تحليل الأسواق عن كريس ويستن، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون
٣ ديسمبر ٢٠٢٤
تشير البيانات الحالية إلى استقرار واضح في أسعار الذهب، حيث تراجعت التقلبات التي شهدها المعدن الأصفر على مدار الأسبوع إلى مستوى 12.9%، مع انخفاض نطاق التذبذب اليومي بين أعلى وأدنى مستوى خلال خمسة أيام إلى 26 دولار فقط، مما يعكس ضعف التحركات السعرية. ويُظهر الرسم البياني اليومي استمرار حالة التردد التي سيطرت على حركة أسعار الذهب لـ 6 أيام متتالية، في ظل غياب الزخم الكافي لدى المتداولين لدفع الأسعار نحو أي من الاتجاهين. أيضا، لا يزال الاتجاه الصعودي يتحرك ضمن نطاق محدود بالقرب من المتوسط المتحرك لـ50 يوما حاليًا عند 2,668 دولار)، في حين يقتصر الدعم على تدخل ضعيف من المشترين عند مستوى 2620 دولار، مما يعزز من حالة الاستقرار النسبي التي تهيمن على السوق.
وتشير البيانات اليومية إلى أن العقود الآجلة للذهب استقرت عند مستوى يُعد القيمة العادلة، وهو النطاق الذي استحوذ على معظم نشاط التداول خلال الشهر الماضي، ويتراوح بين 2663.64 دولار و2665.83 دولار. وفي ظل المعطيات الحالية، يبدو سوق الذهب مستقرًا بشكل ملحوظ عند مستوياته الحالية. حيث تبدو احتمالات حدوث تقلبات كبيرة في الأسعار منخفضة نسبيا؛ رغم المتغيرات المحتملة في الدولار، أو معدلات الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة، أو التطورات الجيوسياسية، وحتى العوامل المالية. وبالتالي، تشير التوقعات إلى أن تأثير هذه العوامل على الأسعار سيبقى محدودًا، مع استبعاد كبير لاحتمالية حدوث تقلبات واسعة النطاق في السوق.
يعتقد بعض المتداولين أن ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 28% منذ بداية العام كان أعلى من المتوقع، مما عزز دوره كأداة فعالة للتحوط في المحافظ الاستثمارية. في المقابل، أعرب آخرون عن تشككهم في جدوى الاستثمار الحالي، مشيرين إلى الانخفاض الملحوظ في ارتباط الذهب بمؤشراته التقليدية. وقد يكون هذا التراجع ناتجا عن غياب محفزات حقيقية في السوق حاليًا. مع ذلك، من المستبعد أن تستمر حالة الهدوء وعدم اليقين لفترة طويلة، خاصة مع مواصلة تحليل البيانات والمستجدات. وإذا استمرت العوامل الموسمية في التأثير (حيث أغلق الذهب عند مستويات مرتفعة في ديسمبر على مدى السنوات الـ 7 الماضية)، فمن المتوقع أن نشهد دفعة إضافية تدعم الأسعار بحلول نهاية العام.