تحليل اليوم من جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الأسواق في TickMill
العقود الآجلة للنفط الخام تواصل تعزيز مكاسبها، مستعيدة زخمها الصعودي بعد التراجع الذي شهدته في يناير، مستفيدة من تصاعد المخاوف بشأن تقلص الإمدادات. حيث تراجع إنتاج النفط الروسي خلال يناير بنحو 16 ألف برميل يوميًا عن حصتها المقررة ضمن تحالف أوبك+، مما ساهم بشكل ملحوظ في تخفيف المخاوف المرتبطة بتخمة المعروض. بالإضافة إلى ذلك، لعبت التحديات التي واجهتها شحنات النفط الروسي المتجهة كبار المستوردين، مثل الصين والهند، دورًا كبيرًا في زيادة حدة المخاوف بشأن تقلص الإمدادات، لا سيما في ظل العقوبات المفروضة على الناقلات والمنتجين الروس. وقد أسهمت هذه العوامل مجتمعة في دعم أسعار النفط الخام العالمية، لا سميا في ظل استمرار توقعات السوق بشُح المعروض، مما قد يُعزز التوقعات الصعودية الحذرة على المدى القصير في حال استمرت تلك التحديات.
وفي المقابل، تشهد المكاسب ضغوطًا متزايدة بفعل المخاوف الاقتصادية الأوسع نطاقًا، لا سيما مع تصاعد حدة التوترات التجارية. فمؤخرًا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، إلى جانب تعريفات جديدة على السلع الصينية، الأمر الذي قوبل بإجراءات انتقامية من بكين. ومن شأن تلك التطورات أن تُزيد من احتمالية اندلاع حرب تجارية، مما قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي ويحد من الطلب على الطاقة. ومن المحتمل في حال تفاقم النزاع التجاري الراهن، أن تتراجع المخاوف المرتبطة بشأن المعروض، مما قد يُسهم بشكل كبير في دعم التوقعات بانخفاض أسعار النفط الخام على المدى المتوسط.
في غضون ذلك، تترقب الأسواق عن كثب بيانات المخزونات الأمريكية، خاصة أنها قد تؤثر على توجهات السوق. وقد يشير ارتفاع مخزونات النفط الخام إلى تراجع معدلات الطلب، مما قد يحد من استدامة أي ارتفاع في الأسعار.