تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
١٥ نوفمبر ٢٠٢٤
لا يزال الإسترليني يتعرض لضغوط هبوطية متزايدة، وسط توقعات بأن ينهي الأسبوع على تراجع. ويبدو هذا الضعف واضحًا أمام الدولار، الذي سجل أقوى أداء أسبوعي له خلال شهر. وكان الدولار قد حظي بدعم كبير نتيجة الموقف الأكثر تحفظًا الذي تبناه الاحتياطي الفيدرالي تجاه السياسة النقدية، مما عزز التوقعات بشأن تحول محتمل نحو نهج نقدي أقل تيسيرًا.
وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد أشاد خلال تصريحات سابقة بمرونة الاقتصاد الأميركي، الذي يتميز بنمو مطرد، وسوق عمل قوي، بالإضافة إلى الضغوط التضخمية. ومن المتوقع أن تسهم تلك العوامل في التأثير على التوقعات بشأن خفض معدلات الفائدة في ديسمبر. كما لعبت التوقعات الأكثر تشددًا بشأن السياسة النقدية دورا كبيرا في دفع عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى الارتفاع، مما ساهم بشكل أكبر في تعزيز الزخم الصعودي للدولار.
في غضون ذلك، لا يزال الإسترليني عرضة للمخاطر، لا سيما بعد صدور بيانات النمو في المملكة المتحدة للربع المالي الثالث، التي كشفت عن توسع محدود بنسبة 0.1%. ويعكس هذا تباطؤًا واضحًا مقارنة بالفترة السابقة، حيث ساهمت المكاسب في قطاعي البناء والخدمات الاستهلاكية في تعويض الانكماش الذي شهده قطاع الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، تصاعدت المخاوف والتكهنات بشأن قرارات بنك إنجلترا المستقبلية المتعلقة بالسياسة النقدية. حيث يتساءل المستثمرون عما إذا كان البنك سيبطئ وتيرة خفض معدلات الفائدة، مما قد يتسبب في تراجع معنويات المستثمرين. وحول النظرة المستقبلية للإسترليني، من المتوقع أن يعتمد الإسترليني بشكل كبير على فعالية الميزانية التوسعية الجديدة التي اعتمدتها المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي. غير أن هذه الخطوة تحمل في طياتها مخاطر تتمثل في إعادة تسارع وتيرة التضخم، مما قد يفاقم حالة عدم اليقين المحيطة بالتوقعات المتعلقة بالسياسة النقدية في المملكة المتحدة.