تابع وفد غرفة التجارة الأميركية اللبنانية برئاسة رئيسها سليم الزعني وعضوية نحو عشرين شخصية من رواد الاعمال في مجالات الاقتصاد الرقمي، لقاءاته في سيليكون فالي، في إطار الزيارة التي نظمتها الغرفة لرجال اعمال ورواد في مجال اقتصاد المعرفة بهدف التعرف على آخر الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
فبعد ورشة عمل امتدت ليومين في شركة frog Design” العالمية المتخصصة بالتصميم الإبداعي او ” Design thinking”، تابع الوفد اجتماعاته فعقد طاولة مستديرة مع كيث تير، رئيس مجلس إدارة Ventures Accelerated Digital ومن مؤسسي ” tech crunch”، حيث تناول تير موضوع ” CryptoCurrency”، ومدى تأثير دخول العملات الافتراضية الى عالم الاقتصاد بعدما باتت أمرا واقعا، وفاقت التعاملات بهذه العملات مئات المليارات من الدولارات. تبع ذلك طاولة مستديرة أخرى مع بيل هيلي رئيس مجلس إدارة بانتيرا كابيتال Pantera Capital الذي تحدث عن المخاطر الناجمة عن التعاملات التي تعتمد هذا المبدأ، كاشفا الجوانب الواقعية لها. وفي حين يرى كيث ان هذا العالم يشكل المستقبل، رأى هيلي ان هذا الامر سيكون ظرفيا ولن يعمر طويلا وخصوصا ان التوجهات العالمية القائمة على اعتماد عملة الكترونية موحدة لن تصمد طويلا ولن تنجح في إلغاء العملات الرئيسية الاخرى، وفي مقدمها الدولار.
ومن ثمّ عُقدت طاولة مستديرة مع جيريمايا أويوانغ الخبير في شؤون الابتكار في الشركات Corporate Innovation الذي شرح للوفد كيفية تجديد روح الابتكار في الشركات، مستعرضا أمثلة وتجارب شركات نجحت في هذا المجال. وقد خضع الوفد الى استطلاع لتقويم اداء فريق الابتكار في شركاتهم، بما يساعدهم على بلورة مستوى التقدم المحقق فيها ومكامن الضعف او الثغرات التي تعتريها.
وتابع الوفد لقاءاته في سيلكون فالي، بطاولة مستديرة مع جورج بطرس رئيس مجلس إدارة Qatalyst Partners، وهو نجل الوزير السابق فؤاد بطرس، وقد حقق نجاحات كبيرة بوصفه واحداً من ابرز رواد عمليات التملك والدمج والذي نجح في إنجاز عملية تملك شركة “مايكروسوفت” لشركة “لينكد ان” في واحدة من اكبر عمليات التملك الحاصلة اخيرا.
وتبعت هذا اللقاء طاولة مستديرة أخرى مع بول هولاّند الشريك العام في Foundation Capital، بعدها عُقدت طاولة مستديرة أخيرة في سيليكون فالي مع فيليب كورتو رئيس مجلس إدارة Qualys.
ثم كانت للوفد زيارة ميدانية الى مقر شركة نيسان في الوادي حيث مختبر الابتكار الخاص بالشركة ولشركة رينو ايضا ( Nissan / Renault Open Innovation Lab). واستمع الى شرح مفصل حول “Blockchain” وظاهرة العملات الافتراضية التي فرضت نفسها على العالم الافتراضي، كما كان عرض آخر لظاهرة Cryptocurrency التي تعتمد بشكل أساسي على مبادئ التشفير في مختلف جوانبه ومنها البتكوين التي تعتبر الاولى من نوعها والأكثر شهرة وانتشارا علما انها ليست العملة الوحيدة على الانترنت.
ثم قدم ممثلو الشركة عرضا ميدانيا لآخر ابتكاراتها والمتمثل بالسيارة الآلية المستقلة، “autonomous car” حيث تمكن الوفد من معاينة تجربة سير السيارة في شوارع سان فرنسيسكو من دون سائق.
ولخص رئيس الغرفة سليم الزعنّي نتائج الزيارة بوصفها بالجيدة جداً نظرا الى ما وفرته لاعضاء الوفد من معطيات تعكس آخر ما آلت اليه الابتكارات في عالم اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا. واعرب الزعني عن امله في ان يتمكن الوفد، بما يملك أساسا من كفاءات وخبرات، وبما توفر له من أفق جديد، في وضع مقاربات جديدة يمكن ان تدفع نحو تحسين بيئة عمل الشركات في مختلف القطاعات. وقال:” من اليوم فصاعداً، سنحاول كغرفة تعنى بتعزيز التواصل والتعاون بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية، تسخير جهودنا من اجل تعزيز بناء الجسور بين القطاع الخاص اللبناني والشركات العالمية، اضافة الى العمل على تنظيم ورش عمل من خلال استقدام الإختصاصيين من الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم إلى لبنان، بغية إتاحة الفرصة أمام الشركات اللبنانية لكي تفيد مباشرة من خبراتهم”.
اما نائب رئيس هيئة الاسواق المالية في لبنان وعضو الوفد فراس صفي الدين، فلفت الى اهمية “ان يدرك اللبنانيون حجم المقومات التي يمتلكونها والتي تسمح لهم بالنجاح في الداخل تماماً كما ينجحون ويبرعون في الخارج. وهذا يستوجب تحديث التشريعات والقوانين وتحسين البيئة المؤاتية لمناخ الاعمال”.
وكشف ان مصرف لبنان “كان الأول والسبّاق في اقتراح إصدار العملة الرقمية”، مشيرا الى انها “خطوة اولى لجعل اقتصاد لبنان اقتصادا رقمياً، والتركيز يجب ان يتمحور اليوم على القوانين التي تمكّن الشركات اللبنانية من أن تتحول رقمية”.
ورأى عضو الوفد رئيس شركة “MT2” ناجي بو حبيب ان الشركات اللبنانية يجب ان تتطلع بجدية أكثر الى الاستثمار في الموارد البشرية وتعليمهم مجال الابتكار.
من جهته، قال روبير نعوس من شركة “فيليب موريس” ان “التخطيط الإبداعي والتكنولوجيا والعلم التصنيعي يمثلون حاجة ملحة لتطور وتأقلم الصناعات والأعمال والقطاعات المختلفة مع التغيرات والاتجاهات العالمية”.