تحليل الأسواق عن كريس ويستن، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤
رغم المشهد العالمي المضطرب نتيجة التوترات التجارية والجيوسياسية، بدءًا من النزاعات حول الرسوم الجمركية واتفاقيات وقف إطلاق النار وصولاً إلى الترقب الحذر لاجتماع أوبك+ القادم؛ لا تزال أسواق النفط الخام تحافظ على استقرار نسبي. حيث يتداول سعر العقود الآجلة لخام برنت بهدوء ضمن نطاق يتراوح بين 70.70 و75 دولار للبرميل، مما يعكس حالة من الاستقرار النسبي التي تشهدها الأسواق حاليا. لذا، أرى أن هذه المستويات تمثل مؤشرات رئيسية لمخاطر الاتجاه على المدى القريب، لا سيما أن تجاوز أحد هذين المستويين؛ قد يعزز الثقة بإمكانية تسجيل ارتفاع إضافي في الأسعار بعد ذلك. في الوقت الراهن، تبدو سوق النفط الخام مستقرة عند مستويات تسعير تُعد عادلة، مع إظهار تدفقات السوق والمراكز الاستثمارية حالة من التوازن مع هذه الأسعار، وسط ترقب واسع لأي مستجدات قد تُحفز تحركات جديدة أو تزيد من حدة التقلبات. ورغم تلك التطورات، لا يزال الإقبال على إعادة تموضع مراكز العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت “محدودًا”، خاصة أن اتفاقيات ما بعد وقف إطلاق النار والأخبار المتعلقة بالتعريفات الجمركية، لا تزال تلعب دورا محوريًا في توجيه حركة الأسعار والحفاظ على استقرار السوق.
وحول النظرة المستقبلية للأسواق، سوف تتجه الأنظار صوب نتائج اجتماع أوبك+ المرتقب في نهاية الأسبوع، لتحليل السيناريوهات والاحتمالات المتوقعة. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يستغل كبار متداولي النفط في الولايات المتحدة عطلة عيد الشكر لقضاء إجازة ممتدة. ومع ذلك، من المتوقع أن يضطر العديد من المتداولين إلى تفويض صلاحياتهم إلى زملاء آخرين لتغطية عمليات التداول، لضمان إتمام الترتيبات الأساسية قبل انعقاد اجتماع أوبك+. وتكتسب هذه الخطوة أهمية كبيرة؛ لا سيما مع اقتراب موعد إغلاق أسواق العقود الآجلة يوم الجمعة، في ظل استمرار احتمال حدوث فجوة سعرية في أسعار النفط الخام عند افتتاح الأسواق يوم الاثنين، وهو ما يتطلب إدارة جيدة واستعدادًا دقيقًا للتعامل مع هذا السيناريو المتوقع.
وبنظرة سريعة على المشهد الراهن، نلاحظ أن حالة الهدوء الحذر التي تخيم على الأسواق تعكس توقعات متداولي النفط بأن اجتماع أوبك+ المقبل قد يكون أقل تأثيرًا في إحداث تقلبات كبيرة مقارنة بالاجتماعات السابقة. حيث من المحتمل أن تتجه المجموعة نحو إجماع شبه “إجماعي” على تأجيل تخفيف التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا حتى الربع الأول من عام 2025. يأتي هذا القرار في ظل استقرار أسعار الخام عند مستوى 73 دولار للبرميل، بالتزامن مع بحث مجموعة ترامب/بيسنت إمكانية زيادة إنتاج الولايات المتحدة بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا إضافية. مع الأخذ بعين الاعتبار هذه الظروف، يبدو أن هذا التوجه يمثل الخيار الأنسب للتعامل مع الوضع الراهن في الأسواق.