برعاية وحضور معالي وزير الإتصالات، جمال الجراح، وضمن برنامج ألفا للمسؤولية المجتمعية “ألفا من أجل الحياة”، عُقدت حلقة حوارية بعنوان سلسلة الحب – Chain of Love ضمت عن شركة ألفا، رئيس مجلس الإدارة- المدير العام المهندس مروان الحايك ومسؤولي الجمعيات السبعة التي تدعمها ألفا ضمن برنامجها للمسؤولية المجتمعية “ألفا من أجل الحياة”، هدفت إلى الإضاءة على أحد عشر عاما من التعاون والصداقة وقصص النجاح التي حققتها ألفا مع الجمعيات. كما تطرق الحوار إلى التحديات التي تواجه هذه الجمعيات وكيفية تعزيز التعاون مع ألفا في سبيل دعم الإندماج وتحقيق المساواة.
أدار الحلقة، التي إلتأمت في حرم كلية الإبتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف، الإعلامي ماجد بو هدير، وحضر عن الجمعيات: رئيسة جمعية قرى الأطفال SOS لبنان عفيفة أرسانيوس والرئيسة والمديرة العامة لمؤسسة سيزوبيل السيدة فاديا صافي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأب أندويخ للصم توفيق طقشي ورئيسة جمعية أكسوفيل نبيلة فارس ورئيس الجمعية الفرنكفونية للمرضى النفسيين الدكتور سامي ريشا ومديرة المدرسة اللبنانية للضرير والأصم ماري روز الجميل، والمديرة التسويقية في الجمعية اللبنانية للتوحد كارولين عربدجي.
الحايك
بدايةً النشيد الوطني اللبناني، ثم أعرب المهندس الحايك في كلمته عن إعتزازه بهذا اللقاء “الذي نعتبره لحظة هامة في تاريخ ألفا”. وشكر للوزير الجراح حضوره ومشاركته رغم انشغالاته والوضع السياسي في البلد. كما شكر “الإعلام الذي يواكبنا بإستمرار وشركاءنا والفاعلين في قطاع الإتصالات والجمعيات التي تشكّل عصب وسبب وجود برنامجنا للمسؤولية المجتمعية”.
أضاف : “نجتمع ليس احتفالا بإنجازات ألفا التكنولوجية التي هي أكثر من أن تحصى، بل ببساطة لنحتفي بجمعيات على رأسها من ندر حياته وخصص الوقت والجهد وكل ما يملك من طاقة لخدمة شريحة بحاجة ماسة الى الدعم، وهي شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة. ومن هذا المنبر أعلن مبادرة جديدة بإسمي وبإسم شركة ألفا، إذ سنتجاوز تسمية ذوي الإحتياجات الخاصة التقليدية ونطلق منذ اليوم على هذه الشريحة عبارة “ذوي الإرادة الصلبة”. فرأسهم المرفوع وحبهم الإستثنائي للحياة وإرادتهم للعيش بكرامة هي دروس لنا جميعا”.
أضاف: “أحد عشر عاما مرّت على إنطلاق برنامجنا “ألفا من أجل الحياة” ولا نزال على العهد، لأن هذا البرنامج بات جزءاً من إستراتيجيتنا الإقتصادية وجزءاً من DNA الشركة، وإلتزامنا لم يعد إلتزاما داخل ألفا فقط، بل بات بأبعاد أوسع، إذ هو يأتي في سياق إلتزامنا بتحقيق التنمية المستدامة وبالأخص خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والهدف رقم SDG10 الذي يهدف إلى تحقيق الإندماج والحد من اللامساواة بين شرائح المجتمع”.
أضاف: “إستثمارنا المجتمعي ليس تجاريا ومردوده ليس مادياً، بل التزام وواجب أخلاقي وديني. وقد يظن البعض أن المسؤولية المجتمعية هي عبارة عن مجموعة من الصور وحملة علاقات عامة، لكنها في الواقع أبعد بكثير، فهي نمط حياة وجزء من إستراتيجية إقتصادية شاملة للشركات”. وحضّ “كل شركائنا العاملين في القطاع الخاص ولا سيما الشركاء في قطاع الإتصالات، الى أن يكونوا قدوة في هذا المجال وأن يضعوا إمكاناتهم لدعم هذه الشريحة”.
ولفت إلى أننا “استطعنا عبر السنوات أن نحقق عددا كبيرا من الإنجازات المجتمعية، منها على سبيل المثال لا الحصر، إكتشاف وتنمية موهبة الفنان الذي يعاني من التوحد علي طليس الذي احتفلنا هذه السنة بمعرضه الثامن، ومواهب تلامذة المدرسة اللبنانية للكفيف الذين أبهرونا بمنحوتاتهم وقريبا سنفتتح معرضهم الجديد. كما أضأنا على قدرات ومواهب تلامذة مؤسسة الأب أندويخ للصم بحيث فتحت الأعمال الفنية التي عملوا عليها باب العمل لعدد كبير منهم. وحققنا إنجازا بيئيا مع أكسوفيل (الأكياس الصديقة للبيئة)، وتعاونا مع سيزوبيل على نشر الوعي حول أهميّة دمج ذوي الإرادة الخاصة وتجهيز الأماكن العامة بالوسائل الملائمة. كما تعاونا مع جمعيّة قرى الأطفال SOS على صعيد تمكين المرأة عبر تطوير أشغالهن اليدوية وتأسيس كورال للأطفال الذي هو بمثابة علاج عبر الموسيقى. وأخيرا وليس آخراً عملنا مع الجمعية الفرنكفونية للمرضى النفسيين على إعادة تأهيل قسم الأمراض النفسيّة في مستشفى أوتيل ديو وعلى إنتاج أفلام قصيرة هادفة تضيء على ضرورة إيلاء الطب النفسي الإهتمام اللازم”.
وشكر لمشتركي ألفا “دعمهم برنامجنا ومشاركتهم الدائمة معنا في حملات التبرع عبر الرسائل القصيرة التي نطلقها عبر الــ1004 ووصلت قيمة التبرعات إلى اليوم إلى أكثر من 700 ألف دولار”. وأكد “أننا مستمرون في استراتيجيتنا في المسؤولية المجتمعية “تتخلص الدني”. وختم: “مررنا في لبنان بكثير من المحن، وما ميّزنا عبر التاريخ هو الإرادة الصلبة التي ستساعدنا بالتأكيد على تخطي الصعوبات”.
الجراح
وأثنى معالي الوزير الجراح على برنامج “ألفا من أجل الحياة”. وأكد أن ما تقوم به ألفا لناحية المسؤولية المجتمعية “نكرس ونجسد عبره إلتزامنا بمجتمعنا وخاصة ذوي الإرادة الصلبة، كما أسماهم الأستاذ مروان، لأننا إذا لم نتعاون جميعا لرفع المجتمع إلى المستوى الذي نطمح إليه، فإننا ولو نجحنا تقنيا وتكنولوجيا وتجاريا وماليا، نكون قد قصّرنا بحق شريحة تستحق منا كل الدعم”.
ولفت الى أن المسؤولية المجتمعية “من المفترض أن تكون جزءا من قناعتنا وعملنا اليومي، نبني من خلالها استراتيجيات هادفة كي نكون فعلا مسؤولين عن مجتمعنا”. وأشار إلى أنه “بتعاوننا جميعا كي نؤدي رسالة إنسانية وإجتماعية، نكون قد أنقذنا مجتمعنا وبنينا جيلا نحن بحاجة إليه كي يساهم في بناء بلدنا. ونحن بحاجة إلى كلّ الجهود وخصوصاً جهود أصحاب الإرادة الصلبة الذين نتعلم منهم الصلابة لمواجهة التحديات والمشاكل بغية إنقاذ لبنان من أزماته المتلاحقة”.
مداخلات
وتخلّل اللقاء عرض أفلام أضاءت على الإنجازات التي تحققت خلال أحد عشر عاما من خلال التعاون بين الجمعيات وألفا، وعلى رحلة ألفا في مجال التنمية المستدامة.
وتحدّث مسؤولو الجمعيات عن أهمية الإستثمار في القدرات والطاقات البشرية، وهو ما تعكسه الشراكة مع ألفا، حيث تم إكتشاف المواهب عند التلاميذ والأطفال وتنمية قدراتهم كي يكونوا فاعلين ومنتجين.
وتم التطرق إلى ضرورة تفعيل التعاون بين الجمعيات وبينها وبين القطاعين الخاص والعام في سبيل تطوير آليات دعم الإنخراط الفاعل لذوي الإرادة الصلبة في المجتمع، وتعزيز دورهم وتغيير المفاهيم التقليدية.