زمكحل حاضر حول المخاطر والفرص في لبنان والشرق الاوسط لعامي 2018 و2019
ألقى رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالمRDCL World الدكتور فؤاد زمكحل محاضرة في غرفة التجارة والصناعة الكندية اللبنانية في مونتريال، كندا، في حضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة التي يترأسها السيد شارل ابو خالد، والقنصل اللبناني طوني عيد، ونخبة من رجال الأعمال اللبنانيين – الكنديين، ورجال الاعمال واصحاب مؤسسات كندية مهتمة في لبنان. وقد قدمت المحاضر الرئيس زمكحل، السيدة لمياء شارلوبوا مسؤولة العلاقات العامة للتجمع العالمي في كندا.
في هذا السياق، رسم د. زمكحل خلال المحاضرة، صورة الأوضاع الإقتصادية الراهنة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن التوقعات والمخاطر والفرص المستقبلية في فترة 2018 – 2019 ولا سيما في البلدان التي تشهد إضطرابات سياسية، أمنية وتالياً إقتصادية ومالية، مثل سوريا، ليبيا، اليمن، العراق، مصر، إيران، قطر، وغيرها.
ووقع زمكحل باسم تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم RDCL World مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية الممثلة برئيسها شارل ابو خالد تهدف الى التعاون الثنائي وبناء الشراكات والتآزر واقامة العلاقات بين الشركات اللبنانية والكندية، وتبادل الخبرات والمعرفة والأفكار المهنية.
وصرح زمكحل على الأثر قائلاً: «صحيح أن رجل الأعمال اللبناني موهوب ويتمتع بالعديد من الميزات التي تم تفصيلها آنفاً، لكن لا يمكننا إهمال بعض نقاط الضعف لديه أهمها روح الفردية والأنانية التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي في كثير من الأحيان. لذا يجب أن نتعلم كيفية العمل ضمن مجموعات متضامنة لخلق التآزر الإنتاجي، والتحالفات الاستراتيجية، لأن هذا سيكون نقطة انطلاق وسيسمح بالنمو أكثر معا، وليس فقط على الصعيد الفردي، إذ من المهم بناء شراكات مميزة مع رجال الأعمال اللبنانيين في العالم، وخلق التآزر الإنتاجي بغية تنفيذ إستراتيجيات جديدة للتنمية”.
وقال: « نحتاج إلى أن نتبادل سوياً معرفتنا وخبراتنا ومنتجاتنا وخدماتنا لكي يتمكن كل واحد منا بتنويع أنشطته على نحو مستقل او مشترك مرتكزين على نظام تحالف إستراتيجي على المدى القصير، المتوسط أو الطويل»، ودعا اعضاء الغرفة اللبنانية الكندية إلى الانضمام الى عضوية تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World».
وتوجه زمكحل قائلا: «ثقوا ببلدكم ولا تنسوا هويتكم اللبنانية، إذ إن سر نجاح اللبنانيين في العالم هو سرعة التأقلم مع الأزمات ومثابرتكم وإبتكاراتكم»، وقال زمكحل: «لقد نجحنا كلبنانيين فردياً.. لكن علينا الآن أن ننجح جماعياً، وهدفنا بناء «لوبي إقتصادي لبناني – عالمي بعيدا عن التجاذبات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية».
وشرح: «إن تفاقم الأزمات أدى إلى بروز أزمات إقتصادية وإجتماعية غير نمطية نجم عنها تخوف مستثمرينا في الداخل والخارج، مما دفعهم إلى تهريب رؤوس أموالهم إلى البلدان الأكثر إستقراراً، وإرتفاع حجم البطالة الجامحة على نحو كبير ومستدام (ومثير للقلق)، وهجرة أدمغتنا، والتأثير السلبي على جميع قطاعاتنا الإنتاجية (التجارة والصناعة والقطاع المالي والسياحة والبناء وغيرها)، كذلك أدى هذا الوضع السلبي إلى إرغام مراكز القرار لدينا على الإنحناء وهي كانت تشكـّل العمود الفقري لإقتصادنا».
وقال زمكحل في محاضرته في مونتريال: «أن سر نجاح رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم وتميزهم يكمن، ليس فقط في الذكاء والمعرفة، وهذه عناصر ضرورية للنجاح، إنما في قدرة هؤلاء على التكيف مع الأزمات ومواجهة المخاطر، والصمود لجبه المشكلات الطارئة في جميع أنواعها، والإبداع في العمل»، مؤكداً «وجوب أن يركز قادة الشركات الصغيرة والمتوسطة في كافة الدول، على إبداع هذه الشركات ومنتجاتها المتعددة الأوجه والتي تركز على تنفيذ إستراتيجية ثلاثية الأبعاد تعتمد على منتجات وخدمات جديدة، والوصول إلى مختلف الأسواق والعملاء من خلال تطوير الأسواق عالمياً، وتفويض بعض المسؤوليات للموارد البشرية المؤهلة، من ذوي الخبرات العالية والمتخصصة من جميع أنحاء العالم»، داعياً إلى «بناء شراكات متميزة، وخلق التآزر. فنحن بحاجة إلى أن نتبادل المعرفة والخبرات، حتى أن كل واحد منا يمكن أن يعمل على تنويع أنشطته على نحو مستقل بالتعاون مع نظام تحالف إستراتيجي قصير الأمد، ومن ثم على المديين المتوسط والطويل بغية تجاوز إدارة المخاطر».
وأضاف: «إن لبنان يمر في واحدة من أصعب الفترات من تاريخه الاقتصادي والاجتماعي (محليا وإقليمياً)، حيث لا يزال يحجم المستثمرون المحليون، الإقليميون والدوليون عن الإستثمارات في لبنان مما ينعكس سلباً على الإقتصاد اللبناني، ويُوجب علينا كرجال وسيدات أعمال لبنانيين في العالم أن نتخذ التدابير التصحيحية حيال ضعف الأداء وتصحيح نقاط الضعف في إقتصاداتنا، بغية تأسيس البناء على النجاحات ونقاط القوة». وشدد على “اننا متفائلون بنتائج مؤتمر سيدر وخصوصا أنه بات يلزمنا على تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية”.
ورأى «أن العالم تغير من حولنا بسرعة مذهلة، وعلى نحو يصعب معه التنبؤ بالعواقب المرتقبة. فالإقتصادات العالمية، الأميركية، الأوروبية، العربية، فضلاً عن الإقتصادات الإقليمية في تغير مستمر، حيث يقع هذا التغيير في «قلب» عملية إعادة هيكلة هذه الإقتصادات، وتالياً سياسات الدول الفاعلة».
وأضاف: «لقد أثّرت الحرب السورية على إقتصادنا، أمننا، ميزانيتنا والتوازن الإجتماعي لدينا، جراء النزوح السوري الكثيف على أراضينا (نحو مليون ونصف مليون سوري)، مما ترك ضغطاً كبيراً على البنية التحتية في لبنان (كهرباء، مياه، إتصالات، مستشفيات، مدارس، تعبيد طرق وغيرها)، فضلاً عن تزايد عدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر».
وشدد زمكحل على أننا “كنا متفائلين وننتظر بشغف مشروع وورشة اعادة اعمار سوريا والاستثمارات التي لم تكن اقل من 500 مليار دولار لكن حمائم السلام ابتعدت واشتدت الازمة من حيث لم نعد نستطيع ان نتوقع معها اين النهاية ومن سيقود هذا المشروع الضخم”.
وبعدما تناول زمكحل في محاضرته، الأوضاع الإقتصادية الراهنة في مصر، العراق، الإمارات، السعودية، قطر فإيران، تحدث عن الحرب الدولية والإقليمية الباردة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، الإتحاد الروسي، وتالياً إيران، تركيا، والسعودية، وهي تنعكس صراعات عسكرية في سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، فضلاً عن تقهقر النمو في المنطقة العربية عموماً».
وخلص إلى «أن لبنان لا يزال البلد الواعد في المنطقة، إذ يعمل على تطوير مجالات الإتصالات والتكنولوجيا (IT)، والطاقة المتجددة، والخدمات، ومجال الغذاء والقطاع الطبي وشبه الطبي. علماً أن مصرف لبنان المركزي كان أصدر أخيراً التعميم 331 الذي يفتح الطريق أمام تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يدفعها إلى النمو ومواجهة الركود الإقتصادي الحاصل. كذلك أن التجمع اللبناني العالمي RDCL World يتعاون مع مصرف لبنان للمشاركة في خطة عمل مشتركة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر (التي تشكل نحو 86٪ من المجتمع اللبناني) والتي يجب أن يُنظر إليها على أنها المحرك الرئيسي لإقتصاد بلدنا الصغير»، ملاحظاً «أن لدينا قوة إحتياطات في البنك المركزي من العملات الأجنبية بلغت مستوى قياسياً (نحو 38 مليار دولار)، في حين لا تزال إحتياطات الذهب تبلغ نحو 13 مليار دولار رغم الإنخفاض الأخير في الأسعار العالمية لهذا المعدن».
أخيرا ختم قائلاً: «نستعد من خلال قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP’s) الذي اقر مؤخرا في مجلس النواب، لخلق تحالفات إستراتيجية بغية إنشاء مشاريع الشراكة التي تدر عائدات عالية جداً لصالح الإقتصاد». ودعا الشركات الكندية الى “تقديم العروض والمشاركة في هذه المشاريع لانه معروف عن كندا انه البلد الريادي الاول في العالم اجمع على صعيد مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP”.
في الختام قدم رئيس الغرفة اللبنانية الكندية شارل ابو خالد جائزة تقديرية الى الرئيس اللبناني العالمي الدكتور فؤاد زمكحل عربون تقدير لجهوده الديناميكية للجالية اللبنانية الاقتصادية في العالم في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية بين رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم.