى انخفاض عدد المحافظ النشطة في شبكةبيتكوينإلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، وهو ما يعد مؤشراً سلبياً آخر على الأسواق. وبرأيي يعتبر هذا التراجع في النشاط علامة تحذيرية بأن هناك احتمالاً لمزيد من الانخفاضات في الأسعار. حيث أن المستثمرين الجدد قد يشكلون خطراً كبيراً على السوق، بسبب تكبدهم خسائر عنيفة، مما قد يؤدي إلى تصفية مراكزهم إذا استمر الانخفاض.
وهذا يشير برأيي إلى أن السوق قد يشهد ضغوط بيع إضافية من المستثمرين الجدد إذا لم تتحسن الظروف السوقية قريباً. وأتوقع أن يؤثر هذا العامل على السيولة العامة ويزيد من تفاقم الضغوط على الأسعار.
وإلى جانب انخفاض البيتكوين، تأثرت أيضًا العديد من العملات المشفرة الأخرى، بما في ذلكEthereum التي انخفضت بنسبة 44% مقابل البيتكوين منذ التحول إلى نموذجProof-of-Stake. وبالمثل، سجل قطاع تعدين العملات المشفرة انخفاضًا في الإيرادات، مما أدى إلى ضغوط إضافية على السوق.
ومن وجهة نظري يُظهر هذا الاتجاه الهابط أن الأسواق تتعرض لضغوط من عدة جهات، مما يجعل من الصعب على البيتكوين التعافي في المستقبل القريب. فالعوامل مثل انخفاض إيرادات التعدين وتراجع الأداء في العملات المشفرة تُظهر أن البيتكوين قد تواجه مزيدًا من الضغوط الهبوطية إذا استمر هذا الاتجاه.
لذا أعتقد أن يبقى السوق في حالة عدم يقين مع استمرار الترقب لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرات تقرير الوظائف الأخير. مع ضغوط البيع من المستثمرين الجدد، وانخفاض النشاط في شبكة البيتكوين، وتحديات قطاع التعدين، وهنا يبدو أن البيتكوين قد تواجه صعوبة في استعادة زخمها الصعودي بسهولة. في حين أن هناك دعمًا فنيًا عند مستويات 54000 دولار، فإن استمرار الضغوط الاقتصادية قد يؤدي إلى المزيد من الانخفاضات، مما يجعل تغلب البيتكوين على مزاج النفور من المخاطرة أمراً صعباً لكنه ليس مستحيلاً في المدى المتوسط والبعيد.