واصل مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخته الخامسة الذي افتتح أعماله اليوم برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في سي سايد ارينا ، اعماله بعد جلسة الافتتاح، فانعقدت ثلاث جلسات حضرها الوزير باسيل وعدد من المنتشرين الذين تحدثوا عن خبراتهم في البلدان المضيفة.
الجلسة الاولى
وانعقدت جلسة النقاش الاولى تحت عنوان ” إعادة تصنيف وتقييم وتشكيل الهويّة اللّبنانيّة” ادارها حمزة جمال، وجرى التأكيد خلالها على انّ الهويّة اللّبنانيّة تحوّلت إلى حب للحياة، يمكن أن ينشر للعالم بأسره. لذا تم التشديد على الاشتراك في شبكة اللّبنانيّين المتنامية باستمرار في سياق إطلاق خطّة إحصائية عالمية لإحصاء أعداد المغتربين اللّبنانيّين في الخارج، وإعادة صياغة الصّورة السيئة التي تشكّلت عن لبنان في الخارج، والمساهمة في تحسين الطريقة التي ينظر بها الأجانب والمتحدّرون للبنان، وإعادة تشكيل مفهوم لبنان من خلال التركيز على جوانبه المختلفة وإبرازها، وأهمّها: الجنسية اللّبنانيّة، وكيفية عيش الهويّة اللّبنانية في الخارج.
وناقش المنتدون مفهوم اللبنانية والاسس التي تقوم عليها. وتحدثت مدير عام المؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني عن عمل المؤسسة ومساهمتها في اقرار قانون استعادة الجنسية.
كما شارك في الندوة نائب وزيرالخارجية اليونانية الذي شدد على اهمية الديمقراطية والسلام والحوار وتأثيرها في حياة الشعوب.
من جانبه، السفير الايطالي ماسيمو ماروتي تناول التجربة الايطالية في سياسية الاغتراب وعن العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين والشعبين.
من جهته، المغترب اللبناني فادي بوكرم سرد محطات من تجربته في زيارة ٤٧ بلدة تحمل اسم لبنان في الولايات المتحدة الاميركية، واكتشف خلال زياراته لهذه البلدات ان معظمها سمي كذلك لان اسم لبنان ورد في التوراة عشرات المرات.وينوي كرم العودة في حزيران المقبل الى هذه الولايات حاملا معه غرسات من اشجار الارز لزرعها.
ثم تحدثت الخبيرة بتطبيقات الحكومة الإلكترونية رولا موسى واعلنت عن فتح برامج خاصة على الانترنت مشابهة للفايسبوك لربط المغتربين مع بعضهم البعض.
اما الدكتورة اوغاريت يونان فاعتبرت بدورها ان اللبناني حتى ولو ترك بلده يبقى في داخله الانتماء العاطفي والسياسي والتمسك بالحضارة التي ينتمي اليها ليكون رسولا لبلده. وطالبت يونان بوجوب الابقاء على حقوق اللبناني حتى ولو ترك بلده.
من جهته الدكتور حبيب شمعون اعتبر ان اللبنانية ولدت منذ الاف السنين مع الفينيقيين الذين بنوا دولا عدة.
بعد ذلك شرح ماريوهاشم تطبيق ليبانون كونيكت الذي انشأته وزارة الخارجية لتواصل المنتشرين مع بعضهم وتعزيز العلاقات بينهم.
المغتربة من فنزويللا جيسي ديفو دو روميرو تحدثت بدورها عن تجربة اجدادها في الاغتراب.
وخلص المنتدون الى ان اللبنانية هي انتماء وهوية تجمع اللبنانيين وتعلو على الاحزاب وتمتهن الحوار مسارا لها.
منتدى حواري سياسي
ثم انعقد منتدى حواري سياسي للطّاقة الاغترابيّة اللّبنانيّة اداره مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غادي خوري الذي اكد انه خلال السنوات الماضية، تزايدت أهميّة الجالية اللّبنانيّة ودورها على الساحة السياسية الدولية. واليوم، ومع مجموعة من مجالات السياسة العامة بما في ذلك الشؤون الخارجية، وإعادة تشكيل النظام السياسي العالمي، وظهور تنمية تكنولوجية واقتصادية جديدة، يتعيّن النظر في دور المغتربين المتزايد. ولفت الى ان العديد من البلدان مثل اليونان وأرمينيا والهند والعديد من الدول الأخرى تعتبر أن للجالية أصول سياسيّة ذات أهميّة استراتيجيّة. لذلك، تنعقد هذه الجلسة لتهيئة الساحة وإطلاق وتحضير المنتدى الأول للحوار السياسي بين الدول العربية الذي سينعقد في لبنان قريباً بهدف تشجيع ومناقشة الطرق المثلى لإشراك مجتمعات الجالية اللّبنانيّة والسياسيين في التأثير على سياسة لبنان الداخلية والسياسة الداخليّة للدول المضيفة لها فيما يتعلّق بالقضايا التي تهمّ لبنان.
من جهته رئيس المجموعة العربية – البرازيلية في البرلمان البرازيلي والمرشح لمجلس الشيوخ البروفسور سيزار حلوم عدد انجازات اللبنانيين في البرازيل وعلى رأسهم الرئيس البرازيلي اللبناني الاصل ميشال تامر.
النائب السويدي روجيه حداد اعتبر من جهته ان مؤتمرات الطاقة الاغترابية الثلاثة عشر جيدة، لكن المغتربين لا يستغلون انفسهم في الترويج للبنان ودعمه على صعيد التربية والاقتصاد. وشدد على ضرورة تخطي السفارات للدور القنصلي الذي تلعبه لتصل الى العناية بالشؤون الاقتصادية . وقال: ان 80 الى 90 بالمئة من السويديين ينتخبون نوابهم ونصف هؤلاء من النساء، كما هي الحال في الحكومة ايضا، لتدعيم المناصفة الجندرية.
عضو حزب العمل الاسترالي النائب شوكت مسلماني اشار الى ان الوفد الاسترالي المشارك في المؤتمر يفوق المئة شخص. وقال: ان مشاركة اللبنانيين في الحياة السياسية الاسترالية كبيرة رغم العدد الضئيل نسبيا للجالية.
واضاف: ان الشبان الاستراليين اللبنانيين يشعرون بحب كبير للبنان وعلى الحكومة اللبنانية ان تتواصل معهم وتحثهم على المجيء والاستثمار في لبنان.
اما السفيرة الكندية في لبنان ايمانويل لامورو، فأشارت الى ان التحدي الكبير في الوقت الراهن هو قدرة استيعاب لاجئين من جنسيات مختلفة، وقالت: نريد ان يتمكن كل الشعب من الوصول الى مراكز القرار السياسي، لكن الجالية اللبنانية التي تعد 400000 شخص فاعلة جدا في تنمية كندا.
من جانبها، النائب المنتخبة ديما جمالي اكدت على إيجابية التعاون بين القطاعين العام والخاص، وانخراط المنتشرين بفعالية كونهم يمثلون الطاقة الايجابية من اجل دعم الاقتصاد وانعاشه واعطاء الامل للشباب اللبناني. ولفتت الى ضرورة التوجه الى الطاقات النسائية.
رئيس الجمعية السويسرية للحوار الاوروبي -الإسلامي البروفسور حسن غزيري، ذكر بالحوار اللبناني – اللبناني في نيسان 2007 ، وكان تأكيد الجميع على التمسك بلبنان، وخلصوا الى ان لا قيام للدولة دون تطبيق دستور لبنان والقوانين واقرار السياسة الدفاعية المتكاملة.
من جهتها النائب السنغالية ،اللبنانية الاصل سهام ورديني، شرحت ظروف الهجرة اللبنانية الى السنغال حيث عمل اللبنانيون في القطاع الاقتصادي، سواء في مجالي الصناعة والتجارة ، لكن لا انخراط فعلي لهم في السياسة.
الطّاقة الاغترابيّة اللبنانية
اما حلقة النقاش الثالثة فتمحورت حول الطّاقة الاغترابيّة اللبنانية للشباب، وادارتها الملحقتان الديبلوماسيتان لارا ضو وعلا خضر اللتان شددتا على ان الطّاقة الاغترابيّة اللّبنانيّة للشباب تضيء على الفرص اللامحدودة التي يمكن للبنان أن يقدمها والمجالات المحتملة التي يمكن للشباب أن يضعونها لإحداث التغيير وإعادة التطورات إلى الوطن، وكذلك السماح لهم باستجواب وتحدّي القادة الحاليين، مع التركيز والعمل بشغف على عمليّة التغيير.
وشارك في الحلقة كل من نيكولا حلو من كولومبيا حول التجديد في صناعة الضيافة، والطفل الروماني اللبناني ماركو رحمة المتفوق في الحساب الفوري، والذي تحدث عن مشاركته في برنامج ” رومانيا غوت تالنت” ورغم تأهله الى نصف نهائياته، اصر على حضور المؤتمرالذي يتزامن مع تصوير البرنامج، حيث قام بعرض مباشر على المسرح اذهل فيه الحضور.
اما مخترع الروبوت ” ساشا ” الذي يقوم بتوزيع المواد الغذائية على المرضى في المستشفيات وسيم الحريري فقال في فيديو مصور عرض على الحضور: ان الروبوت اختراع لبناني مئة بالمئة، وسيطرح في اسواق الشرق الاوسط والخليج في نهاية العام الجاري.
وتناولت الكاتبة المسرحية والمنتجة والمخرجة نغم وهبه من لوس انجلوس سبل التسويق للبنانية عبر عرض الانتاجات المسرحية والسينمائية اللبنانية في هوليوود. واضاءت على تجربة مسرحية “اعترافات امرأة عربية” التي غيرت النظرة الى المرأة اللبنانية في هوليوود.
اما مصممة الازياء سارة هرمز، فروت مسيرتها من الكويت حيث ولدت، ومنها الى نيويورك فكمبوديا ومجددا الى نيويورك والعودة الى بيروت حيث انشأت مدرسة مجانية لتعليم تصميم الازياء.
ومن فنزيولا اعتبرت نيرماري ان اللبنانيين في بلدها يساهمون بشكل كبير في المجتمع على الاصعدة كافة مشددة على ضرورة تفعيل مشاركة المرأة في صنع القرار.
بريسيلا شاروق تحدثت بدورها عن شركة امن المعلومات التي تملكها وعن تفادي سبل القرصنة، لافتة الى ضآلة عدد اصحاب الامكانيات في هذا المجال.
اما سيباستيان رزق الذي استعاد الجنسية اللبنانية الشهر الماضي، فعرض لأبرز الاعمال التي يقوم بها في جنوب افريقيا، في مجال العقارات.
وتميزت الحلقة بحوار تفاعلي مع الشبان اللبنانيين، وخلصت إلى ان الشباب يعول عليهم في تغيير معنى القيادة وإحداث التأثير اللازم في صنع القرار ويجب أن يكون الشباب جزءًا لا يتجزأ من الحوار، والى انهم يتمتعون بالقدرة على أن يصبحوا سفراء للمشاريع المبتكرة كما وتقديم الكثير من مواهبهم وخبرتهم.