تحليل الأسواق عن كريس ويستن، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون
٢١ نوفمبر ٢٠٢٤
الذهب يواصل تألقه لليوم الرابع له على التوالي، مدعومًا باستمرار عمليات الشراء، متحركا في مسار تصاعدي منتظم منذ أن استقر بالقرب من مستوى 2,560 دولار. وجاء هذا الأداء مدفوعًا بتزايد المخاوف في الأسواق نتيجة لتواتر التقارير حول استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية وبريطانية الصنع؛ في استهداف مواقع داخل روسيا. مما أثار مشاعر الخوف لدى الأسواق بشأن احتمال اعتبار بوتين تلك الخطوة بمثابة تصعيدًا ضد بلاده؛ بمشاركة واسعة من المجتمع الدولي. وقد دفعت هذه المخاوف العديد من المستثمرين إلى التخلي عن عقود اليورو والأسهم الأوروبية الآجلة، في حين واصل الذهب تسجيل مكاسب إضافية. ورغم تلك التوترات، لا يزال المعدن الثمين يتحرك ضمن نطاق متزن ومدروس دون أي مظاهر للذعر.
حتى وإن كانت التطورات الجيوسياسية الراهنة تُعد لدى غالبية المتداولين مجرد ضجيج يعلو إشارات السوق، وأنه من المتوقع أن نشهد المزيد منها خلال العام الجديد؛ إلا أنه -وبطبيعة الحال- لا يمكن تجاهل حقيقة تصاعد حالة عدم اليقين. لذلك، قد يكون من الحكمة التحوط مسبقًا عندما تكون التكاليف منخفضة، بدلاً من الانتظار حتى تفرض عليك السوق “القيام بذلك” بطريقة أكثر تكلفة. حيث لا يزال الذهب متأثرا بتحركات البيتكوين وسوق العملات المشفرة بشكل عام، ورغم افتقاره لوتيرة الارتفاع السريعة التي تشهدها العملات المشفرة، إلا أن العوامل المحفزة لصعوده تختلف جوهريًا. وبالتالي، فإن إجراء مقارنة بينهما يعد غير موضوعي.
وبالنسبة للمستثمرين الذين يتبنون موقفًا صعوديًا تجاه الذهب، فإن التركيز الآن يتجه صوب المستويات الفنية، حيث يحتاج الذهب إلى تجاوز المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا (2661.12 دولار) الذي يمثل حاليًا مستوى مقاومة رئيسي. وفي حال استطاع الذهب تحقيق هذا الاختراق، قد يتحول الزخم الصعودي المستمر منذ 4 أيام إلى اتجاه أكثر استقرارًا نحو مستوى 2,700 دولار. ومن المتوقع أن يؤدي تجاوز المتوسط المتحرك إلى دفع المتداولين لتغطية المزيد من مراكز البيع، مما قد يعزز عمليات الشراء الطبيعية ويزيد من فرص تحقيق مكاسب إضافية.