بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يستأنف الذهب مكاسبه اليوم ويتماسك أعلى مستوى 2665 دولاراً للأونصة بعد التصحيح الذي كان تالياً لأربعة أيام متتالة من المكاسب.
يحظى الذهب بدعم حالة عدم اليقين المرتفعة سواء في سوق الأسهم أم السندات في الولايات المتحدة إلى جانب تلك السائدة في الأسواق الدولية مع التفاقم المحتمل للحروب التجارية.
في الولايات المتحدة، تأتي حالة عدم اليقين من التشاؤم حول عدم إمكانية خفض معدلات الفائدة حتى ما قبل نهاية النصف الأول من هذا العام، وذلك على ضوء تسارع التضخم والمخاوف الصعودية له مع ترقب السياسات الحمائية التي قد تطبق مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أسبوع.
كانت تلك العوامل التضخمية لتشكل ضغطاً على الذهب للتراجع مع ارتفاع عوائد السندات، إلا أن عدم اليقين المرتفع نسبياً في سوق السندات يقلل من تأثير العوائد المرتفعة، وفق ما استنتجه مجلس الذهب العالمي. ضعف جاذبية السندات يأتي بدوره من المخاوف التي قدد تتفاقم في عهد ترامب بما يخص العجز والدين الحكومي المتصاعد.
كما أن بقاء معدلات الفائدة مرتفعة مطولاً من شأنه أن يسبب قلقاً حول قدرة الشركات على التكيف مع الظروف النقدية المتشددة. هذه المخاوف قد تميل إلى أن تتبدد أو تشتغل هذا الأسبوع مع البداية غير الرسمية لموسم نتائج الشركات الذي سينطلق مع إعلان كبرى البنوك عن نتائج الربع الأخير من العام الفائت. كما أن أرقام مؤشر أسعار المستهلك التي سنراها غداً قد تساهم في تعزيز التوقعات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
إذا لم تكن النتائج بما يتوافق مع التطلعات فقد نشهد تعميقاً لتصحيح سوق الأسهم، بما قد يتزامن مع انخفاض جاذبية السندات ذات العائد المرتفع، فإن الطريق سيكون أسهل على أمام الذهب للانطلاق نحو قمته التاريخية. وفقاً لوول ستريت جورنال نقلاً عن محللين، يجب على النتائج الربعية أن تكون براقة على مستوى مختلف قطاعات السوق وليس فقط تلك القيادية من التكنولوجيا لتمكين الأسهم من استعادة الاتجاه الصاعد.
مع قدوم ترامب أيضاً، يتحول التركيز إلى الصين والسياسات التجارية التي ستتخذ للحد من صادراتها باتجاه الولايات المتحدة. الضربة التي قد تتلاقها الصادرات قد تعمق من المخاوف حول قدرة الاقتصادي الصيني على استعادة النمو وذلك وسط بيئة الطلب الداخلي الضعيف. في حين أن الشركات الصينية قد في أسوء موقع لمواجهة التعرفات الجمركية الضخمة من الولايات المتحدة، وفق وول ستريت جورنال.
هذا الاضطراب في التجارة ما بين القطبين الاقتصاديين من شأنه أن يخلق صراعات أخرى ما بين الصين والدول التي ستحاول منع تزايد تدفق الصادرات من الأولى. أعتقد أن هذا ما قد يتسبب بالمزيد من المتاعب الاقتصادية لكلا طرفي التجارة.
هذه المخاوف مجتمعة قد غذت شراء الذهب من قبل المستثمرين في خصوصاً في آسيا في ديسمبر الفائت، وفق مجلس الذهب العالمي.
ما سينتظره المستثمرون أيضاً هو تبلور أثر إجراءات الدعم الحكومية في الاقتصاد الصيني ومدى انتعاش الطلب الداخلي. في حين أن انتعاش معنويات المستهلك والمستثمرين المحليين من شأنه أن يخفف من جاذبية الذهب.
بعيداً، في الشرق الأوسط، فمن المحتمل أن نرى انفجاراً للصراع سواء على جبهتي اليمن أو إيران أو كليهما مع عودة ترامب. فيما أعتقد أن آثر هذا التصعيد قد يكون مؤقتاً ومحدوداً وذلك مع الضعف الذي تعاني منه إيران سواء على الجانب العسكري أم الاقتصادي.