خوري:لبنان سيزدهر والحكومة بكلّ مكوّناتها مصمّمة على تنفيذ الإصلاحات
انطلق صباح اليوم السبت في بيروت المؤتمر السنوي الثالث عشر لـ”جمعية خرّيجي هارفارد العرب”، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بوزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري الذي أكّد أن “الحكومة اللبنانيّة بكلّ مكوّناتها مصمّمة على تنفيذ الإصلاحات والأهداف الطموحة” التي تعهدت بها في مؤتمر “سيدر” في باريس مطلع نيسان الجاري، مطمئناً إلى أن “لبنان سينجح وسيزدهر”.
خوري
ونقل الوزير خوري في كلمته تحيات الرئيس الحريري إلى المشاركين في مؤتمر “جمعية خرّيجي هارفارد العرب” الذي يقام في فندق ومنتجع “كمبينسكي سمرلاند” بالتعاون مع “نادي هارفرد في لبنان” )رابطة خريجي جامعة هارفارد في لبنان) تحت عنوان ” نهضة المنطقة”. ويتمحور المؤتمر على مجموعة مبادرات ومواضيع من شأنها إعادة رسم صورة العالم العربي، ويتناول مستقبل المنطقة على أكثر من صعيد، كالتنمية والتعليم والصحة والثقافة والطاقة وحقوق الانسان وريادة الأعمال.
ولاحظ خوري أن “لبنان أثبت أنّه في موقع الريادة على كل المستويات، على الرغم من الأوضاع التي يمر بها أو النزاعات المحيطة به”. وذكّر بأن “الشعب اللبناني تمكّن، بعد الحرب الأهلية، من أن ينهض من تحت الرماد”. وأضاف أن “لبنان نجح في تحييد نفسه من الفوضى التي سادت في المنطقة، وأبقى على الحياة السياسية والإقتصادية فيه مستمرة”.
وأشار إلى أن “التسوية السياسية التي تم التوصل إليها عام 2016، بعد سنوات من المشاحنات السياسية والفراغ، أفضَت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري”. وشدّد على ان “هذه التسوية السياسية مهّدت الطريق لإنجازات عدّة ساهمت في نهوض لبنان، منها الانتصار على التنظيمات الارهاببة على الأراضي اللبنانية وتعزيز الأمن والاستقرار، واقرار قانون انتخاب جديد مبني على النسبيّة وتحديد موعد للإنتخابات بعد تسع سنوات من الجمود”. وعّددَ إنجازات أخرى، بينها “تطبيق سياسة النأي بالنفس بهدف حماية لبنان، وإقرار قانوني الموازنة العامة لسنتي 2017 و2018 بعد نحو عشر سنوات من غياب الموازنات، وإقرار قوانين النفط والغاز وتوقيع العقود، وأقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإنجاز التعيينات في السلكين القضائي والديبلوماسي بهدف تعزيز اداء المؤسسات”.
وأضاف: “كل هذه الإنجازات أنتجت مؤتمر سيدر في باريس الذي والذي شاركت فيه نحو 50 دولة ومنظمة دولية تعهدت توفير 11 مليار دولار للبنان قروضاً ميسّرة وهبات، بهدف تمويل خطة طموحة للإستثمار في البنى التحتيّة على مدى السنوات الخمس المقبلة”.
وأوضح أن “الخطة التي التزمت الحكومة اللبنانية تنفيذها تقوم على أربعة أسس، هي الاستثمار في البنى التحتية (…) وتنفيذ خطة ضريبية تهدف إلى توفير الإستقرار المالي والإقتصادي من خلال التركيز على خفض نسبة العجز إلى إجمالي الناتج المحلي من 10 في المئة إلى 5 في المئة خلال خمس سنوات، وتنفيذ خطة إصلاحات قطاعية بنيوية لتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والتنافسية، واعتماد رؤية اقتصادية تركّز على تعزيز قطاعات الخدمات والقطاعات المنتجة في لبنان وتنويع بهدف تعزيز قدرة لبنان على التصدير”.
وأكّد أن “الحكومة اللبنانيّة بكلّ مكوّناتها مصمّمة على تحقيق كل هذه الإصلاحات والأهداف الطموحة”. وقال: “رغم التحديات الكثيرة الناتجة عن الوضع الإقليمي المضطرب وخصوصاً الحرب السوريّة التي أدّت إلى لجوء نحو 1.5 مليون شخص في بلد يبلغ عدد سكانه أصلاً أربعة ملايين، فإنّ لدى لبنان كل الإمكانات وسيتمكن من تطبيق الإصلاحات الموعودة ونقل اقتصاده إلى المستوى الأعلى”. وشدّد على أن “لبنان سينجح وسيزدهر”.
حمودة
وقال رئيس جمعية خرّيجي هارفارد العرب هشام حمودة إن انعقاد المؤتمر في لبنان “دون غيره”، يبعث “رسائل مهمة”، أولاها “للداخل اللبناني”، ومفادها أن “العرب سيكونون دائماً وأبداً سنداً ودعماً للبنانيين، فللبنان مكانة في قلب كلّ عربيّ”. وأضاف أن “الرسالة الثانية لبقية الوطن العربي لكي يستلهم من تجربة لبنان بحلوها ومرّها أن لا بديل للعرب من أن يتعايشوا رغم اختلافاتهم”.
وتابع: “نحن هنا لأننا نؤمن بوطن عربيّ متصالح مع الذات ومنفتح على العالم، يتناقل العالم أخبار أبحاثه وإنجازاته لا قروضه وإفلاساته، ويُعرف بإبداع فنانيه لا ببشاعة سجّانيه. نحن هنا لأننا لسنا حالمين بل مبادرين وعازمين وفاعلين، ولأن لا قيمة لعلم حصلنا عليه من أرقى الجامعات إن لم يسخّر لخدمة أوطاننا”. وختم: “نحنا هنا لأنه لا يكفينا أن نحلم بأن تعود بيروت لمكانتها كباريس الشرق، بل بسواعد أبنائها سيأتي يوم تُعرّف فيه باريس ببيروت الغرب”.
لوفجوي
ورأى المدير التنفيذي لجمعية خرّيجي هارفارد فيليب لوفجوي أن المؤتمر “مثال لما تختزنه شبكة خرّيجي هارفارد من قدرات وتأثير”. وأشار إلى أن “مناقشة التحديات والفرص وإيجاد الحلول والمشاركة في حوار لتبادل الأفكار، هي من أهم مبادىء هارفارد”.
وإذ أكّد أن هارفارد “ملتزمة بهذه المنطقة”، قال إن الجامعة “تضمّ حالياً 330 طالباً من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا”، مشيرا إلى عدد الخرّيجين من المنطقة نحو أربعة آلاف.
أبي عكر عودة
وأبدت نائبة رئيس جمعية خريجي جامعة هارفارد العرب كارين أبي عكر عودة اعتزازها بانعقاد المؤتمر في بيروت للمرة الأولى “وذلك في عهد رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الذي لم يُوفّر جهداً لكي يبقى لبنان واحة للثقافة والمعرفة”. ووصفت لبنان بأنه “نموذج لنهضة المنطقة”، مذكّرةً بأنه “كان باستمرار ينهض مجدداً”.
خطّار
أما أمينة سر نادي هارفارد في لبنان جيهان خطّار فرحبت بالحضور، وأوضحت أن النادي الذي تترأسه الدكتورة ليلى رستم شحادة، يضم نحو 100 من خرّيجي هارفارد، ويتولى تنظيم أنشطة تهدف إلى الحوار وتبادل الأفكار. وأشارت إلى أن الرئيس الفخري للنادي هو حبيب الزغبي، أحد مؤسسيه.