كُتب بواسطة: رانيا جول ، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يشهد مؤشر داو جونز (US30) ضغوطًا متزايدة في ظل تراجع أسهم التكنولوجيا الكبرى وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. حيث تراجع المؤشر بأكثر من 200 نقطة، ما يعكس برأيي حالة من القلق في أوساط المستثمرين، خصوصًا بعد إعلان خسائر في أسهم شركات التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وميتا، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 5.37% و4% على التوالي. ويعزى هذا الانخفاض إلى إرشادات مخيبة للآمال قدمتها هذه الشركات، مما أدى إلى تراجع في شهية المستثمرين نحو المخاطرة وازدياد المخاوف بشأن استقرار أسواق الأسهم الأمريكية في الفترة القادمة.
ومن وجهة نظري، إن ارتفاع عوائد سندات الخزانة يلعب دورًا هامًا في زيادة ضغوط البيع على الأسهم، إذ يعزز من جاذبية الاستثمارات ذات الدخل الثابت مقارنة بأسهم النمو، خاصةً في قطاع التكنولوجيا الذي يعتمد بشكل كبير على توقعات الأرباح المستقبلية. وقد شهدت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفاعًا إلى 4.333% خلال الجلسة، مما يضع المزيد من الضغوط على الأسهم ويزيد من تقلبات الأسواق المالية.
إضافةً إلى ذلك، تعكس هذه الزيادة في العوائد استيعاب الأسواق لتوقعات السياسة النقدية، حيث يبدو أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لا يعتزم اتخاذ خطوات تيسيرية في الوقت الحالي، نظراً لاستمرار قوة بيانات الوظائف وتراجع طفيف في معدل التضخم.
ومن ناحية أخرى، فقد ارتفع مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو (VIX) بأكثر من 11% ليصل إلى مستويات تتجاوز 22.67، مما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهذا الارتفاع في مؤشر VIX يشير إلى توقعات بزيادة التقلبات في الأسواق، إذ تعد الانتخابات الأمريكية مصدرًا رئيسيًا لعدم اليقين، خصوصًا في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية المحيطة. وأتوقع أن تشهد الأسواق مزيدًا من التحولات غير المتوقعة قبيل الانتخابات، وهو ما قد يدفع المستثمرين نحو استراتيجيات التحوط وتقليل المخاطر.
وتشير تصريحات بعض المحللين الماليين، مثل كوينسي كروسبي من شركة إل بي إل فاينانشال، إلى أن السوق أصيب بخيبة أمل من نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى. وهذا الانعكاس السلبي في معنويات المستثمرين برأيي قد يتواصل مع استمرار الإرشادات المخيبة للآمال من شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الكبيرة. لإن تأثير هذه الشركات على المؤشر يعد كبيرًا، ويزيد من ضعف السوق ككل، خاصة مع انتشار توجهات الحذر والتقلبات التي قد تزداد مع قرب الاستحقاقات السياسية الكبرى.
وعلى الرغم من التراجع الملحوظ في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.1% سنويًا في أكتوبر، والذي يعد أحد مؤشرات التضخم المفضلة لدى الاحتياطي الفيدرالي، فإن تباطؤ هذا المؤشر لم يكن كافيًا لتغيير توقعات السوق تجاه السياسة النقدية. فقد أظهرت بيانات إضافية، مثل انخفاض طلبات إعانة البطالة الأولية لأدنى مستوى في خمسة أشهر، أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يظهر علامات القوة، مما يعزز من احتمالية بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. ومن الجدير بالذكر أن توقعات السوق بالنسبة لخفض أسعار الفائدة تراجعت من 97% إلى 95%، مما يعكس تذبذبًا في ثقة المستثمرين بشأن اتجاه السياسة النقدية في المدى القريب.
وفي ظل هذه المعطيات، يمكن القول إن حركة داو جونز وأسواق الأسهم الأمريكية تتسم بالحذر والانتظار للبيانات القادمة والأحداث السياسية. لإن التحركات الحالية للمؤشر ليست مجرد تراجع عابر، بل قد تكون إشارة إلى تصحيح أعمق في حال استمرت العوامل الضاغطة. كما يواجه المستثمرون حاليًا معضلة بين الإبقاء على استثماراتهم في أسهم النمو ذات العوائد المرتفعة، وبين الانجذاب نحو الاستثمارات الآمنة كالخزائن الأمريكية التي تقدم عوائد منافسة، خاصة مع ارتفاع معدلات الفائدة العالمية.
ختامًا، يبدو لي أن مؤشر داو جونز سيبقى في حالة من عدم الاستقرار على المدى القصير، حيث تتحكم فيه مؤشرات التضخم، واتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والعوامل الجيوسياسية، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات المقبلة. وقد يكون الخيار الأمثل للمستثمرين هو التحوط وتقليل المخاطر في هذه الفترة، مع التركيز على مستويات الدعم والمقاومة كمعايير لتحديد قرارات البيع والشراء المقبلة.
التحليل الفني لـ أسعار الداو جونز (US30 ):
الرسم البياني لأسعار الداو جونز – US30 –MT4 XS.com
وعلى العكس من ذلك، إذا استرد المشترون مستوى 42000، فيمكن اختبار أدنى مستوى سجله المؤشر في 30 أكتوبر، والذي تحول إلى مقاومة عند 42122. وبمجرد تجاوزه، ستكون المستويات التالية هي أعلى مستوى سجله المؤشر في 31 أكتوبر عند 42460.
وإذا امتد مؤشر داو جونز بخسائره إلى ما دون 42 ألف نقطة، فإن مستوى 41500 سوف يوفر الدعم الأول. كما إن الزخم تحول إلى هبوطي على الرغم من أن مؤشر القوة النسبية (RSI) لا يزال قريباً من خط الوسط. ومع ذلك، فإنه يستهدف الهبوط، ويتسارع لتجاوز خطه المحايد.
وبالنظر إلى مستويات الدعم والمقاومة الفنية لمؤشر داو جونز، فإن الدعم الرئيسي يقع عند مستوى 41,564، بينما يشكل المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 يوم عند 40,856 نقطة دعمًا إضافيًا للمؤشر. وهذه المستويات تعتبر حاسمة في تحديد اتجاه المؤشر خلال الفترة المقبلة، خاصة في حال استمرار الضغوط الحالية.
ومن ناحية أخرى، تقع مستويات المقاومة عند 42,122 وأعلى مستوى سجله المؤشر في 31 أكتوبر عند 42,460 نقطة. وبالتالي، فإن أي اختراق لمستويات الدعم قد يشير إلى مزيد من التراجع، بينما سيفتح تجاوز المقاومة المجال أمام المؤشر لاستعادة بعض مكاسبه.
مستويات الدعم: 41949 – 41683 – 421331
مستويات المقاومة: 42081 – 42300 – 42524