تحليل السوق التالي عن هاني أبوعاقلة، كبير محللي الأسواق في XTB MENA
١٥ أكتوبر ٢٠٢٤
يقترب الين الياباني من حاجز 150 ين مقابل الدولار، متأثرًا بشكل كبير بالتحول الأكثر مرونة في سياسة بنك اليابان النقدية، وسط حالة عدم اليقين حول توقيت زيادات معدلات الفائدة المستقبلية. وقد أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها محافظ بنك اليابان كازو أويدا ورئيس الوزراء الجديد شيجيرو إيشيبا العديد من المخاوف بشأن توقيت أي تشديد نقدي محتمل في السياسة النقدية، مما ساهم في زيادة الضغوط على الين مقابل قوة الدولار. حيث ساهم هذا التوجه بشكل كبيرا في زيادة الضغط السلبي على الين، حيث انخفاض معدلات الفائدة تساهمت في تراجع شهية المتداولين الباحثين عن عوائد مرتفعة.
أيضا، فإن تراجع في الإنتاج الصناعي في اليابان، الذي انخفض بنسبة 3.3% على أساس شهري في أغسطس، ساهم في تكثيف الضغوط الهبوطية على الين. ويأتي هذا الانخفاض مع اقتراب الدولار من أعلى مستوياته في شهرين، مدفوعًا بالأداء الإيجابي لـ وول ستريت وأرباح الشركات القوية، مما يزيد من الضغوط الهبوطية على الين. في المقابل، فإن استمرار تراجع النشاط الاقتصادي الياباني قد يقوض ثقة المستثمرين في الأصول المقومة بالين، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن الصحة العامة للاقتصاد الياباني.
على الرغم من أن ضعف الين قد يعزز القدرة التنافسية للصادرات اليابانية، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر زيادة تكاليف الواردات وتفاقم معدلات التضخم، مما يخلق توقعات مختلطة للنمو الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، قد تتأثر عوائد السندات الحكومية اليابانية، مع احتمال ارتفاعها في ظل سعي المستثمرين لتحقيق عوائد أعلى في الأسواق الأخرى، ولا سيما في الأسواق الأميركية. وبالتالي، فإن تراجع الإنتاج الصناعي إلى جانب ارتفاع قيمة الدولار قد يزيد من المخاوف بشأن جاذبية الأصول اليابانية، مما قد يؤدي إلى تحول محتمل في تدفقات رأس المال بعيدا عن اليابان.