تحليل الأسواق عن كريس ويستن، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون
١٦ ديسمبر ٢٠٢٤
ربما شعر مضاربو الذهب بخيبة أمل خلال الأسبوع الماضي، لا سيما بعدما عجزت الأسعار عن تجاوز أعلى مستوياتها المسجلة في 25 نوفمبر الماضي، لتتراجع الأسعار إلى مستوى 2726 دولار. لكن، ومع انطلاق أسبوع تداول جديد، شهدت الأسواق في حالة من الاستقرار النسبي، مدفوعة بحالة ترقب وحذر تسيطر أوساط متداولي الذهب، حيث يفضل المستثمرون التريث وتجنب فتح مراكز جديدة، سواء (بيع أو شراء)، في انتظار وضوح الرؤية حول توجهات سوق سندات الخزانة الأميركية.
ومع صعود معدلات الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة لـ 10 سنوات إلى ما يتجاوز 2% وارتفاع العائدات الاسمية لسندات الخزانة الأميركية لنفس الفترة بمقدار 24 نقطة أساس الأسبوع الماضي، من المتوقع أن يستمر الذهب في تحديد اتجاهه بناءً على تحركات عائدات سندات الخزانة الأميركية. وفي حال استمرار موجة البيع وتعزز قناعة المتداولين بإمكانية تجاوز حاجز 4.50% صعودًا، فمن المتوقع أن يتراجع الذهب نحو أدنى مستويات النطاق السابق عند 2,613 دولار. وقد يمتد التراجع ليصل إلى المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم عند 2,600 دولار، الذي كان بمثابة دعم أساسي للاتجاه الصعودي على مدار العام الجاري.
وبقراءة سريعة للمشهد، نلاحظ أن العلاقة بين الذهب والدولار وسندات الخزانة الأمريكية قد شهدت تقلبات ملحوظة على مدار عام 2024. ومع ذلك، فإن ارتفاع عوائد سندات الخزانة، كما حدث خلال الأسبوع الماضي، قد فرض “تأثيرا” لا يمكن لمستثمري الذهب التغاضي عنه. وغالبًا ما يدفع ذلك إلى زيادة ملحوظة في الحاجة إلى تقليص مراكز الشراء بشكل كبير. ومع ترقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية هامة هذا الأسبوع، إلى جانب اجتماع مرتقب للاحتياطي الفيدرالي، يُتوقع أن تلعب هذه التطورات دورًا كبيرًا في توجيه تحركات سندات الخزانة الأمريكية. من المحتمل أن يتركز اهتمام متداولي الذهب صوب أي زيادات محتملة قد تشهدها عوائد سندات الخزانة، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على قرارات متداولي الأسهم والعملات الأجنبية.