بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يستمر الذهب في الارتفاع لليوم الرابع على التوالي مستعيداً بذلك مستوى 2670 دولاراً للأونصة وهذا ما يمثل أعلى المستويات منذ عشرة أيام.
مكاسب الذهب تأتي وسط التصعيد المتبادل في الجبهة الروسية-الأوكرانية والذي يشعل المخاوف حول دخول الصراع مرحلة جديدة على نحو قد لا يمكن احتواءه.
وسط هذا التصاعد للمخاوف الجيوسياسية منذ عطلة نهاية الأسبوع فقد سجل صندوق الذهب المادي SPDR Gold Trust تدفقات موجبة طيلة الجلسات الفائتة هذا الأسبوع يضاف إليها تلك من يوم الجمعة الفائتة وبلغت في مجموعها قرابة 694 مليون دولاراً. في حين لم يسبق لصندوق GLD أن سجل صافي تدفقات موجبة لأربعة جلسات متتالية إلا منذ مارس الفائت.
هذه التدفقات نحو صندوق GLD ومكاسب المعدن الأصفر تأتي تحدياً للتشاؤم المتزايد حول إمكانية خفض أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة مما قد يبرز حالة عدم اليقين التي تعيشها الأسواق.
هذا التشاؤم يأتي بدوره من إمكانية عودة التضخم إلى الارتفاع – الذي تسارع بالفعل في أكتوبر – إضافة إلى التصريحات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وعلى رأسهم جيروم باول.
حيث لم تعد تتوقع الأسواق خفضاً لأسعار الفائدة في يناير المقبل بمقدار 25 نقطة أساس سوا باحتمالية 15% فقط بعد أن كانت مرجحة على نحو كبير قبل أكثر من شهر، وفق أرقام CME FedWatch Tool.
العوامل الجيوسياسية مستمرة في العودة إلى الواجهة مجدداً مع الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية المتمثلة في ارسال ألغام مضادة للأفراد لأوكرانيا. هذا يأتي بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS المتقدمة لاستهداف العمق الروسي وهو ما حدث بالفعل ونتج عنه قيام روسيا بتعديل عقيدتها النووية.
هذه الألغام كانت ممنوعة عن أوكرانيا خلال سنتين الحرب الفائتتين، كما أنها تخضع لقيود دولية على نطاق واسع. في حين قد تستخدم هذه الألغام لمواجهة التقدم الروسي في العمق الأوكراني. عليه، أعتقد أن فقد تكون هذه الخطوة في سياق سعي أوكرانيا للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الأراضي وزيادة الضغط العسكري وذلك لتعزيز موقفها التفاوضي في أي محادثات محتملة.
روسيا تقوم بالفعل بزيادة الضغط على نحو غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة بما قد يبدو استباقاً لأي مفاوضات في عهد الإدارة الجمهورية الجديدة، حيث تحتاج إلى توسيع سيطرتها – البالغة حالياً قرابة 70-80% وفق رويترز – على أكبر قدر ممكن من أراضي الأقاليم التي ضمتها إلى سيادتها.
في حين تقول رويترز نقلاً عن مصادر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار إلا أنه يستبعد تقديم أي تنازلات عن الأراضي التي تم ضمها. إلا أن المصادر قد قالت أيضاً أن لا يزال هناك مجالاً للتفاوض حول تقسيم تلك الأقاليم.
إلا أنه ما قد يثير القلق في هذا التصعيد والتصعيد المتبادل، وإن كان يهدف في النهاية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في موقف قوي، هو أنه قد ينطوي على مخاطر سوء التقديم خصوصاً مع عودة الحديث عن استخدام الأسلحة النووية مجدداً.