تحليل السوق التالي عن هاني أبوعاقلة، كبير محللي الأسواق في XTB MENA
لا تزال العقود الآجلة للنفط الخام تشهد تراجعًا ملحوظًا، في ظل استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، خاصة من الصين، مما يزيد من الضغوط على أسواق الطاقة. وفي محاولة لإدارة العرض، أعلنت أوبك+ تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2026، مع تأجيل زيادات الإنتاج المقررة إلى أبريل 2024. وفي الوقت الذي يستهدف فيه هذا القرار تنظيم العرض، إلا أن التباطؤ المستمر في معدلات الطلب العالمي، لا سيما من الأسواق الاستهلاكية الكبرى، قد يعزز التوقعات السلبية على المدى القريب. ويُرجح أن القيود المفروضة على الإمدادات لن تكون كافية لتخفيف المخاوف المتصاعدة بشأن ضعف الطلب، خاصة مع استمرار مؤشرات النمو الاقتصادي في إظهار أداء متواضع.
رغم التراجع المفاجئ في مخزونات الخام الأميركية، إلا أن التركيز الرئيسي للسوق سوف يكون منصبًا على مشكلة العرض المفرط. في الوقت ذاته، لم يسهم تراجع الدولار في تقديم دعم يُذكر لأسعار النفط، مما يؤكد أن التحدي الأساسي يكمن في اختلال التوازن بين العرض والطلب. وفي ضوء تلك المعطيات، تستمر التوقعات السلبية بشأن أسعار النفط على المدى القريب، مع احتمال تصاعد الضغوط الهبوطية ما لم تطرأ تغييرات جوهرية على ديناميكيات الطلب العالمي.
وحول النظرة المستقبلية للأسواق؛ يُتوقع أن يشهد عام 2025 فائضًا كبيرًا في المعروض النفطي، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من خارج أوبك بوتيرة تتجاوز معدلات الطلب الضعيفة بالفعل. ورغم التزام المملكة العربية السعودية بسياسات إنتاج منضبطة، لكن من المرجح أن يستمر فائض المعروض في فرض ضغوط على السوق. ومن المحتمل أن يعزز هذا الوضع التوقعات السلبية لأسعار النفط الخام على المدى المتوسط، حيث تواجه السوق تحديات كبيرة في الحفاظ على الزخم الصعودي ما لم تشهد ظروف الطلب تحسنًا ملحوظًا. إلى جانب ذلك، قد تلعب قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن معدلات الفائدة دورا كبيرا في التأثير على معنويات السوق، مما قد يضيف مزيدًا من الضغوط على أسعار النفط إذا استمرت معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة ممتدة.