بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
ترتفع أسعار النفط الخام اليوم بقرابة 0.6% عبر كلا المعياريين الرئيسيين برنت وغرب تكساس الوسيط وذلك بعد الأداء السلبي خلال الأسبوع الفائت.
مكاسب أسعار النفط تأتي بعد البيانات الإيجابية لأنشطة التصنيع الصينية والتي تساعد في التخفيف من حدة المخاوف حول الاقتصاد الصيني مع التصاعد المرتقب للحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
حيث شهدنا توسعاً أسرع من المتوقع التصنيع خلال نوفمبر الفائت. حيث سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من Caixin / S&P Globalقراءة عند 51.5 مقارنة مع التوقعات عند 50.6. جاء هذا مع نمو الطلبيات الجديدة بأسرع وتيرة منذ فبراير من العام 2023 إلى جانب أعلى مستويات الثقة في القطاع منذ مارس الفائت، وفق التقرير. في حين ساهم نمو الصادرات على نحو مهم في نمو الطلبيات الجديدة.
إلا أن أرقام اليوم تحمل في جوانبها بعض علامات القلق بشأن المستقبل مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض العام المقبل. حيث أن نمو الصادرات قد يكون بدفع التخزين المسبق قبل فرض ترامب للتعرفات الجمركية الضخمة على الصين، وذلك وفق ما نقلته وول ستريت جورنال عن اقتصاديين.
عليه، فإن هذا الاتجاه يجب أن يبقى مستمراً خلال الأشهر المقبلة من العام الجديدة وهو ما قد يقدم المزيد من الدعم لأسعار النفط لتجاوز الاتجاه الهابط السائد العميق.
ما قد يدعم هذا الاتجاه أيضاً هو الحديث حول أن تهديدات ترامب التجارية المتتالية تأتي لغرض نهائي وهو التفاوض على شروط تجارية أكثر تفضيلاً للولايات المتحدة، وبالتالي فإن التعرفات الجمركية على ذلك النحو الضخم قد لن تطبق فعلاً. أيضاً، من المفترض أن يتبلور أثر حزم الدعم الحكومية في توسع النشاط الاقتصادي في الصين خلال الأشهر المقبلة وهذا ما قد ينعكس أيضاً ايجاباً في أسعار الخام – إلا أن هذا التفاؤل لا يزال ضئيلاً ويتجلى عبر مستويات متدنية لأسعار النفط.
كما قد تحظى أسعار النفط بدعم التفاقم المتسارع للصراع في الشرق الأوسط. حيث لم يكن وقف إطلاق النار في لبنان الأسبوع الفائت سوا بمثابة نقطة انطلاق نحو تصعيد أكبر للحرب، كما أن ذلك الاتفاق يبدو هشاً للغاية مع الاختراقات المتكررة لوقف الاعمال العدائية.
هذا الامتداد الجغرافي والزمني للصراع في الشرق الأوسط من شأنه أن يبقي على مخاوف استهداف منشآت وخطوط نقل النفط مرتفعة بما قد يقدم الدعم للأسعار مجدداً.