تحليل السوق التالي عن رامي زيتوني، محلل أسواق عالمية – في شركة رامي زيتوني
٢٣ يناير ٢٠٢٥
الذهب يتراجع قليلا بعد اقترابه من مستوياته المرتفعة السابقة، بينما تواصل الأسواق التفاعل مع تحركات الدولار وعوائد سندات الخزانة، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسعار. وشهدت عوائد سندات الخزانة انتعاشًا ملحوظًا هذا الأسبوع، مما قد يشكل ضغطًا هبوطيًا على أسعار المعدن النفيس.
ورغم الانخفاض الأخير، لا يزال الذهب يواصل الحفاظ على دعمه القوي بفضل مجموعة من العوامل الأساسية، مؤكدا مكانته كملاذ آمن تقليدي، مما قد يجذب اهتمام المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين التي تهيمن على السياسات الجمركية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب. وقد أسفرت تلك السياسات عن تصاعد المخاوف بشأن الحروب التجارية المحتملة، وتأثيرها على النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى زيادة الضغوط التضخمية. علاوة على ذلك، ساهمت عمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية على مدار العامين الماضيين في تقديم دعما قويًا للذهب، مع توقعات باستمرار الطلب المؤسسي عليه.
في الوقت ذاته، تظل بيئة السياسة النقدية العالمية تؤثر بشكل كبير في آفاق الذهب. لا سيما بعدما وافق صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء على تخفيضات إضافية في معدلات الفائدة، مما يجعل التخفيض المتوقع الأسبوع المقبل أمرا شبه مؤكد، وهو تطور من شأنه أن يدعم أسعار الذهب. في المقابل، من المتوقع أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل على معدل الفائدة الحالي، مع التمسك بموقف متشدد نتيجة التأثيرات التضخمية المحتملة لسياسات ترامب، مما قد يشير إلى أن معدلات الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول، وبالتالي من المحتمل أن يكون لذلك تأثير سلبي على أسعار الذهب.