المنتدى احتفى مؤخراً بمرور عشر سنوات على انطلاقه في دولة الإمارات وأكد على الدور الكبير لقطاع المطاعم الشرق أوسطي في المشهد العالمي
كشف المنتدى العالمي للاستثمار في المطاعم لعام 2024 عن إقامة فعاليات دورته العاشرة في مركز إدنبرة الدولي للمؤتمرات في فندق ذا بالمورال بمدينة إدنبرة بحضور العديد من خبراء القطاع. واستعرضت الفعالية الدور المحوري الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في تشكيل المشهد العالمي في مجال الضيافة بالتعاون مع شركة ثينك هوسبيتاليتي، الشريك المسؤول عن تنظيم جدول أعمال المنتدى. وشهدت الفعالية بصيغتها المُطورة جلسات ختامية وحفلات كوكتيل في فندق فيرجن هوتيل إدنبرة بالتعاون مع شركة آرتيسان درينكس للمشروبات الخفيفة، حيث تمحورت التوجهات الحالية والمستقبلية في القطاع، مع جلسات نقاش قيّمة حول التحديات والفرص في القطاع. وشهد اليوم الأول جولات استكشافية في 16 وجهة ضيافة اختُتمت بحفل استقبال استضافه مطعم وركن مشروبات ذا ألكيمست، في خطوة أكّدت المشاركة القوية لقطاع الضيافة الإسكتلندي وعرضت ما يتمتع به مشهد الضيافة المحلي من مواهب استثنائية وروح ابتكارية أمام المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
قادة القطاع يستعرضون مجموعة من الرؤى والاستراتيجيات
ونجح المنتدى خلال العقد الماضي في تسهيل إتمام 90 صفقة مهمة، واستقطب أكثر من 1,000 لاعب أساسي في القطاع. أما في هذا العام، فقد شهدت الفعالية مشاركة مجموعة بارزة من المتحدثين الذي شاركوا العديد من الأفكار والرؤى الهامة حول ديناميكيات السوق واستراتيجيات إدارة العمليات، بمن فيهم نيكولاس بودزينسكي، الرئيس التنفيذي لمطعم وبار إل بي إم، والذي كشف عن زيادة أرباح علامته التجارية بنسبة 20% بين عامي 2019 و2023، وأكّد تطلعاته لتحقيق أعلى معدل إيرادات في عام 2024، بفضل استراتيجية التسعير الجديدة التي تم تعديلها خلال أزمة كوفيد-19 والإدراك العميق لتوجهات العملاء.
وبدوره، شارك كيرت زديسار، الشريك المؤسس في مطعم تشوتو ماتي، الدروس المستقاة من تجربة الضيافة في مطاعم نوبو، مشدداً على أهمية إضفاء الطابع المحلي بنسبة 30% على جميع فروع علامته التجارية لترسيخ التواصل مع الثقافة المحلية بما في ذلك مطعم تشوتو ماتي المنتظر افتتاحه في الرياض. وهذا ما أكّدته أيضاً رؤيا صالح، مؤسسة مطاعم فيلا ماماز، والتي أشارت إلى فوائد انخفاض تكاليف التشغيل في البحرين ووجود بيئة واعدة ومتينة على صعيد المطاعم المحلية.
وركّز فيصل شاكر، الرئيس التنفيذي لشركة المأكولات العصرية على ولاء العملاء والزيارات المتكررة للعملاء. أمّا واين براون، نائب الرئيس العالمي لقسم تطوير المأكولات والمشروبات في مجموعة إينيسمور، فأشار إلى مساهمة القسم في تحقيق 50% من إيرادات الشركة، مشدداً على الأهمية المتزايدة لهذا المجال في قطاع الضيافة.
ومن جهتها، أعلنت ليديا فورتي، مديرة تطوير المطاعم في مجموعة فنادق روكو فورتي، عن خطط المجموعة للاستثمار في فرع جديد لها في دبي، في حين قدّم لويجي باتيستا، المدير العام لمجموعة ليلتي، شرحاً مفصلاً حول توسعة مطعم كورو، أحد المطاعم القائمة على ثقافة نيكاي اليابانية البيروفية للطهو. وقد سجّل فرع العلامة في الرياض أول حضور لمطعم سعودي ضمن قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم عن فئة أفضل 50 مطعم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكّد باتيستا على ضرورة التعاون مع المشغلين المحليين.
وتميزت الفعالية بأجوائها الودية، مما سمح بتبادل الأفكار ومناقشة التحديات الحقيقية التي يواجهها أصحاب المطاعم مثل الاحتفاظ بالكفاءات وبناء الفرق، وتوفير نصائح عملية لتحقيق النمو.
التركيز على منطقة الشرق الأوسط
تمحورت أعمال المنتدى لهذا العام حول منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها في قطاع المأكولات والمشروبات على مستوى العالم. وركزت الجلسات على دور المنطقة في القطاع، حيث استعرض المتحدثون مجموعة قيّمة من الآراء والأفكار التي تتناول بصورة خاصة أسواق الشرق الأوسط. وأكدت النقاشات أن منطقة الشرق الأوسط في الطريق نحو تحقيق مكانة رائدة في قطاع المطاعم العالمي بفضل ما تتميز به من ديناميكية وابتكار والتزام بالتميز.
وناقش الحاضرون أفضل الممارسات حول كيفية تكييف الاستراتيجيات العالمية مع الأسواق المحلية، مع التركيز على الجودة والاتساق والتوجهات المحلية. وتطرّقت النقاشات إلى دور سياسات منح التأشيرات الميسرة في دبي في تسهيل استقطاب المهارات، بينما تؤكد مصاعب الحفاظ على العمال على الحاجة لتأمين بيئة عمل داعمة وتوفير فرص النمو.
أما في المملكة العربية السعودية، يرتفع الطلب على تجارب الطعام الفريدة مدفوعاً بتغيّر تفضيلات المستهلكين، كما أكد الخبراء على أهمية توفير خدمات ترفيهية مناسبة. وعلى الرغم من وصول بعض الأسواق إلى درجة التشبّع، ما يزال هناك فرص كبيرة متاحة أمام المشغلين إذا ما نجحوا في فهم الأذواق المحلية واستطاعوا تكييف الممارسات العالمية لتلبية الاحتياجات المحلية.
معلومات قيّمة وسط أجواء ودية
وفرت الصيغة الجديدة للمنتدى العالمي للاستثمار في المطاعم 2024، بيئة تشاركية وتفاعلية سمحت للحضور بإجراء نقاشات مباشرة مع عمالقة القطاع. وحرص المنتدى على تشجيع النقاشات المفتوحة حول القضايا المهمة، بدءاً من الاحتفاظ بالفريق ووصولاً إلى استراتيجيات التوسع العالمي.
وأكدت نتائج الحوارات على الأهمية الكبيرة للاستثمار في الموظفين وتوفير برامج تدريبية فعالة لتحقيق النجاح في قطاع المطاعم. كما استعرض المشاركون الاستراتيجيات المثلى للحفاظ على استمرارية المطاعم، لا سيما في الأسواق التي تشهد نمواً متسارعاً مثل دبي، حيث تحظى القدرة على التكيف بأهمية قصوى. وتشهد دول مجلس التعاون الخليجي توجهاً متزايداً نحو الوجهات الصغيرة التي تركز على الجودة وتقديم تجربة طعام فريدة من نوعها.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت جنيفر بوتينجر-هاينز، مؤسسة المنتدى العالمي للاستثمار في المطاعم: “إن الذكرى السنوية العاشرة محطة مهمة نجحنا فيها في توفير بيئة تتيح للمشاركين إمكانية مشاركة قصص نجاحهم والتحديات التي واجهتهم. ولا شك أن تبادل الأفكار هذا سيسهم في رسم ملامح مستقبل القطاع”.
ومن جهته، قال جيمس هاكون، المدير الإداري في شركة ثينك هوسبيتاليتي: “يسرنا حضور المشاركين من مختلف أنحاء العالم إلى إدنبرة في إسكتلندا، المدينة التي تجسد معايير النجاح في القطاع بفضل أجوائها الترحيبية وحفاوة الضيافة والشغف بالمأكولات المحلية. وحظي الضيوف بفرصة لقاء قادة القطاع ومشاركة المعلومات القيّمة واستكشاف فرص لعقد الصفقات والشراكات ضمن بيئة تدعم التشاركية والحوار المفتوح”.
ومن المقرر عقد الدورة القادمة من المنتدى العالمي للاستثمار في المطاعم في إسطنبول في 2025 ومواصلة النجاح الباهر الذي حققته الفعالية في إدنبرة. وكما عوّدنا المنتدى، ستستضيف تلك الدورة مجموعة من النقاشات المهمة، ما يجعل منه محطة مهمة للغاية لكل المتخصصين في قطاع المطاعم.