تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
١٧ ديسمبر ٢٠٢٤
استقر الدولار متداولا بالقرب من مستوياته المرتفعة الأخيرة، في ظل ترقب الأسواق لإصدارات وبيانات اقتصادية عالمية وقرارات مرتقبة من البنوك المركزية، والتي من المتوقع أن يكون لها دور حاسم في رسم الاتجاه العام للأسواق. وفي الولايات المتحدة، تتجه الأنظار صوب قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة، والذي من المقرر صدوره في وقت لاحق من هذا الأسبوع. على الرغم من التوقعات السائدة بخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن اهتمام المتداولين سوف يتجه صوب توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025، بحثًا عن مؤشرات ترسم ملامح المسار المستقبلي للسياسة النقدية. ومن المحتمل أن تسهم النبرة المتشددة في دعم المكاسب الأخيرة للدولار، بينما قد تؤدي السياسة النقدية التيسيرية إلى فرض ضغوط سلبية على أداء العملة الأمريكية.
في غضون ذلك، استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مع استقرار العائد على السندات لأجل عشر سنوات عند مستوى 4.4%. في الوقت ذاته، شهدت السندات قصيرة الأجل اهتمامًا متزايدًا من المتداولين، مع تركيز ملحوظ على مقدمة منحنى العائد، وسط توقعات بارتفاع مخاطر التضخم المرتبطة بإدارة ترامب المحتملة. أيضًا، بلغ الفارق في العائد بين السندات الأمريكية والصينية لأجل عشر سنوات مستوى قياسيًا جديدًا، ما وفر مزيدًا من الدعم للدولار. تشكل البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها اليوم عاملًا رئيسيا في تحديد مسار عوائد سندات الخزانة الأمريكية، خاصة أن تحقيق نتائج تتجاوز التوقعات قد يؤدي إلى ارتفاع العوائد نحو مستويات جديدة.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن تسهم بيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة ومؤشر ZEW الأوروبي في زيادة التقلبات داخل الأسواق. كما يترقب المتداولون عن كثب قرارات معدلات الفائدة المرتقبة من بنك إنجلترا وبنك اليابان يوم الخميس. ورغم التوقعات بأن يحافظ بنك إنجلترا على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير، إلا أن حالة الضبابية المحيطة بتوجهات بنك اليابان حيال سياسته النقدية قد تقلص مكاسب الدولار على المدى القريب، لا سيما أن أي رفع محتمل لمعدلات الفائدة من جانب بنك اليابان قد يدفع التدفقات الاستثمارية نحو الين الياباني.