بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يستمر تراجع الذهب لليوم الثالث على التوالي ويبلغ أدنى مستوياته منذ سبتمبر الفائت مع الاختراق ما دون مستوى 2600 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية.
تراجع الذهب يأتي وسط المخاوف حول بقاء معدلات الفائدة المرتفعة مطولاً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتطبيقه لسياسات من شأنها أن تغذي التضخم ونمو الأعمال، وهذا ما قد انعكس عبر استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة.
فعلى الرغم من الخفض الأخير لأسعار الفائدة الأسبوع الفائت من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن هذا لم يقدم دفعاً للمعنويات بشأن استمرار الخفض في العام المقبل. حيث نشهد تراجع تدريجي في احتمالية قيام الفيدرالي بخفض المعدلات في يناير المقبل لتصل إلى 20% اليوم بعد أن تجاوز 60% قبل شهر. أما في حل خفض الفيدرالي المعدلات في يناير فإن احتمالية الخفض في مارس تقع عند 11% فقط بعد أن تجاوز 60% أيضاً قبل شهر، وفق أرقام CME FedWatch Tool.
الانحسار في حظوظ خفض المعدلات العام المقبل دفع عوائد سندات الخزانة لأجل عامين – شديد الحساسية لتغيرات أسعار الفائدة قصيرة الأجل وتوقعاتها – للارتفاع بوتيرة أسرع من تلك لأجل عشرة أعوام وبلغت اليوم أعلى مستوى لها منذ يوليو الفائت عند 4.33%.
على هذا، فقد تصبح السندات أكثر جاذبية في المحصلة وذلك مع سعي المستثمرين للاستفادة من العوائد المرتفعة نسبياً والتي قد تبقى مرتفعة أكثر مما كان متوقعاً، وهذا ما قد يساهم في تحول الانتباه عن الذهب غير المدر للعائد. أضف إلى ذلك، فإن شهية المخاطر المرتفعة في الأسواق والتي تمثلت عبر تسجيل مستويات قياسية لسوق الأسهم وحتى العملات المشفرة تقلل من بريق المعدن الأصفر. هذا ما أعتقد أنه قد يجعل محافظ المستثمرين في وول ستريت متركزة أكثر على ما بين الأسهم ذات الزخم الصعودي القوة والسندات ذات العائد المرتفع.
هذه السردية قد انعكست استمرار التدفقات الخارجة الضخمة من صناديق الذهب المادي، حيث قد سجل صندوق SPDR Gold Trust (GLD) تدفقات سلبية أكثر من 1.4 مليار دولاراً منذ بداية الأسبوع الفائت حتى الاثنين من هذا الاسبوع. في حين لم يسجل صندوق iShares Gold Trust (IAU) أي تدفقات خلال تلك الفترة باستثناء تدفقات موجبة بقرابة 290 مليون دولاراً الأمس.
في المقابل، على الجانب الصعودي، فإن حالة عدم اليقين تجاه مستقبل النمو التي قد تغيم على الاقتصاد الصيني مع عودة ترامب واتجاهه لمفاقمة الحروب التجارية، قد يعزز من مكانة الذهب كأبرز الملاذات الآمنة في الصين. كما أن استمرار انكماش أسعار المنازل والصعوبة التي تواجهها الأسهم الصينية الاحتفاظ بمكاسبها وسط التشاؤم حول فعالية حزم الدعم الاقتصادية قد يعزز من هذه الفرضية. في حين أن آسيا تستحوذ على النصيب الأكبر من الطلب العالمي على السبائك والقطع الذهبية.